وهم سبق الرؤية هي ظاهرة نفسية تتمثل في شعور الفرد بمعايشته لمواقف وأحداث معينة في فترات سابقة؛ حيث يشعر أنه عاش هذا الموقف أو رأى هؤلاء الأشخاص في مرحلة سابقة من حياته مع صعوبة تحديد الكيفية والزمان والمكان؛ الأمر الذي يُثير في نفسه الدهشة والغرابة، وخاصة إذا تزامن الحدث مع إمكانية التبؤ بخاتمة الموقف أو الحدث. وتُعرف هذه ظاهرة وهم سبق الرؤية أيضًا باسم ديجافو، وهي كلمة ذات أصول فرنسية تعني شُوهد من قبل.
أنواع وهم سبق الرؤية
تتميز ظاهرة سبق الرؤية بوجود ثلاثة أنواع رئيسية، وهي:
- تمّ رؤيته سابقًا: وهو شعور الفرد بأنه مر بهذا الموقف سابقًا أو شاهده في مرحلة سابقة من مراحل حياته؛ الأمر الذي يجعله يتوقع بعض الأحداث، والتي غالبًا ما تكون صحيحة.
- تمّ الشعور به سابقًا: وهي عبارة عن مشاعر وأفكار تكمن في نفس الشخص تتمثل بمعايشة شعور مألوف؛ نظرًا لأنه عاشه وخبره في فترة سابقة من حياته.
- تمّ زيارته سابقًا: وفي هذا النوع يتوهم الشخص بمعرفته لتفاصيل مكان ما؛ حيث يشعر بأنه زار هذا المكان سابقًا.
أسباب وهم سبق الرؤية
تتعدد أسباب الشعور بوهم سبق الرؤية، ومن هذه الأسباب:
- إصابة الجهاز العصبي ببعض الاضطرابات.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية، وخاصة مرض القلق الذهاني أو فُصام الشخصية.
- اضطرابات الذاكرة، مثل شذوذ الذاكرة؛ بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
- قد تحدث هذه الظاهرة نتيجة تناول بعض الأنواع من الأدوية، والتي تؤثر على الذاكرة، وخاصة بعض أدوية علاج الإنفلونزا مثل: دواء أمانتادين، ودواء فنيليروبانولامين.
- تنشابه الأحداث والمواقف: حيث قد تحدث هذه الظاهرة نتيجة المرور ببعض الأحداث المُشابهة سابقًا.
- اضطراب إفراز بعض الهرمونات في الجسم، وخاصة هرمون الدوبامين (هرمون السعادة).
- خلل نقل المعلومات بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر: حيث يمكن أن تصل المعلومات إلى أحد الجزأين قبل الجزء الآخر؛ الأمر الذي يسبب الشعور بألفة هذا الموقف وكأنه تمّ سابقًا.
طرق التعامل مع وهم سبق الرؤية
يمكن التعامل مع وهم سبق الرؤية من خلال اتباع النصائح والإرشادات الآتية:
- الحرص على عدم إجهاد النفس في التفكير ومحاولة تذكر التفاصيل السابقة، والعمل على تجاهل الموقف؛ وذلك بسبب تأثير هذه الظاهرة، حيث أنها قد تولد الوسواس والتوهم لدى الفرد.
- تجنب العادات السلوكية التي تضر الذاكرة وخلايا الدماغ، وخاصة التدخين والكحول.
- تجنب تناول الأدوية مهما كان نوعها دون استشارة طبية متخصصة.
- تجنب التعرض للانفعالات النفسية الشديدة، والتي تعمل على اضطراب الذاكرة.
- في حال تكرر الأمر، يُفضل زيارة الطبيب النفسي وتحديد الأسباب النفسية وعلاجها.
- تجاهل الأفكار المغلوطة حول هذه الظاهرة مثل: الإصابة بمس الجن، تناسخ الأرواح، وغيرها من الأفكار المغلوطة التي ليس لها أساس من الصحة.