الكورونا بين الشرق والغرب

الكورونا بين الشرق والغرب

كورونا بين الشرق والغرب

يثير الانتشار المحدود لوباء الكورونا في الشرق الكثير من التساؤلات لدى الكثير، حيث أن الاصابات بوباء الكورونا لا يقارن بالاصابات التي يعاني منها الغرب، حيث تتخطى الاصابات في القارة الأوروبية عشرات الآلاف بالرغم من اشتهارها بالنظام الصحي العالي الفعالية، وكذلك الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية، فماذا تخبرنا الأرقام الحالية للاصابات بالرغم من الاتصال المباشر بين دول العالم؟ إن الواقع المرير الذي تعاني منه الكثير من الدول النامية قد يسبب تسارعا كبيرا في أعداد الاصابات والوفيات في حال انتشار المرض، اذن ما هو السر وراء قلة أعداد المصابين .

هل أعداد المصابين بـ الكورونا حقيقي

تعاني الكثير من الدول النامية من قلة الشفافية والوضوح وذلك بين الحكومة والشعب، يمكن القول أن هذه النظرية قد تكون حقيقية بالرغم من التساؤل حول أسبابها وتداعياتها، وبالرغم من الأهداف السامية للربيع العربي الذي قامت به الشعوب أملا في تغيير الواقع الى الأفضل، إلا أن الأمور تحولت الى الأسوأ في اغلب الدول، اذ شهدت تشديدا وتقييدا للحريات الفكرية أولا والسياسية ثانيا فيما يتعلق بالتدخلات بما تقوم به الحكومات العربية، وهذا ما يؤكد أن الأرقام التي تدلي بها الحكومات غير دقيقة أو حقيقية إن صح التعبير.

اختبارات الكورونا كافية

يعتمد تحديد أعداد الاصابات بفيروس كورونا على الفحوصات المخبرية التي يجب أن توجه الى جميع الأشخاص الذين يشتبه باصابتهم وليس الأشخاص العائدين من الخارج فقط، وهذا ما تعتمده بعض الدول العربية فيما يخص الفحوصات التي تقوم بإجرائها، بينما يعتمد العالم الغربي على الفحوصات المخبرية الواسعة النطاق لتحديد نسب انتشار الوباء لديها، وهذا هو تفسير ارتفاع عدد الاصابات بالفيروس.

ويجدر بنا الذكر أن الدول العربية التي تعاني من حروب أهلية فيها، لم تعلن عن اصابات كورونا أصلا، وهذا ما يصعب تصديقه، وقد صرحت منظمة الصحة العالمية بأنها تتوقع انفجارا في أعداد الحالات فيها، أما دول الخليج العربي فقد وسعت نطاق الفحوصات المخبرية وهذا ما يفسر ارتفاع أعداد الاصابات لديها، بينما اتخذت دول مثل الأردن اجراءات وقائية سريعة لمنع انتشار الوباء، حيث قامت بتوسعة نطاق الفحوصات وعزلت محافظاتها عن بعضها البعض لمنع التفشي وهذا ما أثبت جدواه حيث نجد أن أعداد الاصابات لا تتعدى 400 اصابة.

علاقة الطقس بتفشي الكورونا

يجدر بنا الذكر أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لا يوجد أي أدلة حول انحسار المرض مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أشارت الأبحاث الى عيش الفيروس في المناخ البارد والرطب والحار، إلا أن الملاحط أن الدول الغربية والتي تعاني من أعداد الاصابات الكثيرة ذات طقس معتدل الى بارد، وهذا ما يفسر تفشي المرض في ايران ذات المناح الأقرب الى المناخ الأوروبي، بينما يتميز العالم العربي بالمناخ الحار نسبيا وهذا ما إعتبره بعض العلماء أحد أسباب عدم تفشي المرض.

إقرا أيضا :  أعراض وعلاج مرض عقدة السندريلا

الكورونا والعرق الجيني

الكورونا بين الشرق والغرب
الكورونا بين الشرق والغرب

يمكن القول أن التفشي الوبائي للمرض يقبع في الوقت الحالي على الأجناس الغربية سواء أكان في القارة الأوروبية أو الأميركية، وهذا ما اعتمده بعض العلماء سببا لسرعة تفشي كورونا، بينما يرجع العرب الى سلالة واحدة تسمى بالأفرو آسيوية، وتقوم هذه النظرية باعتبار الأجناس الغربية ذات مناعة أقل من الأجناس العربية، وهذا ما يفسر على حد قولهم سبب التفشي الواضح فيها.

إلا أن لهذا النظرية الكثير من الانتقادات التي تظهر عدم صحتها، والدليل على ذلك تقارب كل من السلالة الايطالية والاسبانية التي تشهد تفشيا شديدا لفيروس كورونا مع السلالة العربية التي لا تشهد ذلك النوع من التفشي.

إقرا أيضا :  استخدام قالب الكعك على جهاز الباربكيو

الاجراءات الحكومية وتفشي الكورونا

بصفة عامة يلاحظ أن الكثير من الدول لم تتخذ الاجراءات المناسبة في الوقت الصحيح، وهذا ما يفسر الكثير من حالات التفشي في الدول الغربية مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإيران وغيرها، بينما قامت الكثير من الدول العربية باثبات جدارتها على صعيد إدارة الأزمة مثل الأردن وتونس ودول الخليج العربي حيث اتخذت الاجراءات الوقائية الصارمة مثل حظر التجول وعزل المحافظات والفحوصات الواسعة النطاق وفي وقت قياسي وذلك تفاديا للتفشي بالرغم من أن أعداد الاصابة أقل بكثير من الدول الغربية.

ملخص

لا يمكن تحديد السبب الحقيقي والواضح وراء التباين الحاد في أعداد الاصابات بين الشرق والغرب، حيث دارت الكثير من الأسباب المحتملة التي لاقت الكثير من التأييد والرفض حول ثبوت صحتها أو عدمه، إلا أن الاجراءات الحكومية لعبت دورا مهما في تحديد أعداد الاصابات حول العالم.

المصادر والمراجع