نظريات المؤامرة
تتعدد نظريات المؤامرة حول فايروس كورونا الذي اجتاح العالم منذ بداية السنة المنتظرة 2020، وقد برزت نظريات المؤامرة نتيجة اتهامات قام بها كل من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الصيني، حيث أطلق كل منهما وابلا من الاتهامات حول الفيروس بادعاء أنه سلاح بيولوجي يهدف الى تدمير الاقتصاد كلا لدولته، وقد ظهرت نظريات أخرى حول الفيروس تتناول فيها تفسيرات وتحليلات مشبوهة لا ترتقي لمستوى التصديق أو العقل والمنطق، كما يمكن أن تدخل هذه النظريات في مجال الخيال العلمي إن صح التعبير.
نظريات المؤامرة حول أن الفيروس صناعة أميركية
قامت كل من ايران والصين باتهام الولايات المتحدة الأمريكية باطلاق فيروس كورونا، وبأنها المحرك الرئيسي لانتشار المرض بكل أنحاء العالم وذلك لتدمير الاقتصاد الدولي وتدمير اقتصاد الصين بشكل خاص، وكان أساس النظرية وجود ما مجموعه 300 رياضي عسكري أمريكي كانوا قد حضروا الى مدينة ووهان وذلك للمشاركة في دورة الألعاب العسكرية الدولية، وقد اتهموا بحملهم للفيروس ونشرهم إياه في مدينة ووهان بؤرة وأساس انطلاق المرض نحو العالم أجمع.
يمكن دحض هذه النظرية نتيجة ما نراه من تطورات يومية أليمة تحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تخطت الاصابات فيها أرقام الاصابات في الصين، كما تخطت أعداد الوفيات ما مجموعه 30.000 وفاة بعكس الصين التي لا تتجاور فيها الوفيات 3500، أما الاقتصاد الأمريكي فقد تضرر بشكل كبير حيث تقدم ما يقارب الثلاثة ملايين أمريكي بطلبات تفيد بأنهم عاطلين عن العمل نتيجة هذه الجائحة، وهذا ما لا يتقبله العقل بالتصديق بأن فيروس كورونا صناعة أمريكية استهدف الصين فقط.
نظريات المؤامرة حول أن الفيروس صناعة صينية
في إطار الحرب العالمية الباردة القائمة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ظهرت النظريات التي وضعت الصين في إطار الاتهامات في تطوير هذا الفيروس ونشره في أميركا، إلا أن الانتشار الواسع لهذا المرض في الصين يدحض هذ النظرية، فقد تأثر الاقتصاد الصيني بهذه الجائحة تأثرا كبيرا، حيث انكمش الاقتصاد الصيني بنسبة 15% خلال الاشهر الأخيرة للأزمة الصحية العالمية، كما قدرت الخسائر بنحو 50 مليار دولار أميركي.
نظريات المؤامرة حول أن الفيروس سلاح بيولوجي
برزت مدينة ووهان في الاتهامات التي تؤكد بأن فيروس كورونا هو سلاح بيولوجي قد تسرب من معاملها البيولوجية المختصة بعلم الفيروسات، وقد لاقت هذه النظرية الكثير من التأييد من قبل العالم والعرب أيضا، إلا أن العلماء أكدوا تشابه الكثير من سلاسل RNA الخاصة بالفيروس بنظيرتها الموجودة في الوطاويط، وهذا ما يدحض هذه النظرية التي تؤكد بأن الفيروس سلاح بيولوجي من اختراع البشر وليس انتقاله عبر الحيوان.
نظريات المؤامرة حول أن الفيروس أساسه الوطاويط
انتشرت الكثير من الاتهامات نحو الصين وشعبها الذي يتميز بثقافة تناول الأطعمة الغريبة والمستهجنة من قبل الكثيرين، حيث يتناول الشعب الصيني الوطوايط والفئران وغيرها من القوارض والحيوانات التي تعتبر حاملة للكثير من الفيروسات، إلا أن هناك الكثير من العلماء الذين رفضوا هذه النظرية لانتشار الكثير من الفيروسات التي اجتاحت العالم سابقا والتي كان المصدر الرئيسي لها هي الأطعمة المألوفة التي يتناولها الناس ولا يستغربونها مثل الدواجن والخنازير والأبقار أيضا، وهذا ما اعتبره العلماء أحد أساسات بطلان هذه النظرية.
فيروس كورونا أساسه شركات الأدوية
انتشرت الكثير من النظريات القائمة على اتهام شركات الأدوية الكبرى بتصنيع هذا الفيروس، وذلك لتحقيق الربح الفاحش من تصنيع الأدوية واللقاحات التي تحمي الناس أو تشفيهم من المرض، وبالرغم من أن الأعمال والأخلاق لا تجتمع كما السياسة والأخلاق، إلا أن لشركات الادوية الفرصة الآن للتقدم بالعلاج السحري لهذا المرض (إن أردنا تصديق هذه النظرية) حيث تخطت أعداد الاصابات ما يزيد عن النصف مليون اصابة، وإن فرصتها في الوقت الحاضر كبيرة لتحقيق الربح، فأين تلك الشركات المصنعة لهذا المرض !!!!
نظريات المؤامرة حول أن الفيروس عقاب سماوي
لا يمكن أن نقبل بهذه النظرية! حيث يأمرنا الدين الاسلامي بالصبر على ابتلاءات الحياة الدنيا، وقد انتشرت الكثير من الأمراض سابقا في العالم، وقد تخطت الوفيات فيها الملايين، ومن هذه الأمراض الكوليرا والملاريا والسارس والإنفلونزا الاسبانية والطاعون الأسود زمن الصحابة، فلا يمكن اعتبار هذا الفيروس كعقاب بل يمكن اتخاذه كامتحان أو ابتلاء يجب فيه الصبر حتى ينال فيه المسلم الكثير من الأجر والثواب.
الفيروس ليس إلا نزلة برد
اعتبر الكثير من الأشخاص أن هذا الفيروس ليس إلا نزلة برد، وأن أعداد الاصابات والوفيات ليس إلا تهويل اعلامي عالمي يهدف الى التخويف والارباك لدول العالم، بل تخطت هذه النظرية لتبين العلاج بأنه يقتصر على تناول بضع حبات من الثوم أو تناول شاي الأعشاب الطبية التي تخلص المريض من هذه الأعراض في حال وجدت، كما تناولت هذه النظرية بأن الأعراض التي يشعر بها المصاب تقتصر على تلعثمات نفسية تحدث نتيجة التهويل الاعلامي لشدة المرض وخطورته.
يمكن لنا أن ندحض هذه النظرية بالذات بالصور والفيديوهات المنتشرة على جميع المحطات الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تؤكد في محتواها على شدة المرض وصعوبته على المصاب، كما يمكن لأعداد الوفيات التأكيد على خطورة المرض وعدم التهاون به واعتباره نزلة برد بسيطه ان صح التعبير على حد قولهم.
ملخص
يمكننا القول بأن الفيروس لا يمكن تحديده كنظرية مؤامرة واحدة أو نظريتين، إن ما يحتاجه هذا الفيروس ما هو إلا مجموعة كبيرة من البحوث والدراسات الجدية التي يمكن أن تبين ماهية فيروس كورونا وتؤكد أو تدحض هذه النظريات، ويجدر بنا الاشارة الى امكانية انكشاف المؤامرة الحقيقية إن وجدت عند ظهور وثائق ويكيليكس في المستقبل، أليس هذا ما حدث في الكثير من المواقف المشبوهة والتي بينت حقيقتها هذه الوثائق !!!