أحلام مستغانمي هي كاتبة و روائية جزائرية من مدينة قسطنطينة، ولدت في تونس، من أولى رواياتها رواية ذاكرة الجسد التي صنفت ضمن أفضل مئة رواية عربية.
أحلام مستغانمي في ميزان النقد
معظم الأدباء الجزائريّين ينشرون أعمالهم باللغة الفرنسية ثمّ تترجم للعربية و لكن أَحلام مستغانمي هي أول كاتبة جزائرية نشرت أعمالها باللغة العربيّة، و ازدادت شهرتها بعد رواية ذاكرة الجسد التي لمعت كثيرا بين القراء ثم رواية فوضى الحواس ثم رواية عابر سرير فكانت لدينا ثلاثية أَحلام مستغانمي .
تمتاز لغة مستغانمي بالشعرية و صدق الإحساس و تجسيد عميق لمعاناة الشعب الجزائري و قد قام الشاعر نزار قباني بكتابة مقدمة الطبعة الثانية لرواية ذاكرة الجسد.
تحاول أحلام المحافظة على رونق اللغة و الأدب في جميع رواياتها فهي تعد شعريّة الخطاب، وقد لجأت أحلام في كتاباتها الى الشعرية أكثر من النثرية ، و تميزت أيضا لغة أحلام بالانزياحية و هي ظاهرة أدبية تعني أن يستخدم الكاتب اللغة بطريقة خارجة عن المألوف و المعتاد، ممّا جعل لها بصمة خاصة بين الكتّاب.
ثلاثية أَحلام مستغانمي
رواية ذاكرة الجسد : هذه الرواية من أهمّ عمل روائي عربي صدر في العشر سنوات الأخيرة
كما اعتبرها النقاد و هي أول رواية من ثلاثية أحلام مستغانمي بحسب الترتيب الزمني لتأليف الثلاثية، و قد تم اعتمادها للتدريس في عدد من الجامعات الأوروبية مثل جامعة السوربون و
جامعة ليون و الجامعة الأمريكيّة في بيروت، و صدرت حولها الكثير من الدراسات و رسائل
الماجستير و أطروحات الدكتوراه و تمّ تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بنفس اسمها .
رواية فوضى الحواس : هي الرواية الثانية من ثلاثية أَحلام مستغانمي بحسب الترتيب
الزمنيّ لتأليف الثلاثية ،من خلالها كان بإمكان الكاتبة أن تخلط الحب بالكراهية و الحياة
بالموت و استمرت بالتكلم عن الوطن وعن الجزائر، و أحداث الرواية تعلو و تيرتها ثم تتسارع ثم تبطء.
رواية عابر سرير : هي الرواية الثالثة من ثلاثية أَحلام مستغانمي بحسب الترتيب الزمني
استمرت فيها أحلام بالتحدث عن واقع معاناة الشعب الجزائري و الثورات التحررية، و تحاول
تشخيص المرض و إيجاد العلاج بطريقة أدبية متميزة، و عبارات تتّسم بالرمز و الوقعية .
مقتبسات من ثلاثية أحلام مستغانمي
رواية ذاكرة الجسد:
- عزائي اليوم، أنّك من بين كلّ الخيبات، كنتِ خيبتي الأجمل.
- هل الورق مطفأة للذاكرة؟ نترك فوقه كل مره رماد سيجارة الحنين الأخيرة ،و بقايا الخيبة الأخيرة.
- الذين نحبهم لا نودعهم، لأنّنا في الحقيقة لا نفارقهم.
- لقد خُلِقَ الوداع للغرباء .. لا للأحبة.
رواية فوضى الحواس:
- الناس لا يطرحون عَليك إلا أسئلة غبية يُجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها.
- لا تزعج المرأة التي تقرأ لأنها تضع ماكياج لعقلها.
- تَحاشَيْ معي الأسئلة، كي لا تجبريني على الكذب، يبدأ الكذب حقًا عندما نكون مُرغَمين على الجواب، ما عدا هذا، فكل ما سأقوله لك من تلقاء نفسي، هو صادق.
رواية عابر سرير:
- ثمّ حكمة لا تبلغها الا في عز وحدتك وغربتك، عندما تبلغ عمرًا طاعنًا في الخسارة.
- تلزمك خسارات كبيرة لتدرك قيمة ما بقي في حوزتك.
- أيّ علم هذا الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نحب في أقراص ، أو زجاجة دواء نتناولها سرًّا ، عندما نصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه.
- الفاجعة أن تتخلى الأشياء عنك، لأنك لم تمتلك شجاعة التخلي عنها، عليك ألا تتفادى خساراتك، فأنت لن تغتني بأشياء ما لم تفقد أخرى إنه فن تقدير الخسائر التي لا بد منها.
المصادر و المراجع