الوحدة الوطنية
كثيرًا ما نسمع عبارة الوحدة الوطنية تترددّ على ألسنة السّياسيين في معرض الحديث عن الحالة الاجتماعيّة في البلد، حيث أن المجتمع قد يشكل في كيانه أشخاص يحملون أديان مختلفة، أي يحمل سكان وشعب تلك الدول أكثر من دينا يعتنقونه، ففي مصر يوجد الديانة الإسلامية، وهي العدد الأكبر بين سكان الدولة، ويوجد عدد أيضا ليس بصغير يعتنقون الديانة المسيحية، وحتى الديانة المسيحية ذاتها تتكون من عدة طوائف، وتختلف معتقدات كل طائفة عن الأخرى، ولو باختلاف بسيط.
وحتى الإسلام مع أنه لم ينزل إلا على صورة واحدة، يوجد بعض المشركون الذين يودون أن يشوهوا صورة الإسلام، عما نزل به، ويريدون تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة وغيره، وهذا الأمر غير مقبول به، ولن نتحدث عنه فالله سبحانه وتعالى، قد أنزل التوراة والإنجيل والقرآن على أنبيائه ورسله، ولم يفرق بينهم، ولكن ختم الدين بنزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم والذي أكمل رسالته لإتمام مكارم الأخلاق لسائر الأمم والمجتمعات تلك.
مظاهر الوحدة الوطنية
يجب أن تكون هناك إن لم يكن معتقد واحد وطن واحد، يسعون لرعاية شئون المجتمع والسير نحو التقدم به، دون أدنى شعور بالتفرقة بين مسيحي أو مسلم، فنحن أولاد وطن واحد، أهدافنا واحدة وهى نمو الدولة، فيعود ذلك على الجميع بالنفع والخير، وسنتحدث عن مظاهر تلك الوحدة فيما يلي:
حرية الدين والعقيدة
إن كل إنسان على وجه الأرض يمتلك حرية الدين فإن شاء فليسلم وإن شاء فليكن مسيحيا أو يهوديا أو غيرة متبعا معتقدات أسرته أو حتي مخالفا لها فهذا شانا بينه وبين نفسه وربه لا تمتد هذه العلاقة يتدخل شخص آخر بينه وبين ما يعتقد به فهذا لن يعود بالنفع أو بالضرر على غيره الإنسان حرا إن لم يضر بشرط أن لا يجبر أحدا آخر على اعتناق تلك الدين ولكن إن كان يرى فيه خيرا يمكن أن يوضحه لغيره إن شاء أن يوضح له تلك الشخص وغير ذلك لا يجوز أن يضر غيره بأي ما يراه صحيح أو خاطئ.
السلم والسلام
إن الاختلاف بين الأديان في إطار المجتمع لا يسمح بأن يكون بين أبناء الدولة الواحدة صراعا من أجل أن يتغلب دين علي الآخر والأديان ليست غرضها فتنة بل إن الله خلقنا لنتعايش مع بعضنا في سلام وأمان ويعد عكس ذلك إرهابا لا يجوز أن ينظر له بعين الإنسانية بالتجرد من الإنسانية بجميع ما يحمل من معنى يتجسد في تلك الفتنة التي يصنعها أعداء الدين ذاته الذي يدعي انه يجاهد من اجل نصرته فليست نصرة الدين إلا في سلام تلك الدين من تلك الفتن.