ما هو التمييز بين الأبناء
رغم كل الجهود التي يبذلها الأم والأب في تربية ابنائهم، إلا أن معظمهم قد يغفلون عن الجانب النفسي للطفل و
الذي له الدور الأكبر في صقل شخصية الطفل أو طباعه، ومن الممكن أن يفضل الأهل أحد الأطفال عن غيره سواء
بالطريقة الحسنة أو السيئة، حيث إن التمييز بين الأبناء في المعاملة هي أسوء ما قد يؤثر في شخصية الطفل
و أسوء ما قد يشعر به الطفل من قبل أهله، إضافة إلى الأبعاد المستقبلية المترتبة على التمييز بين الأبناء،
و التي قد تتمثل في كره الأطفال لبعضهم، أو ضمرهم لنوايا الشر لإلحاق الأذى ببعضهم، أو بأحدهم، ونستدل على
ذلك بقصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، وللتعرف على أشكال التمييز بين الأبناء، وأثر ذلك التمييز على نفسيتهم، تابع هذا المقال.
أشكال التمييز بين الأبناء
تتلخص أشكال التفرقة والتمييز بين الأبناء في المعاملة تتمثل في ما يلي:
- ميل الأهل إلى تمييز الأبناء الذكور عن الإناث، حيث يحظى الذكر بجميع الإمتيازات والحقوق، حتى انه من الممكن أن يكون ذلك على حساب إخوته الإناث، وهذا من شأنه بأن يولد مشاعر البغض والكراهية بين الأبناء، إضافة الى الحقد الذي يملأ الإناث من الأبناء، والذي يكون سببه شعورهن بالنقص في ذواتهن.
- تفضيل الأهل للطفل الأكثر جمالا بين إخوته، ويقوم الوالدان بتقديم اعلى درجات الحب والإهتمام له، مع اهمال باقي الابناء وعدم إشعارهم بأهميتهم أو بحبهم لهم.
- ميل الأهل نحو الطفل الذي يكون شبيها بهم، أو شبيها لأحد منهم، مثل ان تقوم الأم بحب ابنها الذي يشبهها حبا خاصا، والذي يترتب عليه اختلاف المعاملة الموجهة إليه، والمعاملة تجاه باقي الأبناء.
- تفضيل الأم والأب للإبن ذو الشخصية اللبقة والمتحدثة والمتكلمة، وتكريسهم اهتمامهم به وحسب، إضافة إلى حصر عبارات التشجيع والمدح حول شخصية هذا الإبن، والذي يعطي إيحاءا عن الأم بأنها لم تنجب غيره.
- تمييز الطفل الذكي عن باقي إخوته، ويتمثل التّمييز بين الأبناء في هذه الحالة، بالمقارنة الدائمة بين الطفل وإخوته، إضافة الى توبيخهم لانهم أقل منه ذكاءا.
مخاطر التمييز بين الأبناء
وأما بالنسبة لمخاطر التّمييز بيَن الأبنَاء والتفرقة بينهم، فهي تتمثل في:
- من الممكن ان يؤدي الإهتمام الزائد بأحد الأبناء دون غيره إلى اعتقاده بأن كل ما يقوم به صحيح، وهذا من شانه أن يؤدي به الى افساده، وحياده عن طرق الصواب.
- التفرقة في المعاملة والإهتمام بين الأطفال تعمل علي شعور الطفل بنقصه، وقد يبدأ بعضهم بالبجث عن من يقدم
لهم هذا الحب او الاهتمام، حيث يتم هذا خارج نطاق الأسرة، والأمر المقلق هو إمكانية استغلال هؤلاء
الأطفال بالقيام بمختلف الأعمال سواء كانت مسموحة أو لا، مقابل شعورهم بأهميتهم أو بتقديم الحب لهم. - يؤثر التمييز بين الأبناء على الصحة النفسية للأطفال في المقام الأول، حيث تبدأ طبائع العنف والعدوان بالسيطرة
عليهم وعلى تصرفاتهم، ومن الممكن ان تؤدي إلى الإنتحار في بعض الأحيان. - توتر وتزعزع الرابطة الاخوية، حيث يبدأ الأبناء بزرع الأحقاد والبغضاء والكراهية تجاه الآخرين منهم، وهذا الذي يعمب
بدوره على دثر الحب والمشاعر الأخوية والتي لا يستعاض عنها بأي مشاعر اخرى في العالم.
المصادر و المراجع
Fractures in young children. Distinguishing child abuse from unintentional injuries.