كتب خرجت من السجون

كتب خرجت من السجون

الوقت في السجن

يعيش السجين حالة نفسية سيئة تتمثل في فقدانه للحرية بغض النظر عن أسباب دخوله السجن. إلا أنه هناك ناس في السجون لا يضيعوا أوقاتهم، ولا يسمحون للسجن بأن يؤثر على حياتهم ويقضي عليها، فهناك كتب خرجت من السجن، فاستفدوا من وقتهم في السجون بقراءة كتب ساعدت على زيادة ثقافتهم، ومنهم من قام بتأليف الكتب.

كتب عربية خرجت من السجن

لقد قام عدة أئمة عرب بتأليف كتب وهم في السجون، ومن الكتب التي تم تأليفها في السجون:

  • كتب ومؤلفات الإمام ابن تيمية رحمه الله:
    فقد كتب الإمام ابن تيمية كتبه وصنفها وأملاها وهو في السجن دون الرجوع للكتب، فكانت كلها من حفظه.
  • جل كتاب في ظلال القرآن:
    وهو للسيد قطب رحمه الله، كتبه وهو من أهم كتب سيط قطب وأشهرها، وفيخ تفسير كامل للقرآن الكريم جعله مثلا القرآن الكريم في ثلاثين جزء، كما قد ربط فيه الآيات القرآنية وتفسيراتها مع الحياة التي يعيشونها.
  • كتاب المبسوط:
    وهو للإمام شمس الأئمة محمد بن أحمد بن أبي سهيل السرخسي، وقد كان في السجن بسبب كلمة نصح بها الخاقان فسجن على أثرها في أوزجند، وقد أملى كتاب المبسوط فيما يعادل 15 مجلدًا. وقد كتب الكتاب وهو في السجن دون أي مطالعة.
  • كتاب مختصر صحيح مسلم:
    وهو للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني، فقد سُجِن مع عدة علماء بتهمة الدعوة إلى الدين الإسلامي وتعليمهم إياه للناس، وقد سجن عام 1969 م في سجن القلعة في مدينة دمشق، وتم الإفراج عنه ليتم نفيه بعد ذلك إلى الجزيرة وسجن فيها لعدة أشهر. ولم يكن معه في السجن آنذاك إلا كتاب صحيح الإمام مسلم وممحاة وقلم رصاص، ومن هنا بدأ باختصار كتاب صحيح مسلم وتهذيبه، واستغرق ذلك منه ما يقارب الثلاثة أشهر فقد كان يعمل فيه ليل نهار دون أي تعب، فانقلبت نية من سجنوه لكل لا ينشر الدين الإسلامي.
  • كتاب التسهيل شرح لطائف الإشارات:
    وهو للفقيه محمود بن إسرائيل بن عبد العزيز الشهير بابن قاضي سماونة، وهو رجل فقيه متصوف حنفي، كان من القضاة، وكان والده يعمل قاضيًا في قلعة سماونة الموجودة في سنجق كوتاهية في دولة تركيا، وقد ولد الفقيه محمود وتعلم فيها، ثم رحل بعد ذلك إلى قونية، وبعد ذلك إلى مصر. كما أنه حج وتصوف ورحل كمرشد إلى تبريز، وقام الأمير تيمورخان بتكريمه فيها. ورجع بعد ذلك إلى مصر، ثم إلى بلاد الروم، واستقر بعد ذلك عند والده في أدرنة، وتولى منصب قاضي العسكر، وتم حبسه في وشاية فهرب إلى زغرة، فتهم اتهامه هناك بأنه يريد تولي السلطة، فقام بقتل بسيروز. ومن كتبه التي قام بتأليفها وهو في السجن في أزنيق: كتاب لطائف الإشارات في فقه الحنفية وشرح أيضًا بكتاب آخر باسم التسهيل.
إقرا أيضا :  خواطر جميلة وراقية

كتب أجنبية خرجت من السجون

كتب أجنبية خرجت من السجون
كتب أجنبية خرجت من السجون

كتب عدة أشخاص من السجون الأجنبية عدة كتب، ومنها:

  •  كتاب الطريق الطويل إلى الحرية للمؤلف نيلسون مانديلا:
    فقد قضى مانديلا 27 عامًا في السجن، وخرج منه في عام 1990 م، وذلك بتهمة اعتباره إرهابيًّا على الرغم من أنه من العادين للفصل العنصري في منطقة جنوب إفريقيا. وقد حصا مانديلا على جائزة نوبل للسلام في عام 1993 م، وذلك بسبب وقوفه في وجه الإبادة الجماعية والسعي لتحقيق الديمقراطية في جنوب إفريقيا. وقد كتب معظم أجزاء سيرته الذاتية التي تحمل عنوان الطريق إلى الحرية وهو في السجن، وقد كانت عملًا فريدًا في المعاناة بالسجن وفي السياسة، ولا زالت سيرته تعتبر حتى الآن ملهمة للكثر ممن يدافعون عن الحرية والمناضلين ضد التمييز العنصري.
  •  كتاب هروبي إلى الحرية للمؤلف علي عزت بيغوفيتش:
    وهو يحتوي على كتابات للمؤلف علي عزت بيغوفيتش، وقد كان في سجن فوتشا في الفترة بين عامي 1983 م و 1988 م، وقد بقي في السجن لأعوام طويلة، وخلد فيها إلى أفكاره وناجى خواطره وسجلها خلال مروره في ظروف صعبة، وجمعها في كتاب باسم هروب إلى الحرية، وفيه قد عبر عن آماله وطموحاته بطريقة لا تدخل في عمق الأحداث الجارية، وفيها قد فصح عن تطلعات شعب البوشناق المسام وشعوب البوسنة الأخرى، وقد جمع في كتابه خلاصة الخلاصات لكل الأشياء التي يجب التفكير فيها أو التي من المستحيل التفكير فيها، كما يحتوي الكتاب على كمية كبيرة من التأملات والأفكار والاعتقادات في عدة مواضيع مختلفة، وقد كتب في كتابه أن الأدب هو الحرية، وكتب عن الحرية والأخلاق والدين والناس والحياة.
  • كتاب 120 يوم في سدون للمؤلف ماركيز دي ساد:
    وهو من الكتاب المشهورين بسبب سمعته السيئة، وقد قام بكتابة راية 120 يوم في سدوم وهي أكثر الروايات فحشًا في تاريخ الأدب، وقد كتبها في سجن الباستيل عام 1785 م على لفافة ورقية يصل طولها إلى 40 قدم. وقد ضاع مخطوط الكتاب عندما اقتُحِمَت الباستيل في وقت لاحق، وتم نشرها في عام 1905 م، وهي من أكثر الروايات التي تمثل السادية الجنسية في تاريخ الأدب.
  • كتاب عصير المنطق للمؤلف توماس بين:
    ويعتبر المؤلف توماس بين من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل، فقد كان ناشطًا سياسيًّا وصحفيًّا، وكان له دور هام في تحريض الأمريكيين على قيام الثورة ضد الاستعمار البريطاني. وقد تلقى العديد من التهديدات مما دفعه للهرب إلى فرنسا، وهناك قام بدعم الثورة الفرنسية، وبسبب وجود خلاف سياسي تم وضعه في السجن، وفي السجن قام بمتابعة كتابة عمله الأخير الذي يحمل عنوان “عصر المنطق” وقد تحدى فيه مفهوم الألوهية والسلطة الدينية. وعاد بعد ذلك إلى أمريكا بعد أن دعاه توماس جيفرسون الرئيس الأمريكي بعد أن تمكن من النجاة من حكم الإعدام، وهناك قام بنشر كتابه.
  • كتاب مقدمة إلى فلسفة الرياضيات للمؤلف برتراند راسل:
    وقد قضى ستة أشهر في السجن بسبب معارضته للحرب العالمية الأولى قام خلالها بتأليف كتاب مقدمة إلى فلسفة الرياضيات، وقال عن تجربة وجوده في السجن :”وجدت السجن ممتعًا من عدة نواحٍ، لم يكن لدي التزامات، لا صعوبة في اتخاذ القرارات، ولا أحد قاطعني في أثناء عملي”. وقد كان برتراند من أهم الناشطين في مناهضة الحرب، كما قد كان أحد أنصار التجارة الحرة ومناهضة الإمبريالية. كما قد قام بعدة حملات ضد هتلر، وقام بإنقاذ الشمولية الستالينية، وفي حرب فيتنام قام بمهاجمة تورط الولايات المتحدة فيها. وقد توفي عام 1970م، ورغم ذلك فهو ما زال من دعائم الفلسفة المعاصرة في القرن العشرين، كما قد حصل في عام 1950 م على جائز نوبل للآداب، وذلك تقديرًا لدعوته لحرية التعبير وتقديرًا لأعماله الرائدة في العلوم الإنسانية.
  • كتاب “A Hymn To The Pillory” للمؤلف دانييل ديفو:
    فقد أمضى الكاتب عدة سنوات من حياته كناشط سياسي وصحفي، وكان ذلك في فترة الثورة البريطانية في عام 1688 م في نهاية القرن السابع عشر. وقد كان دانييل ديفو مع الثورة البروتستانتية، وقد دعا آنذاك وبشكل ساخر حزب المحافظين لقتا البروتستانت بدل القيام بتعذيبهم. وقد خرج ذات مرة أمام عامة الناس وهو مكبل، وألقى حينها قصيدة قام بتأليفها وهو في السجن وهي بعنوان “A Hymn To The Pillory”، وبدل أن يرميه الناس بالفواكه والخضراوات الفاسدة فقد تم تزيين أداة التعذيب بالأزهار لأن قصيدته كانت مؤثرة جدًّا.
  • كتاب دون كيخوته للمؤلف ميغيل دي سيرفانتس:
    وهو يعتبر أشهر عمل في تاريخ الرواية، وقد تم سجن المؤلف ميغيل دي سيرفانتس بسبب تقصيره في دفع ديون مترتبة عليه، وقد بقي في السجن لمدة قصيرة، ورغم قصر المدة إلا أنه كتب خلالها روايته التي تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الآداب الأوروبية. وقد عمل ميغيل دي سيرفانتس في جمع الضراب وديون المملكة.
  • كتاب اكتشاف الهند للمؤلف جواهر لال نهرو:
    كان جواهر لال نهرو قائد حركة استقلال الهند من الاحتلال البريطاني وكان ذلك بإشراف غاندي،
    لكنه خلال سنوات السعي للحصول على الاستقلال تم وضع جواهر لال نهرو في السجن وذلك
    بسبب نشاطه في مجال السياسة، وخلال وجوده في السجن كتب كتاب بعنوان اكتشاف الهند،
    والذي تحدث فيه عن ثقافة الهند وفلسفتها وتاريخها. وعند خروجه من السجن عمل كرئيس وزراء
    في الهند حتى وفاته، ويعتبر كتابه من أكثر الكتب التي تعرف بالهند وحضارتها ومن أكثر الكتب شعبية هناك.
  • كتاب رحلات ماركو بولو للمؤلف ماركو بولو:
    من الغريب أن الرحالة ماركو بولو قام بتأليف كتاب المشهور عن الرحلات خلال وجوده في السجن،
    وليس خلال رحلاته وتنقلاته، وعند عودته بعد 15 عامًا من الرحلات والتنقل إلى إيطاليا وجد أن فيها
    حربًا بين جنوا وفينيسيا. وتم القبض عليه ووضعه في السجن لأنه من فينيسيا، وعند وجوده في
    السجن كتب رحلاته، وكان يعطي زميله في السجن رستيشيللو دا بيزا وصفًا مفصلًا عن رحلاته ليدونها،
    كما قد أدرج زميله حكايات من بلده، وجمع حكايات وأمور أخرى من الشؤون الجارية في الصين ودونها،
    وقد كان كل ما قام بتدوينه مهمًّا، ورغم ذلك فقد تعرض لانتقادات كثيرة وذلك بسبب اعتماده بشكل
    كبير على ذاكرته ومخيلته. وقد انتشر الكتاب بشكل سريع في أوروبا على شكل مخطوطة عرفت
    بعد ذلك باسم رحلات ماركو بولو، ويصف الكتاب رحلات ماركو بولو في مناطق مختلفة من قارة آسيا،
    وأعطى من خلالها للأوروبيين صورة شاملة عن أساليب العمل الداخلية في دول الشرق الأقصى وشمل ذلك الهند واليابان والصين.
إقرا أيضا :  من سيرة فيكتور هوجو الذاتية

المصادر والمراجع