ابو بكر الصديق
ابو بكر الصديق من صحابة الرسول صلى الله عليه ومن العشرة المبشرين بالجنة، و ابو بكر الصديق هو عبد الله بن عُثمانبي عامر بن كعب بن مرَّة، وكان عثمان والد ابي بكر يُلقب بـ” ابي قُحافة”، فكان يقال لابي بكر عبد الله بن ابي قحافة، وامهُ هي ام الخير سلمى بنت صخر. واطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي بكر اسم” الصديق” لانه اول من صدق باسراء النبي من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى بفلسطين، ورزق أبو بكرٍ بعدة ابناء هم: عائشة ام المؤمنين واسماء ذات النطاقين، وعند الرحمن.
ابو بكر الصديق واسلامه
لم يتردد أبو بكر لحظةً في دخول الاسلام عندما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فأصبح اول الرجال اسلاما.
وما ان اسلم حتى اظهر اسلامه، واخذ يدعو اليه فاسلم على يديه عددٌ من كبار الصحابة.
اضطهاد المشركين له:
لم يسلم ابو بكر الصديق من اذى قريش ففي احد الايام علم ابو بكر الصديق ان المشركين اجتمعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام يسيبونه ةيؤذونه فخرج مسرعا الى المسجد واخذ يدافع عن رسول الله، وصرخ في وجه المشركين: ” أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم” فتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقضوا على ابي بكر يضرونه ضربا شديداً ويجرونه، لكن ابا بكر لم يخف ولم يتراجع عن نُصرةِ رسول الله.
وذات يوم بينما كان ابو بكر الصديق متوجها الى الكعبة اخذ عددٌ من صبيان المشركين يلقون على رأسه التُراب ويسبونه، فلم يلتفت اليهم وواصل طريقهُ الى الكعبة وهو يقول: ما احلمك يا رب لانك لم تُنزل بهؤلاء العذاب رغم إيذائهم لرسولك وللمسلمين.
وقد عرض احد سادات العرب على ابي بكرٍ ان يحميه من اذى قريش مقابل ان يكتفي ابو بكر بالصلاة والعبادة فقط ولا يدعوا الناي الى الله، لكن انا بكرٍ رفض ذلك، وصبر على الاذى.
صفات ابو بكر الصديق
كان ابو بكرٍ الصديق نحيف البدن، ابيض، يَصبِغُ شعره ولحيته بالحناء، وكان: سهلا، ليناً، مُحببا الى الناس، فكان الرجال من قومه يحبونَ مجالسته والحديث اليه، لِحُسنِ اخلاقه، وحلاوة حديثه وكان تاجراً صدوقا ذا خُلقٍ واستقامة، فلم يرو عنه انه شرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الاسلام، وكان اعلم قُريشٍ بأنسابِ العربِ وقبائلهم.
ابو يكرٍ يعتق العبيد
كان مشركوا قريش عندما يعلمون ان عبدا من عبيدهم قد اعتنق الاسلام يُعذبونه عذابا شديدا حتى يرتد عن دينه او يموت، ولكن ذلك لم يُخف من ارادَ الاسلام، وكان من ابرز هؤلاء العبيد المسلمين: يلال بن رباحٍ الحبشي، فكان المُشرِكون يأخذونه الى صحراء مكةَ المكرمة ويلقونهُ على الرمل المحروق، ويضعون صخرةً كبيرة على صدره ويضربونهُ بالسوط حتى يسيل الدم من جميع انحاء جسمه، ويقولون له لن نتركك حتى تكفر بمحمد ودينه، ولكن بلالاً كان يقول احدٌ، احد، ولما رأى ذلك ابو بكر عرض على المشركين ان يبيعوه بلالا فوافقوا، فأخذ ابو بكر بلالاً، كما أعتق ابو بكرٍ عبيداً اخرين لوجه الله تعالى.
هجرته مع النبي
وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم آصحابه بالهجرة الىالمدينه المنورة خوفاً علهم من قريش، وأرادَ ابو بكر ان يُهاجر، لكن النبي استمهلهُ وقال له: لعل الله ان يجعل لك صاحبا.
فتمنى ابو بكر ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه في الهجرة، وعندما أتاهُ النبي وأعلمهُ انه سيكون صاحبهُ في الهجرة بكى من شدة الفرح.
وفي الهجرة كان ابو بكر لشدة خوفهِ على سلامة النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه عن يمينه وعن شماله ومن امامه ومن خلفه، وعندما وصلا إلى غار ثورٍ، دخل الغار النبي صلى الله عليه وسلم ليتفقده من اي شيء يؤذي رسول الله، فسدَّ ثُقوب الغارِ بقطع قماش كانت معهُ، ولكن القطع نفذت وبقيَ ثُقبٌ كبيرٌ فسدهُ بقدمه، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم للدخول، فلما رأى النبي ما صنع ابو بكرٍ دعا له بالخير وان يرزقه الله الجنه.
وعندما علم المشركون بخروج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابو بكرٍ من مكه أخذوا يبحثون عنهما في كل اتجاه حتى وصلوا الى باب غار ثورٍ، فقال ابو بكرٍ: يا رسول الله لو ان احدهم نظر الى موضع قدميه لرآنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ما ظنُك ياابا بكرٍ باثنين الله ثالثمها، لانحزن ان الله معنا”.