طفل التوحد وأمور يجب معرفتها عنه

طفل التوحد وأمور يجب معرفتها عنه

ما هو التوحد

يعرف التوحد بأنه حدوث اضطراب في النمو العصبي، ويتميز طفل التوحد بضعف في التفاعل الاجتماعي، وضعف في التواصل، مع وجود سلوك مقيد ومتكرر. وتظهر علامات وجود إصابة توحد خلال أول عامين من حياة الطفل، وتتطور هذه الأعراض بشكل تدريجي، وفي بعض حالات طفل التوحد يصل الأطفال إلى معالمهم التنموية بشكل طبيعي، ثم يتراجعون بعد ذلك. كما أنه يتم تشخيص التوحيد من قبل متخصصين في ذلك، ولا يمكن تشخيصه وفقًا لوجود بعد الدلائل فقط.

أمور يجب معرفتها عن طفل التوحد

  • أنه طفل مثل غيره من الأطفال 

فعلى الرغم من إصابته بالتوحد إلا أن هذه ليست الصفة التي تعبر عنه بشكل أساسي، فتشخيص التوحد هو أحد أبعاد شخصية الطفل، وليس تعريفًا له، فهو لا يزال طفلًا ولا يمكنه التعبير عن شخصيته بسهولة، كما أنه لا يعرف الأمور التي لا يستطيع القيام بها. فتعريف طفل التوحد بصفة التوحد فقط يعتبر أمرًا خطيرًا، لأن ذلك في مجتمعاتنا يقلل من قدراته، بالتالي حين تتم الاستهانة بقدراته فإن ردة فعله ستكون “لِمَ أحاول فعل ذلك؟”.

  • طفل التوحد يتبع نوع التفكير المحدد، مما يعني أنه يفسر اللغة بشكل حرفي 

فهو يصاب بحالة من الحيرة والارتباك عند مخاطبته باللغة المحكية والتعبيرات المجازية، فعند وصف فعل ما بأنه قطعة من الكعك دون وجود قطعة كعك أو حلوى في المكان فإن طفل التوحد هنا يصاب بحيرة كبيرة ولا يفهم المقصود من الكلام بل يفهم المعنى المباشر فقط. ولا فائدة من استخدام التشبيهات والإيحاءات والبلاغة العبارات الموزونة أمامه لأنه لن يفهم شيئًا وسيكون الأمر مُرهِثًا له.

  • نظرًا لصعوبة اللغة عليه فإنه يعتبر شخص ذو توجه بصري 

من الضروري توضيح كيفية فعل الأمر قبل طلب تنفيذه من طفل التوحد، كما أنه يجب الاستعداد لإعادة الشرح أمامه لأكثر من مرة، لأن التكرار المنهجي يساعده على التعلم. ويجب وضع برنامج بصري له لمساعدته على اجتياز نهاره، فذلك ينقذه من الضغط الذي يصاب به عند حاجته لتذكر ما يجب عليه فعله.  كما أنه يعاني من صعوبة في الانتقال بين الأنشطة المختلفة، فيساعده البرنامج البصري على إدارة وقته وتلبية المطلوب منه. وتظل حاجته للبرنامج البصري مستمرة، إلا أن البرنامج يتغير، فالبرنامج قبل تعلم القراءة يختلف عنه بعد تعلمها.

أمور يجب معرفتها عن طفل التوحد لضرورتها

  • ضرورة حبه دون أي شروط
إقرا أيضا :  كيف أنظم وقتي

يجب على أهالي طفل التوحد التخلص من تعليق الآمال عليه، مع ضرورة عدم التذكير بذلك باستمرار، مع ضرورة دعمه من قبل عائلته والمجتمع المحيط به لكل يصبح شخصًا ناجحًا في المستقبل. ويجب عدم حبه مقابل تنفيذ أوامر مطلوبة منه.

  • ضرورة الصبر مع قاموس المفردات المحدود لديه

يعتبر أمرًا صعبًا على طفل التوحد أن يعبر عن مشاعره، لأنه لا يعرف الكلمات المناسبة التي تساعده على ذلك، فقد يشعر بالخوف أو الإحباط لكن هذه المشاعر فوق قدراته على التعبير، لذلك يجب الانتباه للغة الجسد لديه وعلى وجود أي علامات يصدرها ليدل على وجود شيء خاطئ حوله. أو قد يكون مصاب التوحد عكس ما سبقن فقد يعبر عن نفسه كأنه نجم سينمائي يستعرض كلمات ونصوص بشكل كامل يفوق قدرات عمره، لكنه هنا لا يفهم مضمون الكلام، بل يكون يحفظه فقط، وتسمى هذه الحالة اللفظ اصدوي أو المصاداة، وهي تعني عدم فهمه لعنى أو مقصد الكلمات التي يستخدمها، لكنه تسعفه عند حاجته لجواب ما.

  • ضرورة التركيز على الأمور التي يستطيع القيام بها بدلًا من التركيز على الأشياء التي لا يستطيع القيام بها

فطفل التوحد كغيره من الناس لا يمكنه التعلم وهو في بيئة يشعره مَن فيها أنه لا يستطيع أو أنه غير جيد، فعندما يشعر طفل التوحد أن قيامه بأي شيء جديد سيجعله عرضة للنقد حتى لو كان نقدًا بنّاءًا فإنه لن يحاول القيام بالفعل، ويجب البحث عن قدرات طفل التوحد والتركيز علها، كما أنه من الضروري معرفة أن هناك أكثر من طريقة صحيحة يمكن اتباعها لعمل الأشياء.

  • ضرورة التمييز بين “لا أريد” و “لا أستطيع”

فمن أهم التحديات أمامه التعبير والمفردات اللغوية، ومن الصعب عليه فهم الأوامر، فإنه يجب توضيح الأمر كاملًا عليه وبتفاصيله وبالاقتراب منه، فعند النداء عليه عن بُعد لا يسمع جملة الأمر كاملة، ويكتفي بسماع اسمه. ولا يمكنه قول لا أريد أو اختيار عدم فعل شيء، ولا يمكنه أيضًا قول أنه لا يستطيع فعل الشيء، لذلك فإنه يجب التمييز بين هاتين الحالتين عنده.

إقرا أيضا :  اهمية الجيران ودورهم في تربية الأبناء

أمور يهتم طفل التوحد بمعرفتها عنه

  • ضرورة تحديد الأمور التي تسبب الغضب والهيجان له

إن غضب طفل التوحد أو هيجانه وانفجاراته تثير له الرعب كما تثيره لغيره من الناس من حوله، وتحدث هذه الحالات عند طفل التوحد بسبب حدوث حمولة زائدة على إحدى حواسه بشكل لا يطاق، فعند تحديد أسباب حدوث نوبات الغضب لديه فإنه يصبح من السهل تجنب حدوثها، ومن الأفضل أن يتم تدوين هذا كله لأنه قد يظهر لنا وجود نمط عند مصاب التوحد. كما أن كل التصرفات التي تصدر منه هي عبارة عن أحد أشكال التواصل، فالفعل الذي يصدر من طفل التوحد يكون لأنه الكلمات لديه لا يمكنها التعبير عن ذلك. كما أنه من الضروري معرفة أن وجود سلوك متكرر عند طفل التوحد قد يكون بسبب وجود أسباب طبية مخفية مثل التحسس أو وجود مشاكل في الجهاز الهضمي أو حدوث اضطرابات في النوم، فهذا كله يترك أثر كبير على سلوك طفل التوحد.

  • المدركات الحسية لدى طفل التوحد مضطربة

من أكثر الجوانب صعبة الفهم عن التوحد هو التوافق والتكامل الحسي، ويرى البعض أنه الأكثر
أهمية، مما يعني أن الكثير من الأمور التي تعتبر عادية خلال الحياة اليومية، وقد لا يلاحظها
الكثير من الناس تسبب ألمًا كبيرًا بالنسبة لطفل التوحد. ويبدو لطفل التوحد أن المحيط حوله
والذي يجب عليه العيش فيه يشكل عدوًّا له، لذلك يبدو شديد الخصومة مع من هو حوله
وشديد الانعزال، لكنه في الحقيقة يحاول الدفاع عن نفسه.

  • السمع والبصر عند طفل التوحد

ويكون السمع لدى طفل التوحد شديد، مما يجعلهم يبكون أو يصرخون أو يعبرون عن إنزعاجهم
بعدة طرق، فهم ينزعجون من صوت صرير الباب مثلأ، ومن صوت بكاء الأطفال، ومن صوت آلة
طحن القهوة، ومن الكثير من الأصوات التي نعتبرها عادية جدًّا. كما أن إحساسهم بالروائح
يعتبر عالٍ إلى حد ما، فهم يميزون سبب الرائحة الموجودة في المكان، فهم يشعرون بهذه
الروائح دون تمييز سببها أو القدرة على التعبير عن إنزعاجهم منها. وتعتبر أكثر الحواس استثارة
عند طفل التوحد حاسة البصر، فطفل التوحد يرى أن الضوء النابض مثلًا يقفز فوق كل شيء،
كما أنه يشوش ما يراه الطفل. ويبدو الفراغ أمام طفل التوحد أنه شيء يتغير بشكل مستمر.

إقرا أيضا :  ما هو الحرمان البيئي وما أسبابه

المجال الاجتماعي والتفاعلات الاجتماعية لدى طفل التوحد

فقد يظهر للجميع أنه لا يريد اللعب مع غيره، بينما هو لا يعرف كيف يبدأ الحديث مع غيره،
أو حتى كيف يدخل إلى اللعبة، لذلك فإنه يجب تشجيع الأطفال على دعوته ليشاركهم في اللعب،
فذلك سيجعله سعيدًا وسيشاركهم اللعب. كما أن نشاطه يكون أفضل عند المشاركة في نشاطات
اللعب المنظمة التي لها بداية محددة ونهاية محددة أيضًا، وذلك لأنه لا يمكنه قراءة لغة الجسد أو
تعابير الوجه أو عواطف الآخرين من حوله. لذلك يفضل أن يتم تدريبه بشكل مستمر على الاستجابات
الاجتماعية المناسبة، أي أنه يجب تدريبه على الردود المناسبة في حالة تعرض أحدهم لإصابة أمامه
أو غير ذلك من الأمور المختلفة.

لماذا يوجد أمور يجب معرفتها عن طفل التوحد

"أمور
لماذا يوجد أمور يجب معرفتها عن طفل التوحد

من الضروري معرفة أن التوحد اضطراب سلوكي يلازم الشخص طيلة حياته، وليس مرض مزمن دون علاج، ومن الممكن التغلب على بعض أعراضه الموجودة لدى المصاب ويكون ذلك عند معرفتها ومعرفة كيفية التعامل معها وتجاوزها دون أن تشكل أية مشاكل للمصاب. ومن الضروري دعمه بشكل دائم ومستمر لك يتمكن من التفاعل مع المجتمع المحيط به ومع كل ما يدور من حوله. كما أنه عند معرفة ما يعيشه طفل التوحد يصبح من السهل فهمه والتعامل والتعايش معه دون الشعور بأنه عائق في حياة العائلة أو أنه مشكلة مزعجة لهم. ومن الضروري جدًّا أن يفهم الجميع أنه إنسان كغيره، يشعر بكل ما يحيط به، وله مشاعره الخاصة، إلا أنه يجب فهم ما يمر به.

المصادر والمراجع