قصة مثل اللي استحوا ماتوا

قصة مثل اللي استحوا ماتوا

إن الحكم والأمثال الشعبية تمثل خلاصة تجارب الأمم والشعوب وتعكس حالة الناس بمختلف أطيافهم، وتنم الأمثال الشعبية عن
ثقافة وتراكم خبرات يمر بها الناس، وهناك من الأمثال الشعبية ما تفرزها حكاية أو نكتة شعبية، وقد يستعمل المثل بين الناس
دون معرفة قائله ومنها ما اقتبس عن الفصحى، ومنها ما استمد من كتب التراث الأدبي أو من الأغاني الشعبية، ومن أشهر
الأمثال مثل اللي استحوا ماتوا .

قصة مثل اللي استحوا ماتوا

تعود قصة المثل إلى عهد المماليك قديا، ويقال إن هناك مجموعة من النساء أرادوا الذهاب إلى أحد الحمامات الشعبية، كما هو
معتاد ولكن ذات يوم  وخلال تواجد عدد كبير من النساء داخل الحمام، وهن يتحدثن ويتبادلن أطراف الحديث نشب حريق كبير
داخل الموقد الموجود في الحمام، وصاح الجميع والخوف ملئ المكان، وبدأت النّار تدخل وتمتد إلى داخل قاعات الحمام ، وهنا
ذهبت أحدى العاملات في الحمام إلى حجرة الاستحمام لتنبه النساء في الداخل، وهي تصرخ وتقول ( أنجوا بأنفسكم من
الحريق )، وبدأت النساء بالخروج والبحث عن ملابسهن للنجاة من النار والحريق .

ففتحت أبواب الحمام وخرجت منه أغلب النساء وهن عاريات، بينما بقي في الداخل النساء اللواتي لم يخرجن حتى لا يرى من
في الخارج عوراتهن، مفضلات الموت على هذا، فمات من بقي في الداخل على أثر الحريق الذي حدث.
فقال أحد الأشخاص من الذين شاهدوا الموقف كاملًا ( هرب من هرب لينجو، ولكن اللي استحوا ماتوا ).

قصد هنا موتهم نتيجة الحرق لعدم خروجهم من الحمام، ويضرب المثل هذا عند الدلالة على أن الحفاظ على القيم والحياء أمر
صعب ومكلف جدا ، فصار بعدها يتردد هذا المثل على أي شخص يصدر منه فعل منافي للأدب والأخلاق، تعبيرا على أن الحياء
مات مع النساء الذين ماتوا بالحمام.

الفرق بين المثل والحكمة

المقصود من المثل الاحتجاج ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ، فالمثل فيه الحقيقة الناتجة عن تجربة، أما الحكمة فهي تحديد
شرط سلوكي وقيمة أخلاقية، وقد تصدر عن رؤية حدسية دون تجريب واقعي، وهي تمتاز بطابع الإبداع الشخصي والعناية
الأسلوبية المتعمدة أكثر من المثل الذي يكون ذات نشأة فردية في بعض الأحيان.

إقرا أيضا :  فن التعامل مع الناس