سورة الناس
تم تفسير سورة الناس عن طريق الكثير من المشايخ والفقهاء، الذين بينوا تفسير سورة الناس بالتفصيل وذلك بحسب الكثير من الروايات التي تم التأكد منها، وسورة الناس هي أحد سور القرآن الكريم، وهي سورة مكية، وعدد آياتها ست آيات، وسميت بالناس لأن كلمة الناس تكررت 4 مرات، وسبب نزول السورة هو مرض الرسول عليه الصلاة والسلام نتيجة سحر لبيد بن الأعصم اليهودي، وتهدف سورة الناس الى التوحيد والالتجاء الى سبحانه وتعالى، والاعتصام بالله من شر كل انس وجن وشيطان، وسورة الناس هو قول الله سبحانه وتعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
تفسير سورة الناس
يُخاطب الله نبيَهُ محمد، ويأمُرهُ بأنْ يعوذ ويعتصم بالله ربِ النّاس، فهو وحده القادر على أنْ يَردَ عنهُ شرَّ وسواسِ الشيطَان، ويقال عن سورة الناس هي المعوذة الثانية من المعوذتين، وهما سورة الناس وسورة الفلق، حيث أن سورة الفلق يستعيذ بها المسلم من الشرور الداخلية، أما سورة الناس فيستعيذ بها المسلم من الوساوس والمخاوف التي يشعر بها بداخله.
الآية الأولى : (قل أعوذ برب الناس)
يُخاطب الله الرسول عليه الصلاة والسلام، ويأمُرهُ بأنْ يعوذ ويعتصم بالله ربِ النّاس، فهو وحده القادر على أنْ يَردَ عنهُ شرَّ وسواسِ الشيطَان، وتذكر الآية الكريمة ربوبية الله العامة التي لا يخرج عنها أي مخلوق، فالكل مربوب لله سبحانه وتعالى، فنواصي الناس بيد الله، لذلك تأتي الآية الكريمة الثانية.
الآية الثانية : (ملك الناس)
الله هو رب كل شيء، وصفة الملك أخص من صفة الربوبية، ويعني التصرف المطلق، فالله يتصرف بالناس كيفما شاء، والمسلم يلجأ الى ربه ومالكه والهه، ليدفع ما يخاف منه حتى لا يقع، فالمخاوف إما أن تكون واقعة أو متوقعة، وفي هذا المعنى يلجأ المسلم الى ربه مالكه ومليكه.
الآية الثالثة : (إله الناس)
تذكر الآية الكريمة ألوهية الله سبحانه وتعالى على الناس، وذلك بعد الربوبية والملك، وبهذا يلتجأ الناس الى لهذه الأسماء عندما يدعو الله عز وجل، وتتكرر كلمة الناس ثلاثة مرات في أول ثلاث آيات من السورة الكريمة، فالله هو رب كل شيء ومليكه، هو الإله المعبود عز وجل.
الآية الرابعة : (من شر الوسواس الخناس)
يأمر الله سبحانه وتعالى المسلم بالاستعاذة من الشيطان الموكل بالانسان، فكل انسان وله قرين يعمل على تزيين الفواحش له، والمعصوم من الوساوس هو الله عز وجل فقط، فيستعيذ الانسان من شرور الشيطان وأذاه، الذي يوسوس للانسان في وقت الغفله، عندما يبتعد المسلم عن ذكر الله سبحانه وتعالى.
الآية الخامسة : (الذي يوسوس في صدور الناس)
ويختلف في معنى الناس العلماء والفقهاء، فقال بعضهم أن الناس هم كل من الإنس والجن، أي أن الموسوس يوسوس في صدور الجن والناس، فالصحيح يقال أن الناس للجن والإنس والله أعلم، ومنهم من قال أن الناس تعني الإنس فقط.
الآية السادسة : (من الجنة والناس)
وفي هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى أن الوسوسة يمكن أن تكون من الجن والإنس، فشياطين الإنس توسوس في صدور الناس حيث تزين لهم المنكر، وشياطين الجن التي توسوس في صدوز الناس.