الوضوء الصحيح الشروط والسنن

الوضوء الصحيح الشروط والسنن

الوضوء 

يعد الوضوء الصحيح في الإسلام الشرط الأول في طهارة المسلم، فلا تقبل الصلاة دون الالتزام بـ الوضوء الصحيح، فهي شرط من شروط صحة الصلاة، قال الله تعالى: (َياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)، والوضوء يعني غسل ومسح أعضاء بعينها من جسم الإنسان.

شروط الوضوء الصحيح

ليكون الوضوء مقبول من العبد، يجبب أن تتوفر العديد من الشروط، وهي ما يلي:

  • الإسلام: يجب على العبد أن يكون فالوضوء عبادة.
  • التمييز: لا للمجنون الوضوء، أو صبي غير مُميز؛ لأنهما ليسا أهلاً للعبادة.
  • العلم بفرضيّة الوضوء: لا يجوز الوضوء عند الشك في فرضية الوضوء.
  • الطهارة من الحَيض والنفاس: لا يجوز الوضوء مع وقوع المرأة بالحيض والنفاس.
  • الماء الطاهر: إذ لا بُد أن يكون الماء طاهراً ليكون الوضوء صحيحاً.
  • عدم وجود مانعٍ من وصول الماء إلى البشرة: اذا كان على العُضو ما يمنع من وصول الماء إلى البشرة فإن هذا يبطل الوضوء.
  • جريان الماء على العضو: لا بد من جريان الماء إلى العضو كاملاً.
  • النيّة: وهي شرطٌ عند المذهب الحنبلي فقط.
  • دخول الوقت: وهو شرط خاص بدائم الحدث.
  • الموالاة: ويقصد بها التتابع في الوضوء، والتتابُع بين الوضوء والصلاة.

حكم الوضوء الصحيح

الوضوء إما واجب، وإما مستحب، ويجب الوضوء لثلاثة أشياء:

  • الصلاة قال الله جل وعلا: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ) (المائدة: 6).
  • الطواف بالكعبة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام للمرأة الحائض: ( لا تطُوفِي حتى تَطْهُري ) رواه البخاري.
  • مس المصحف لقوله تعالى: ( لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ ) الواقعة: 79.
  • يستحب الوضوء فيما عدا ذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ) رواه أحمد، فيستحب الوضوء عند تجديد الوضوء ولذكر الله والدعاء، وعند قراءة القرآن، وقبل النوم.
إقرا أيضا :  ما هو سبب نزول سورة الضحى وما فوائدها

فضائل الوضوء الصحيح

  •  محبة الله

قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].

  • علامة لأمة محمد (ص)

قال رسول الله عليه وسلم: «إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِين [ لغُرّ: الغرة: بياض في جبهة لفرس. المحَجَّلون: التحجيل: بياض في يدَي الفرس ورجليه، والمراد بهما النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة] مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» (متفق عليه).

  • تكفير للذنوب والخطايا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ» (رواه مسلم).

4- رفع لدرجات المسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحوُ الله بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فقَال (ص): إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ [ المكاره: هي الأمور التي يكرهها الإنسان وتشق عليه] ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ» (رواه مسلم).

إقرا أيضا :  ما الفرق بين الغريزة والفطرة

طريقة الوضوء الصحيح

  • يبدأ بأن ينوي بقلبه الوضوء، ثم يبدأ بالتسمية وهي بسم الله.
  • غسل الكفين ثلاث مرات).
  • يتمضمض ثلاث مرات، وذلك بإدخال الماء إلى الفم ثم إخراجه.
  • يستنشق ثلاث مرات، بجذب الماء إلى الأنف عن طريق النفس ثم يستنثر الماء.
  • غسل الوجه (ثلاث مرات) وحدود الوجه منابت شعر الرأس إلى آخر الدقن، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى، وإن كان بالوجه شعر أو لحية خفيفة وجب غسلها حتى يصل الماء إلى الجلد تحتها، وإن كان الشعر كثيفاً يغسل ظاهره.
الوضوء الصحيح الشروط والسنن
الوضوء الصحيح الشروط والسنن
  • غسل اليد اليمنى من أطراف الأصابع إلى المرفق ثلاث مرات، ثم اليسرى كذلك.
  • مسح الرأس: ويكون بتبليل اليد بالماء، ثم مسح مقدَّم الرأس إِلى قفاه، ثم الرجوع إِلى مقدَّمه مرة أخرى (مرة واحدة).
  • مسح وسط الأذنين بالسبابتين، وظاهرَهما بالإبهامين (مرة واحدة).
  • غسل الرجل اليمنى إِلى الكعبين (ثلاث مرات) مع تخليل الماء بين الأصابع ثم اليسرى كذلك.

بعد أن ينتهي من الوضوء عليه أن يقول: “أشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، اللهمّ اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين”؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ ـ أَوْ فَيُسْبِغُ ـ الْوَضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ” وفي التّرمذي بلفظ: ” اللهم اجعلني من التّوابين، واجعلني من المتطهّرين”. وقال ابن أبي زيد المالكيّ في الرّسالة: من توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ رفع طرفه إلى السّماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، فُتّحت له أبواب الجنّة الثّمانية، يدخل من أيّها شاء”.

إقرا أيضا :  أذكار الهم والضيق الشديد

سنن الوضوء الصحيح

  • غسل الكفين ثلاثًا في أول الوضوء.
  • التسوك.
  • غسل الأعضاء ثلاثًا ثلاثًا، إلا الرأس والأذنين، فلا يزاد في مسحهم على مرة واحدة.
  • التيامن: وهو البدء باليمين في أعضاء الوضوء.
  • إطالة التحجيل: بمعنى أن يزيد على المرفقين والكعبين في الغسل.
  • تخليل اللحية؛ لإيصال الماء لبشرة الوجه.
  • تخليل ما بين أصابع اليدين والرجلين.
  • دلك الأعضاء باليد: ولا يكتفى بالرش.
  • الاقتصاد في الماء؛ لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (إنَّهُ سَيَكُونُ في هَذِهِ الأمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُون فِي الطَّهُورِ) (رواه أبو داود ) أي: يسرفون في ماء الوضوء.
  • صلاة ركعتين بعد الوضوء. قَالَ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).

المصادر والمراجع