مو هو المثل
جملة من القول مقتطفة من كلام أو مرسلة بذاتها، تمثل عبرة مستخلصة من واقعة معينة، تنقل ممن وردت فيه إلى حادثة مشابهة دون تغيير.
قصة مثل “عادت حليمة لعادتها القديمة”
حليمة هي زوجة احد الشخصيات التاريخية التي اشتهرت بالكرم والسخاء، إلا أنها كانت شديدة الحرص والبخل، حيث كانت إذا أرادت أن تضع السمن في الطبخ أخذت القليل منه وأضافته إلى الطعام، حتى أن يدها كانت ترتجف عند وضعها للسمن من شدة بخلها وحرصها.
لم يعجب الأمر زوجها، ففكر كثيرا، وأراد أن يعلمها الكرم بحكمة وذكاء، دون أن يحرجها، فقال لها ذات يوم:” إن الأقدمين كانوا يقولون: إن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في حلة الطبخ زاد الله بعمرها يوما.
فرحت حليمة بما سمعت، فأخذت تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعامها طيبا لذيذا، واعتادت يدها على السخاء والكرم، حتى أثنى جميع الزوار على مذاق وجودة طعامها.
ومرت الأيام ،وشاء الله أن يفجع قلب حليمة بموت ولدها الوحيد، الذي كانت تحبه أكثر من نفسها. حزنت المرأة حزنا شديدا، فجزعت حتى تمنت الموت لنفسها، فتذكرت كلام زوجها الذي قال لها:”أن إضافة ملعقة من السمن يطيل العمر يوما”، فما كان منها إلا أن أخذت تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت بشكل أسرع، حتى عاد طعامها كما كان سابقا، فقال الناس في حليمة:”عادت حليمة لعادتها القديمة”.
ثم انتشر المثل بين الشعوب للدلالة على تمسك الإنسان بعاداته التي نشأ عليها، وفشل محاولات التغيير، والعودة إلى ما اعتاد عليه الفرد سابقا.
فوائد الأمثال الشعبية
تؤدي الأمثال الشعبية أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمعات، ومن هذه الفوائد:
- زيادة الفهم والاستيعاب: حيث أن ضرب الأمثال الشعبية يقرب المعاني إلى الأذهان، ويعين على الاستيعاب.
- تقريب المفاهيم المجردة الصعبة لتصبح في صيغة المحسوس القريب لأذهان السامعين.
- زيادة القدرة على التشبيه، فعملية ربط المواقف السابقة والتي ضُرب لأجلها المثل مع مواقف مشابه يزيد من قدرة الفرد على التشبيه والربط.
- الحفاظ على الإرث الثقافي للمجتمعات، حيث أن الأمثال الشعبية ركيزة أساسية من ركائز ثقافات المجتمعات المتعاقبة، كما تعتبر الأمثال الشعبية من أهم الشواهد على تلك الثقافات والمجتمعات.
- الاستفادة من الأمثال الشعبية: حيث يمكن الاستفادة من الجوانب الإيجابية للأمثال الشعبية، وترك الجوانب السلبية وغير المرغوبة منها، لما للأمثال الشعبية من أثر بالغ على الفرد.