السيدة مريم العذراء هي خير نساء العالمين، التي اصطفاها الله عز و جل بمعجزة خارقة لم تحدث و لن تتكرر
على مر الزمان و العصور.
مريم العَذراء
مريم بنت عمران،هي أم سيدنا عيسي عليه الصلاة و السلام، وصفها القرآن الكريم بأنها خير نساء العالمين و
ورد فيه سورة كاملة باسمها فيه و هي سورة مريم، أمها اسمها حنة، ولدتها بعد أن حرمت لفترة طويلة من
الأطفال فنذرتها لله عز وجل، و عندما وضعتها قامت بتقديمها لرجال الدين المتواجدين في بيت المقدس، و كانت
خدمة بيت المقدس حينها فقط للذكور، و لكنهم رضوا بها لأنها ابنة الإمام عمران.
كفل زکریا مريم، لأنه كان زوج خالتها فقام ببناء محراب خاص بها في بيت المقدس يتم الصعود إليه بواسطة
سلم، و كان إذا ذهب إلى الخارج أغلق عليها سبعة أبواب، و كان عندما يدخل عليها المحراب عليها يجد
عندها رزقاً وفيراً لا يشبه أرزاق الدنيا كلها، فيسألها من أين لها هذا فتقول من عند الله تعالى.
معجزة مريم العذراء
نشأت مريم نشأة طيبة و حسنة تحت رعاية زكريا، و كان صيتها الحسن منتشر في كل مكان، حيث عرف عنها الناس النقاء و الطهارة، فقد عاشت لعبادة الله تعالى و الإخلاص له، و تمنت أن يكون لها مكان بعيد جداً تنفرد به وحدها في عبادة ربها فاستجاب الله تعالى لها، فانفتح سقف المحراب و خرجت منه إلى مكان وراء الجبل شرق بيت المقدس حيث أرسل الله تعالى لها ملكاً على هيئة إنسان كامل الخلق و حسن الصورة حتى لا تَنفر مِنه، لكنها خافت على نفسها منه فاستعاذت بالله و قالت : “إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا”، قال : “إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً” . (الآيتين 18،19 : سورة مريم) .
استغربت مريم الأمر على الرغم من أنها لم تكن تشك بقدرة الله عز و جل، و لكنها تعلم أن الحمل لا يتم من غير زواج، لكن الله تعالى إذا أراد أمراً سيقول له كن فيكون، و هكذا حملت مريم ولم تكن كباقي النساء و بولد لم يكن كباقي الرجال، و لم يعلم أي أحد بحملها إلا يوسف ابن عمها و خطيبها الذي صدقها لما عرفه عنها من تقوى و نقاء و طهارة، و كتم أمرها حتى اقترب موعد ولادتها، فقام يوسف النجار بحملها على حماره و ذهب بها إلى مكان بالقرب من أرض مصر في الصحراء، و كان هناك جذع نَخلة جافّة ليس لها رأس و لا ثمار فأسندت مريم نفسها إليها حتى أتتها آلام الولادة .
ولادة مريم العذراء لسيدنا عيسى عليه السلام
اكتملت المعجِزة التي خففت عن مريم العذراء آلام ولادتها و خوفها و جوعها و عطشها، حيث أوحى لها الله تعالى أن تهز بجذع النخلة لتتساقط عليها رطباً جنياً، كما انفجر في الصحراء نبع ماء ليروي عطشها حتى تمت ولادة عيسى عليه السلام الذي حمل دليل براءتها، فذهبت به إلى غار و بقيت فيه أربعين يوماً ثم عادت إلى قوما و هي تحمله، و قد تحدث لها عيسى في الطريق قائلاً يا أماه أبشري فإني عبد الله و مسيحه، فلما دخلت على قومها بابنها غضبوا منها كثيراً و استنكروا حملها لأنها كانت الطاهرة العفيفة لكنها بقيت ممتنعة عن الكلام و أشارت إلى طفلها فاستغرب القوم أنهم كيف سيتحدثون مع طفلاً صغيراً، فأنطق الله تعالى سيدنا عيسى ليكون دليل على طهارة مريم و براءتها، و أنه تعالى اختاره و اصطفاه لأن يكون نبياً.
المصادر والمراجع