التكافل الاجتماعي
هو صورة من صور العدالة الاجتماعية، وهو نمط يمثل العلاقات بين أفراد المجتمع، ويعني التعاون والتشارك والتراحم
لتحقيق المصالح العامة في المجتمع، ومفهوم التكافل الاجتماعي مفهوم واسع يحتوي العديد من الجوانب منها
الأخلاقية والمادية وغيرها.
أنواع التكافل الاجتماعي
يضم مفهوم التكافل الاجتماعي شريحة واسعة من الجوانب والتي تغطي كافة احتياجات ومصالح المجتمع، ومن
أنواع التكافل الاجتماعي:
- التكافل الأسري: وهو أبسط أنواع التكافل، والذي يضمن التعاون بين أعضاء الأسرة لتحقيق مصلحتها العامة بعيدا عن الفردية والأنانية، ومن صوره السعي نحو تربية الأبناء وإعدادهم بشكل صالح في كافة الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية والدينية، صلة الرحم، وغيرها من الصور الأخرى.
- التكافل في العبادات: حيث تتطلب بعض العبادات وجود نوع من التكافل والتشارك والتعاون مثل الصلاة، أداء الزكاة، جنازة الميت، وغيرها من العبادات الأخرى.
- التكافل الدفاعي: ويعني التشارك والتعاون في الحفاظ على المصالح الأمنية في المجتمع، بعيدا عن التنصل من المسؤولية.
- التكافل الاقتصادي: وفيه تُحفظ ثروات أفراد المجتمع، ويتم تحقيق العدالة الاجتماعية بأبهى صورها، ومن أمثلة التكافل الاقتصادي: أداء الزكاة، الصدقات، منع الاحتكار في المجتمع، وغيرها من الصور الأخرى.
- التكافل العلمي: وفيه يتكافل المجتمع لتحقيق أهداف العلم والعمل على انتشاره ومحاربة عوامل الجهل بكافة أشكالها، ومن صوره بناء المدارس والجامعات كنوع من الصدقات الجارية أو كنوع من “الوقف العلمي”، وغيرها من صور التكافل العلمي.
آثار التكافل الاجتماعي
يعود التكافل الاجتماعي بجملة من الآثار الإيجابية النافعة على الفرد والمجتمع ومنها:
- رضا الله ورضا النبي صلى الله عليه وسلم.
- زيادة قوة وتماسك المجتمع؛ مما يعمل على حمايته من كافة أنواع المخاطر التي قد تواجهه.
- تحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية، وتخفيف صور الظلم الاجتماعي بأشكاله المتعددة.
- الالتزام بالحقوق والواجبات وتأديتها على أكمل وجه.
- انخفاض مستوى الجريمة في المجتمع.
- انعدام العوز والحاجة لغير المقتدرين.
- يعمل التكافل الاجتماعي على النهوض بالمجتمع إلى أقصى درجات الحضارة والرقي.
- تخليص المجتمع من المشكلات الاقتصادية مثل الفقر والدين، وغيرها من المشكلات الاقتصادية.
التكافل الاجتماعي في القرآن الكريم والسنة الشريفة
حث القرآن الكريم في آياته الكريمة على ضرورة تمثل التكافل الاجتماعي بصوره المختلفة، وقد ورد هذا في عدد من المواضع القرآنية ومنها :
- الآيتان 17،18 من سورة الفجر، حيث قال تعالى:”كلا بل تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين”.
- الآيات 5-10 من سورة الليل، حيث قال تعالى:”فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى”.
- الآيتان 17،18 من سورة الليل، حيث قال تعالى:” وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى”.
- الآية 28 من سورة الحديد، حيث قال تعالى:”يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وأمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته”. وغيرها من الآيات القرآنية الكريمة الأخرى.
- كما زخرت أحاديث النبي بالإشارة إلى التكافل الاجتماعي، ومن هذه الأحاديث:
- قال الني صلى الله عليه وسلم:” لا حسد إلا في اثنين: رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار”.
- قال الني صلى الله عليه وسلم:” إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله”. وغيرها من الأحاديث النبوية الشريفة الأخرى.