الكبائر
كبائر الذنوب هي ما نهى الله ورسوله عنه في الكتاب والسنة النبوية والأثر عن السلف الصالحين، وقد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن إجتنب كبائر الذنوب أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى” إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ” فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن إجتنب الكبائر أن يدخله الجنة ” وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ” وقال تعالى ” الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ”
ما هي الكبائر
الكبائر هي جمع كبيرة، والكبيرة هي كل ما كان كبيرا وعظيما من حيث المعاصي والذنوب، وقد اختلف العلماء في عدد الكبائر فمنهم من قال أن عدد كبائر الذنوب السبعة الموبقات ومنهم من قال أنها سبعون، وذهب علماء الى القول بأن عدد الكبائر سبعمائة ومنهم من قال بأنها كل ما اتفق على تحريمه فهو من الكبائر.
تتفاوت الكبائر بدرجاتها حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).
وقال العلماء بأن أهل الكبائر هم من أهل السنة وبأنهم لا يخلدون في النار، وأن من يستحق الدخول الى النار سيأخذ نصيبه من النار ثم يعفو الله سبحانه وتعالى أو رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، حيث قال: (قال:فأقول: يا رب، أمتي، أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل) البخاري.
وقد قال الله سبحانه وتعالىفي كتابه الكريم : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) ويقول رسولنا الكريم : { الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر } مسلم والترمذي.
ما هي كبائر الذنوب
- الشرك بالله
يعدُّ الشرك بالله أعظم الذنوب على الإطلاق، وهو ذنب لا يغفره الله تعالى ويغفر ما دونه من الذنوب لمن يشاء، والشرك بالله نوعان: شرك أكبر وهو عبادة العبد لغير الله، أو التوجه لغير الله أو الاعتقاد بغير الله يعتبر شرك بالله، وشرك أصغر ومنه الرياء، ذكر القرآن في الحديث القدسي: { أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه } رواه مسلم.
- قتل النفس التي حرم الله الا بالحق
ذكر القرآن: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَأباً عَظِيماً) [النساء:93]، وقال تعالى أيضًا: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
- عقوق الوالدين
قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24،23].
- ترك الصلاة
قال الله سبحانه وتعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئا) [مريم:60،59]. وقال رسولنا الكريم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد والترمذي والنسائي.
- الربا
حذَّر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم من الربا لما فيه من الفساد والفقر والظلم وأكل المال الحرام، وقد محق الله الربا، حيث قال: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ البقرة:279،278، وقال : { لعن الله آكل الربا وموكله } [رواه مسلم].
كبائر الذنوب
- السحر
يعدُّ السحر من الذنوب العظيمة التي فيها الإشراك بالله، حيث يتصل السحرة يتصلون مع الشياطين، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: “من أتى ساحرًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقولُ، أو أتى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِها فقد بَرِئَ مما أُنزِلَ على محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، أو كفَر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم”، وقال الله تبارك وتعالى : (لَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة:102]، وقال رسولنا الكريم : (اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله… ) متفق عليه.
- أكل مال اليتيم
اليتيم هو من مات أبوه وهو صغير السن، وقد أكد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) النساء: 10، وقال تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حتى يبلغ أشُده) الأنعام:152، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : “أنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا، وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوُسطى، وفرَّجَ بينَهما شيئًا”.
ملخص
لا يمكن حصر كبائر الذنوب في سبعة كبائر محددة، حيث أنه كما ذكرنا سابقا فإن العلماء اختلفوا في تحديد الكبائر وأعدادها.