الموهبة وحدها لا تكفي
تعرف الموهبه بأنها امتلاك الإنسان لشيء ما عظيم نسبياً يميزه عن غيره من الأشخاص، وامتلاك الموهبه يجعل الإنسان يشعر بالفخر و الاعتزاز و الثقة بالنفس
الثقة ترتقي بموهبتك
بعد أن وجدت موهبتك التى تستطيع أن تفعلها يومياً بنفس الشغف و النشاط، فإن أول و أكبر مشكلة قد تقابلك فى طريقك للنجاح هى عدم ثقتك بنفسك، وقد تعوق المرء هذه المشكلة أكثر من غياب الموهبة نفسها، ولكن حينما يثق الإنسان بنفسه فإنه يُخرج القوة الكامنة بداخله و تساعدك الثقه على إخراج الكامن من طاقتك الداخلية و تنقلك إلى مستوى أقوى و أعلى فى حالة عدم ثقتك بنفسك.
مهما كانت موهبتك فإنها لا تكفى بمفردها و إن أردت تحقيق النجاح و الإرتقاء بموهبتك إلى أعلى مستوياتها، فإنك بالتأكيد تحتاج إلى أن تثق بقدراتك و أن تثق بنفسك ثم تثق برسالتك
الموهبه تحتاج إلى ثقتك بقدراتك
يقول توماس أديسون “لو أننا فعلنا كل الأشياء التي نحن قادرون على فعلها، لأذهلنا أنفسنا بكل معنى الكلمة”، نحن كثيراً ما نرى واقع الأمور ، لا ما يمكن أن تكون عليه، سيراك الناس فى الصورة الفاشل، سيراك أهلك بصورة المستهتر، سيراك الجميع من وجهاتِ نظرهم و لكن كيف ترى أنتَ نفسك هذا ما سيُحدث الفارق فى حياتك
و كم من الأشخاص الذين يخفقون في إدراك و استغلال قدراتهم الحقيقة. ويقدر جون باول، مؤلف كتاب The Secret Of staying in love، إن الشخص العادي لا يستخدم إلا ١٠٪ من قدراته، ولا يرى إلا ١٠٪ فقط من الجمال الكائن حوله، ولا يسمع إلا ١٠٪ فقط من موسيقاه و شعره، ولا يشم إلا ١٠٪ فقط من عبيره، ولا يذوق إلا ١٠٪ فقط من لذة العيش فى هذه الحياة، إن معظمنا لا يرون ولا يستغلون قدراتهم.
و هناك قصة عن فتى يعمل فى مزرعة و كان يحب أن يتسلق الصخور ،وقد وجد و هو يتسلق عش نسور و كان هنالك بيضٌ فى ذلك فأخذ بيضه و وضعها مع بيض الدجاج في المزرعة التي يعمل بها، وعندما فقست بيضة النسر ظل الصقر معتقداً أنه مثل بقية الدجاج فكان يفعل كما يفعلون، وكان يراوده شعوراً بأنه مختلفاً عن البقية و لكنه كان يكبح جماح هذا الشعور.
و ذات يوم حلق أحد النسور فوق المزرعة و رءا هذا النسر الذي يظن بأنه دجاجة و أراد أن يحلق عالياً مثله، ففرد جناحيه و رغم أنه لم يحاول التحليق من قبل و حاول مرةً بعد مرة حتى أتت محاولة ثمارها و طار و رأى المزرعة من الأعلى و حينها عرف أخيراً أنه أكتشف نفسه.
إن قدراتك شئ يعود إليك، لا تهتم بما يظنه الآخرون عنك، ولا تهتم بخلفيتك فى الماضى ولا يهم أيضا ما كنت تعتقده عن نفسك، ولكن المهم هو ما يكمن بداخلك و هل تستطيع إخراجه أم لا
الموهبه تحتاج إلى أن تثق بنفسك
يقول العالم النفسي و الفيلسوف ويليام جيمس “هناك سبباً واحداً فقط للإخفاق الإنسانى، وهو افتقار الإنسان للثقه بذاته الحقيقة”.
أن تثق بأنك تمتلك قدرات مميزة، فهذا شئ. أما أن يكون لديك ما يكفي من الثقة لتعتقد أنك قادرٌ على استغلال قدراتك كاملة. فهذا شئ آخر.
من خلال ثقتك بنفسك فقط سيمكنك الوصول إلى استخدام قدرتك كاملة. إن الواثقين بأنفسهم يعيشون وفق مبدأ تعبر عنه تلك الكلمات و التى تقول :-
إذا اعتقدت أنك مهزوم، فأنت كذلك.
و إذا أعتقدت أنك لا تملك الجرأة، فأنت كذلك.
و إذا كنت تود الفوز، ولكنك تعتقد أنك لا تستطيع
فمن المؤكد تقريباً أنك لن تستطيع ..
إن معارك الحياة لا ينتصر فيها دائماً
الأقوى أو الأسرع ،
و لكن عاجلاً أو آجلا، سوف يفوز
من يعتقد أنه قادرٌ على ذلك.
أن تثق برسالتك
إن إيمانك وثقتك برسالتك سوف يمنحانك الشجاعة و القوة اللازمة لتحقيقها، وقد أكد ويليام جيمس قائلاً “الشئ الوحيد الذى يضمن الختام الناجح لعملٌ غير مضمون النتائج، هو ثقتك فى البداية بأنك تستطيع النجاح”. إن ثقتك برسالتك سوف تقوم بتوسيع قدراتك، وكلما وثقت برسالتك ونفسك وقدراتك زادت قدرتك على الإنجاز أكبر و أقوى.
إن يمانك برسالتك يكمن فيهِ أن يكون الآخرون جزءاً منها، وذلك لأن الحياة التى تعيشها من أجل الآخرين هى الحياة التى تستحق أن تعيشها.
المعتقدات تحدد التوقعات
إن معتقداتك تتحكم فى كل ما تفعله، والإنجاز ليس مجرد اجتهاد فى العمل أو العمل بزكاء أكثر، فهو أيضا مسألة التفكير بطريقة إيجابية، ويطلق على هذه الحالة “من المؤكد” فإذا كنت تعتقد أنك ستفشل، فمن المؤكد أنك ستفشل. و إذا كنت تعتقد أنك ستنجح، فمن المؤكد أنك ستحقق النجاح. سوف تصبح من الخارج ما تؤمن به من الداخل.
و يقول بنيامين فرانكلين “محظوظ من لا يتوقع أى شئ، فهو لن يحبط أو يشعر بخيبة الأمل ابداً”
التوقعات تحدد الأفعال
لا يمكن أن نحيا بطريقة لا تنسجم مع توقعاتنا لأنفسنا، وهناك نوعان من الأشخاص فى هذا العالم : من يريدون العمل و الإنجاز، ومن لا يريدون ارتكاب الأخطاء.
لا أحد يعرف تلك التحديات التي تواجهها، من الجائز أنها تصبح كل يوم أكبر من اليوم الذى قبله، ولكى تستطيع أن تتخطاها يجب عليك أن تؤمن أنك قادر على هزيمتها.
الأفعال تحدد النتائج
النتائج تأتي من الأفعال، ويقول القانون الثالث من قوانين الحركة السير إسحاق نيوتن “لكل فعل رد فعل، مساوٍ له فى المقدار، ومضاد له فى الإتجاه” و على ذلك فإذا أردت نتائج جيدة، يجب أن تؤدى أفعالا وجيهة.
الموهبه تحتاج إلى إنسان ناجح
الموهبة وحدها لا تكفي، ولو أنها تكفى لوجدنا الكثير من الموهوبين ناجحين و لكنك لو نظرت نظرة المتمعن المدقق فى هذا الأمر فإنك ستجد أن الناجح هو من يُثقل موهبته بالعديد من الصفات التى تنقله من شخصٍ موهوب إلى شخصٍ أكثر من موهوب، و يعلق الشاعر و الكاتب المسرحي الفرنسي إدوارد بايليرون على ذلك قائلاً ” حقق النجاح ،و سيكون هناك حمقى يقولون إن لديك الموهبة” .
لو كانت الموهبة تكفى وحدها لكان الناس أكثرهم فعالية هم أكثر موهبةً و لكن ليس ما يحدث في الواقع وتأمل فى ما يلى :-
- أكثر من ٥٠ ٪ من رؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات قد حصلوا على تقدير مقبول في الجامعة.
- ٧٥٪ من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية كانوا في نادى “النصف الأدنى” فى المدرسه.
- أكثر من ٥٠٪ من رجال الأعمال المليونيرات لم يكملوا دراستهم الجامعية.
الموهبه أمر مهم لكنها ليست كل شيء
لا يستطيع أحداً القول بأن الموهبة ليست أمراً هاماً ، تلك الموهبة التي تمتلكها هى أعظم الهبات التى منحها عز و جلّ للإنسان ، ولقد غير مسار العالم رجال موهوبين و نساء موهوبات ، و كما يقول فريد سميث “الموهبة أعظم فى العادة من المرء ذاته”، و لكن العمل الجاد هو الذى يفرّق بين الأشخاص وكما قال و يؤكد الكاتب ستيفن كينج صاحب الكتب الأكثر مبيعاً “الموهبة أرخص من ملح الطعام.
و ما يميز الموهوبين عن الناجحين هو الكثير من العمل الجاد”. إذا نظرت حولك ستجد الكثير من الموهبين كان عليهم الصعود إلى القمه و لكنهم ظلوا على مهم عليهِ و لم يتقدموا إلى الأمام و هولاء من ينطبق عليهم قول الفيلسوف رالف والدو إمرسون “الموهبه من أجل الموهبه فقط حليه رخيصه ، و مظهر خادع ، أما الموهبه التى تُسخَّر طواعية لخدمة هدف أكبر فترفع صاحبها إلى مرتبة جديده” و على يؤكد أنه من يريد النجاح يلزمه أكثر من الموهبه.
فى كتابهما ( Now, Discover your Strengths) يقول ماركوس ف باكنجهام و دونالد أوه. كليفتون إن كل إنسان قادر على فعل شئ معين أفضل من عشرة آلاف شخص آخر و يدعمان ذلك بالأبحاث الموثوقة، و هما يطلقان على هذا الجانب إسم “منطقة القوة”.
إذا للجميع قيمة متساوية و الموهبة ليست متساوية فيما بينهم. و على ذلك فإنه على المرء أن يعمل على تنمية الموهبة التي يمتلكها لا التى يريدها و مع هذا يجب الشخص أن يتوقف عن العمل على نقاط ضعفهم و التركيز على إثقال نقاط وقتهم بقوةٍ إضافية.
و أضف على كلِّ ذلك أن تتخذ الخيارات الصحيحه التى تضعك على المسار الصائب. إن الخيارات التي تتخذها هى التى ترسم حياتك على كل الأصعدة المختلفه ليست فقط موهبتك بل حياتك الشخصية كافة.