نشر الاسلام والتوحيد
خالد بن الوليد هو سيف الله المسلول ، و سيف الله المسلول هو أحد أعظم القائدين الذين مروا عبر التاريخ، حيث قاد المسلمين في معارك عدة
بعد ما أنهي الصديق رضي الله عنه _ بتوفيق العزيز القدير _ فتنة الردة التي كادت تعصف بالأمة، توجه للمهمة الأساسية التي أوكلت إليه بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهي نشر الدين الإسلامي وبسط رداء التوحيد على وجه البسيطة كلها، فهذه هي رسالة الأمة جمعاء ومبتغى كل مسلم أن يصل بدعوة التوحيد إلى مشارق الأرض ومغاربها.
.وبعدما دانت الجزيرة بأكملها بدين الحق أرسل أبو بكر الصديق رضي الله عنه الجيوش الإسلامية الفاتحة لنشر دعوة التوحيد، ولم يكن الجهاد إلا لكسر شوكة سلطان الباطل الذي يقف حجر عثرة في وجه الدعوة الإسلامية ليسمع الناس القرآن و ليصلكم نور الحق وسبب سعادتهم وحياتهم الطيبة في الدنيا والآخرة، فما كان هدف الفاتحين القتال، ولكن نشر الدعوة وإلا فما كانوا ليعرضوا على البلدان الخصال الثلاث،الإسلام ويكفوا عنهم أو الجزية ولا يقف السلطان في وجه دعوى الإيمان فإن أبوا الجهاد ولا بد.
سيف الله المسلول فاتحا للدولة الفارسية
بدأت فتوحات الصحابة ليواجهوا أول أمرهم أكثر قوتين آنذاك الدولة الساسانية في العراق (الفرس) الدولة البيزنطية في الشام(الروم).
كان المقدم خالد ابن الوليد رضي الله عنه نصيب الأسد في مواجهة قوة الفرس العاتية وجيوشهم الجرارة، ليستر لنا تاريخ من البطولة المدهشة.
بدأ القائد العسكري المحنك حملته بمنطقة تسمى الحقير قرب البصرة يجند قوامه ثمانية عشرة ألف مقاتل، ليواجه قوة الفرس التي كان يقودها “هرمز” فبعث إليه خالد كتابا في: (أما بعد فأسلم تسلم، أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة، وإقرارا بالجزية، وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة).
وكان جيش الفرس أقام معسكرا عند مدينة القواظم ليلاقي المسلمون هناك، فلما بلغة الخبر بورود جيش الإسلام الحصين، أسرع إليه وعسكر فيه وحفر خندقا وتجهز بكل سبيل استطاع.
استراتيجيات عسكرية
وحينما وصل القائد العبقري خبر سبقهم إلى الحقير عدل بجنده إلى الكاظمة، ولنا مع هذا الموقف وقفات.
يدل هذا الموقف على البراعة العسكرية لخالد فقد قام بالآتي:
أولا : بالأضرار بخطه العدو واستفزاز قواه بعد الاستقرار و حفر الخندق.
ثانيا: يعرف هذا القائد الفذ طبيعة عدوه جيدا فقد كان هو رمز متكبرا شديد البغض للمسلمين فبهذا التغيير يغضبه، مما يؤثر سلبا على حضوره الذهني كقائد وعلى خطته وقد حدت، فقد استجاب هورمز وغير موقعه.
ثالثا: المهارة والقدرة على المناورة، والسرعة في الحرب.
سيف الله المسلول وبث الروح المعنوية
- ولما وصل جيش المسلمين ميدان اللقاء كان خالد يبعث في نفوسهم الحماس .
ويقول (ألا نزلوا وحطو رحالكم، فلمعي الله ليصيرن الماء لأصبر الفريقين وأكرم الجندين).
- ولنا مع منزل خالد وجنده وقفه إذا أقامهم مقام القتال والصمود فلا سبيل للانسحاب بحال، هذه الإستراتيجية العسكرية الفريدة تحدث عنها صاحب كتاب 33″ استراتيجية للحرب” روبرت جرين وسماها”إستراتيجية ارض الموت”مقرا إياها تخص القادة الأفراد وذلك بعد أن طبقها الصحابة رضوان الله عليهم في الفتوحات منذ ثلاثة عشر قرنا.
- تالله لقد رسمنا للبشرية خريطة الحضارة التي لا مثيل لها فى كل ضرب وسيل.
شجاعته رضي الله عنه
ولما تلاقي العسكران وتقابل الفريقان عرض هرمز نفسه للبراز، مستدعيا أشجع الفرسان فقام إليه خالد القائد القدوة ليبارزه، ولكن كان لهرمز الخبيث نية غدر كشفها أسد جسور أسمه الفقاع فقتل من خرج مع هرمز لينالوا من خالد، ثم أجهز ابن الوليد على هرمز فارداه تحت أقدام فرسه.
- فأختل جيش الفرس واضطرب و انهزم أمام الأبطال فقتل منهم يومئذ أكثر من ثلاثين الفا.
- وسميت المعركة بذات السلاسل لأن الأعداء ربطوا أنفسهم سلاسل حديدية حتى لا يفروا من القتال ولكن ابى الله إلا أن ينصر جنده والحمدلله.
من أقوال خالد بن الوليد سيف الله المسلول
- (لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفي ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء).
- (إن الله خلق الأيدي لتعمل فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية).
- قال خالد بن الوليد يوم فتح مكة: (يا عزى كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك).
- (إن الجيوش إنما تكثر بالنصر وتقل بالخذلان).