يعبر شعر الرثاء على أنه تكرار صفات وخصال الميت، ويتضمن التآسي والتفجع والحزن عليه، ومن ثم ذكر ما تحلى به في حياته من كرم وعدالة وشجاعة ونصرة للضعيف
وعادة ما تتألف القصيدة الرثائية من أربعة أقسام رئيسة هي:
- الاستهلال والتي يعبر فيها الشاعر عن حتمية الموت الذي سنواجهه جميعا
- العنصر الثاني ويتناول فيه ناظم القصيدة تحديد أسباب الوفاة وزمانها ومكانها وكيف تأثر أهل الميت
- العنصر الثالث وهو التأبين ويتناول فيه الشاعر التحدث عن خصال الميت وتختلف باختلاف عمره
- أما العنصر الرابع فهو الذي يشتمل على الآسي والحزن على فقدان الشخص الميت.
أصناف شعر الرثاء
- رثاء الإنسان، ويندرج في هذا الصنف الرثاء العائلي، رثاء الوالدين، رثاء الأبناء
رثاء الزوجة، رثاء الأصدقاء ورثاء الأصحاب. - رثاء غير الإنسان، ويندرج تحت هذا الصنف رثاء الحيوان الأليف، رثاء المدن
رثاء القصور، رثاء مظاهر الحضارات مثل رثاء الاندلس. - رثاء الراثي لنفسه مستقبلا، فيتحول الرثاء إلى اغتراب وحنين.
ألوانه
- الندب، وهو بكاء النفس والاهل والأقارب والاحباء والاخوة، بل يمتد ذلك إلى
رثاء العشيرة والوطن والدول حتى تصيبها بعض المصابات والانتكاسات. - التأبين: وهو محاولة لذكر كل خصال الميت ومحاسنه وما تميز من أفعال حسنة
في حياته، ويعتبر التأبين تعبيرا عن حزن الجماعة لا عن حزن الشاعر وحده. - العزاء، وهو أعلى مرتبة من التأبين من النواح العقلية، أذ يتعدى ظاهرة الموت
وذكر صفات الميت إلى ما وراء ظاهرة الموت، وما قد يدفع الشاعر الى التأمل
الفكري والفلسفي في معاني الوجود والعدم.
أشهر شعراء شعر الرثاء على مر العصور
- الشاعر دريد بن الصمة، وهو جشمي بكري من قبيلة هوازن، وكان سيد بني جشم، ومن
أشهر فرسان العرب في الجاهلية، ويقال أنه خاض مئة معركة وغزوة ولم يغلب في واحدو منهما
عاشر الإسلام ولكنه لم يسلم، واشتهر بشعره في رثاء أخيه عبدالله، ومن أشهر الأبيات التي نظمها في الرثاء:
أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَد
بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ
وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها
وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ
دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ
فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ
أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها
بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ
فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ
كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ
- الشاعر أوس بن حجر، وهو أوس بن حجر بن مالك التميمي، وهو من من أشهر شعراء بني تميم
اشتهر بترحاله وكثرة تنقله وسفره، امتاز بشعره الرقيق واحتوائه على العديد من الحكمة، وقد اشتهر
بقصيدة رثائه لفضالة الأسدي، ومن أشهر ما نظمه من الأبيات في شعر الرثاء
أَيَّتُها النَفسُ أَجمِلي جَزَعا
إِنَّ الَّذي تَحذَرينَ قَد وَقَعا
إِنَّ الَّذي جَمَّعَ السَماحَةَ وَالـ
نَجدَةَ وَالحَزمَ وَالقُوى جُمَعا
الأَلمَعِيَّ الَّذي يَظُنُّ لَكَ الـ
ظَنَّ كَأَن قَد رَأى وَقَد سَمِعا
مصادر ومراجع