نبذة عامة
آداب الجوار و الضيافة هي آداب وصانا عليها الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن آداب الجوار قول الله عز وجل بعد بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء]. وفى تفسير هذا الجزء من هذه الآية قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى﴾ يَعْنِي الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ، ﴿وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قُرَابَةٌ. (تفسير ابن كثير)، وقال رسول اللهﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُحسن إلى جاره) رواه البخاري ومسلم. إذا فمعنى الإحسان هو أن يساعد الإنسان جاره فى ما يحتاج إليه، ويدفع عنه السوء، ويقف بجواره فى أوقات الشدة، ومن الشهامة أن يعتنى الجار بجاره عناية خاصة، ويرعى حقوقها ويحافظ عليها، وذلك من قول رسول اللهﷺ: (ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) رواه البخاري ومسلم.
اضاءات عن آداب الجوار
الوصية بالجار تشمل
- كف الأذى عنه.
- إسداء النصح والخير إليه.
حقوق الجار ترجع إلى أربع أصول
- أن لا يلحق الرجل بجاره أذى.
- أن يحميه ممن يريده بسوء.
- أن يعامله بإحسان.
- أن يقابل جفاءه بالصبر واخطائه بالمسامحة.
كف الأذى عن الجار منه
- عدم التعرض لحرمة: نسائه وعورته.
- عدم احتقاره بالنظرات.
- عدم أذيته بما لا يريد أن يسمعه أو ينظر إليه.
- حمايته من السوء.
الإحسان إلى الجار
- مجاملته بالتعزية فى وقت الحزن، والتهنئة فى وقت الفرح، والزيارة وقت المرض، البدء بالسلام عليه، توجيه النصيحة له، وأن تكرمه بما تستطيع.
- من الإحسان أيضاً أن تعطيه من أدوات المنزل إذا سألك اياه.
اضاءات عن آداب الجوار وآداب الضيافة
يقول الله سبحانه وتعالى {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن].
و قال رسول اللهﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته: يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه) رواه البخاري ومسلم.
إن إكرام الضيف هى صفة من صفات الرسل والأنبياء، فإن الله قد ذكر عن إبراهيم عليه السلام أنه كان مضيافاً كريماً، وكان له صفتان: صفة الشجاعة وصفة الكرم، قال تعالى عن شجاعته (فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ) [الصافات]، وقال تعالى عن كرمه عليه السلام (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) [الذاريات].
إذا اخى الحبيب حينما يأتيك ضيفٌ أكرمه كما يكرم الأنبياء ضيوفهم، وأحسن استقباله ورحب به بحرارة ولا تشعره أن زيارته على قلبك ثقيلة، وكرر عبارات الترحيب، وتبسم فى وجهه، وإذا قدمت له طعاماً لا تقدمه بصمت بل أدعه إلى الطعام وأصر على تناوله منه.