قصة مثل هذا الشبل من ذاك الأسد

قصة مثل هذا الشبل من ذاك الأسد

ما هو المثل

جملة من القول مقتطفة من كلام أو مرسلة بذاتها، تمثل عبرة مستخلصة من واقعة معينة، تنقل ممن وردت فيه إلى حادثة مشابهة دون تغيير.

قصة مثل “هذا الشبل من ذاك الأسد”

تعود قصة مثل “هذا الشبل من ذاك الأسد” إلى القرن الهجري الأول، وتدور أحداث القصة حول طالب فقير الحال يطلب العلم، حيث خرج في أحد الأيام من منزله جائعا جدا، فلجأ إلى بستان مليء بأشجار التفاح، وأخذ من إحدى أشجاره تفاحة ليسد بها رمق جوعه، ولكن عندما عاد إلى منزله بدأ بلوم نفسه على فعلته، فما كان منه إلا أن ذهب إلى صاحب البستان، وروى له ما حدث طالبا منه المسامحة، ليكون جواب صاحب البستان صادماً حيث قال له: “والله لا أسامحك، بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله”،

انهمرت دموع الفتى وتوسل للرجل كي يعفو عنه، إلا أن صاحب البستان استمر على عناده، فما كان من الفتى إلا أن عرض عليه العمل في البستان دون أجر بقية عمره، إلا أن صاحب البستان رفض الأمر، واضعا شرطا آخر لمساحته، حيث قال له:”أسامحك شرط أن تتزوج من ابنتي العمياء والصماء والبكماء، والتي لا تمشي”؟

ولم يكن لدى الشاب خيار آخر غير الموافقة على عرض صاحب البستان رغم حزنه الكبير. ولكنه صدم عندما ذهب للعروس ووجدها فتاة جميلة جدا، وكانت تمشي وتتكلم بشكل طبيعي، ليسألها عما قاله عنها أباها، فقالت له:”لأنني عمياء عن النظر إلى الحرام، وبكماء عن الكلام الحرام، وصماء عن الاستماع إلى الحرام، ولا تخطو قدماي خطوة إلى الحرام، وإنني وحيدة أبي، ومنذ سنوات وهو يبحث لي عن زوج صالح، فلما أتيته وعلم أنك تخاف الله، اختارك لي”.

وبعد سنة من زواجهما أنجبت الزوجة غلاماً من خير ما أنجبت الأمة العربية، وهو “أبو حنيفة النعمان”، وبعد انتشار قصة الوالد والوالدة وأفعال أبو حنيفة النعمان، أطلق هذا المثل الشهير “هذا الشبل من ذاك الأسد”.

إقرا أيضا :  قصة المثل الشعبي مواعيد عرقوب

من هو أبو حنيفة النعمان

هو النعمان بن ثابت بن المرزبان، وكنيته أبو النعمان، أول الأئمة الأربعة، وهم علماء الدين الذين يجمع على إمامتهم جميع المسلمين من أهل السنة والجماعة بكافة توجهاتهم، وهو صاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي، ولد أبو حنيفة في الكوفة، ونشأ فيها، وأبدع في مجال التجارة والعلم، واشتهر في علم الكلام، وهو العلم الذي يهتم بمبحث العقائد الإسلامية وإثبات صحتها والدفاع عنها بالأدلة العقلية والنقلية، وعُرف أبو حنيفة النعمان بشدة إيمانه وإخلاصه لدينه، وهو من بشر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال:” لو كان العلم لتناوله رجال من أبناء فارس”.

إقرا أيضا :  قصة مثل عادت حليمة لعادتها القديمة