أجعل التحدث يكون لصالحك
في عام ١٩٨٣ توصلت جامعة من جامعات كاليفورنيا إلى أن أكثر من ٨٠٪ من أفكار التحدث مع الذات تكون عبارة أشياء سلبية تعمل ضد مصلحتنا، و التحدث مع الذات بالأفكار السلبية له تأثيراً خطيراً علينا وعلى صحتنا النفسية والجسدية، ومن النتائج التي ظهرت أيضاً أن هذا القلق وكل تلك المشاعر السلبية التي نضعها لأنفسنا يومياً تتسبب في ٧٥٪ من أمراض النوبات القلبية، وأمراض ضغط الدم، والقرحة، وذلك معناه أنك بكامل إرادتك الحُرة تتحدث إلى نفسك بالأمور السلبية التي تنعكس عليك بالأمراض النفسية والجسدية بدون أي مساعدة مِن مَن حولك في كل هذا، أنت فقط من تؤذى نفسك في الحقيقة عندما تتحدث بسلبية إليها.
هناك طلب يجب عليك تنفيذه هو أن تتوقف عن الانهماك في التفكير بسلبية، وعندما تتوقف عن ذاك الفعل، قُم بتدوين تلك النقاط التي كنت منهمك بالتفكير وستجد أنك تُضيع الكثير من وقتك الثمين الذي يمكن استغلاله في أمورٍ أفضل، وستدرك وتندهش من تلك الطاقة الضائعة في التفكير بسلبية والقلق التي تدمرك من الداخل.
خمسة مصادر لـ التحدث مع الذات
- الوالدان: من منا لا يتذكر أن والديه قالا له وهو صغير بتوبيخٍ (انت كسلان) أو (أليس بإمكانك أن تفعل أي شيئاً أبدا كما يجب ان يُفعل) أو (أنت غير منظم) أو (أنت شبيهاً لفلان في كسله وغبائه)، ولو أنك من الأغلبية التي قد قيل لها تلك الجُمل، فهناك بعض المعلومات التي سنقولها هنا من المؤكد أنك ستتفاجأ بقراءتها، في كتابه (ماذا تقول عندما تحدث نفسك) يقول دكتور تشاد هلمستتر ” إنه في خلال الـ١٨ عام الأولى من عمر أي إنسان بافتراض أننا نعيش وسط عائلة إيجابية في الحد المعقول، فإنك قد سَمعت إلى كلمة (لا) أكثر من ١٤٨٠٠٠ مرة، او (لا تفعل ذلك). وستندهش أكثر بكثير عندما تعلم أنه في نفس تلك الفترة أي الـ١٨ عام كان عدد الإيجابيات التي استمعت لها ٤٠٠ مرة فقط وذلك تبعاً لدكتور تشاد هلمستتر.
- المدرسة: (ألا يمكنك فهم أي شيء ابداً)، إذا عُدت بذاكرتك إلى أيام الدراسة، فمن المحتمل أن هذه الجملة قد قيلت لك من أستاذٍ ولو مرةٍ واحدة، ويمكن أنك بعد هذا الموقف وفى نفس اللحظة قد تعرضت للسخرية من قِبل أصدقاء صفك، وبالتأكيد قد انتابتك المشاعر السلبية والإحباط وقتها.
- الأصدقاء: بحكم أننا نكون خارج البيت أكثر مما نكون بداخل البيت، فإن للأصدقاء تأثيراً علينا ولا يمكن إنكار ذاك، ويصل تأثيرهم في الكثير من الأحيان الى القيام ببعض العادات السيئة مثل التدخين والتطور في ذلك والوصول إلى المخدرات.
- الإعلام: حسب الإحصائيات فإن الشباب في سن النمو يقضون حوالى ٣٩ أسبوعياً أمام التلفاز، وإذا رأى الطفل أحد المغنيين أو الممثلين يلبسون بطريقة معينة فستجدهم يقلدونه، أو في أسلوباً معيناً فإنهم يقلدونه حتى لو كان سلوكاً سلبياً.
- أنت نفسك: بالإضافة إلى تلك المصادر الأربعة في تكوينك، فإنه يجب عليك أن تضيف شيئاً خامساً وهو أنت نفسك. فمن الممكن أن برمجتك لنفسك ستجعلك ناجحاً سعيداً أو فاشلاً تعيساً.