فيدال كاسترو الزعيم الكوبي الأشهر
من منا لم يسمع عن فيدال كاسترو رمز الثورة الكوبية، و المتسبب الرئيس بأزمة صواريخها الدولية، فمن هو فيدال كاسترو ، وما هي أفكاره و انجازاته التي دخل بها التاريخ.
حياة و ممات فيدال كاسترو
ولد فيدال اليخاندرو كاسترو روز في عام 1926،في مقاطعة اورينت شمالي شرق كوبا لابوين مهاجرين من اسبانيا ينتميان للطبقة الارستقراطية، تلقى تعليمه في مدارس كاثوليكية ثم التحق بجامعة هافانا ليتحصل منها على درجة الدكتوراة في القانون عام1950، و عن وفاته في عام 2016 حيث لفظ أقدم زعيم اشتراكي أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز ال90عاماً بعد معاناة مع مرض معوي أجبره على تسليم السلطة لأخيه راؤول كاسترو في عام 2008.
وصوله لسدة الحكم
في عام 1953حمل السلاح ضد نظام فولگنسيو باتيستا، بعد قيامه بانقلاب أدى لالغاء الانتخابات الرئاسية، ورفضه لدعواه القضائية والتي يتهمه فيها بانتهاك دستور البلاد، وقد فشلت حركته آنذاك، وحكم عليه بقضاء15عاماً في السجن، إلا أنه خرج بعفو عام بعدها بعامين، وقضى بعدها مدة في منفى اختياري في المكسيك، يعد العدة للإطاحة بحكومة هافانا حتى عاد مرة أخرى الى البلاد، و قام مع مجموعته التي عرفت باسم حركة 26 يوليو بانشاء حرب العصابات مع الحكومة الرسمية ،و التي كانت مثالاً آنذاك للتعفن و الفساد، مما أجبر الأخيرة وبعد الكثير من الضغط الشعبي على التنحي و مغادرة البلاد، و وصوله لسدة الحكم في كوبا.
أيديولوجية فيدال كاستْرو و توجهاته الديمقراطية
خلال الحرب الباردة كان يؤكد كاسترو أنه يتبع ايدولوجية كوبية خالصة، وليس نظاماً شيوعياً أو ماركساً، ويهدف لخلق نظاماً نموذجياً،حيث تقف العدالة الاجتماعية على قدم الموازاة مع نظام اقتصادي منظم.
على أن العديد يجادلون أن أفكار كاسترو قبل السلطة لا صلة له بأفعاله بعد السلطة، حيث أنه كان يدعو دوما لانتهاج نهج ابراهام لينكولن بما يتعلق بنظام العمل و اقتصاد رأس المال و رفضه لتأميم أي من الصناعات المحلية، وهو ما قام بعكسه تماماً.
و على الرغم من كل التقدم العلمي و الطبي الحاصل أيامه لكنه لم ينسحب على عامل الديمقراطية، فتم تضيق الخناق على المعارضة و على أجهزة الإعلام، بالإضافة لتقارير طويلة من هيئات حقوق الانسان متضمنة لحالات اعتقال و تعذيب لأعداء النظام.
معركة خليج الخنازير
بسبب تقاربها مع الاتحاد السوفيتي أدى ذلك لتحويل كوبا لساحة قتال إبان الحرب الباردة التي كان أطرافها أكبر قويتين في ذلك الوقت، الولايات المتحدة الأمريكية وما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي.
و في عام 1961قامت الولايات المتحدة بتجنيد عدد من المنفين الكوبين ضمن جيش يهدف لغزو الجزيرة الكوبية و محاولة الاطاحة بحكومة كاسترو،و عند ما يعرف بخليج الخنازير منيت الولايات المتحدة بخسارة نكراء، وتم أسر أكثر من ألف من القوات التابعة لها.
أزمة الصوايخ الكوبية
بعد مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة على حكومة كاسترو قامت طائرات الاستطلاع الاميركية برصد صواريخ سوفايتيه في إحدى قواعدها في كوبا ، حيث اقترح رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك خوروشوف، وضع تلك الصواريخ كمحاولة دفاعية في حال أعادت الولايات المتحدة محاولتها الهجوم على كوبا، حيث رأت فيه الولايات المتحدة تهديداً واضحاً بسبب قرب كوبا منها جغرافياً،و هو ما أصاب العالم أجمع بحالة من الفزع من اندلاع حرب نووية شاملة، وانتهت تلك الأزمة بموافقة الزعيم السوفياتي على سحب الصواريخ من كوبا، في مقابل سحب الأسلحة الأميركيه من تركيا.
محاولات اغتيال فيدال كاسترو
بعد معركة خليج الخنازير أصبح كاسترو أحد أبرز المطلوبين للولايات المتحدة ، و وصلت عدد مرات محاولات اغتياله لأكثر من 600مرة بحسب تصريحات مسؤولين كوبين، ولعل أكثر الأفكار غرابة في هذا المجال، هي محاولة لجعله يقوم بتدخين أحد سجائره المفضلة و هي مممتلئة بالمتفجرات!
علاقة فيدال كاسترو بالاتحاد السوفياتي في النقيضين
زاد التبادل التجاري بين كوبا و الاتحاد السوفيتي، حيث قام الأخير بضح أموالا هائلا للعاصمة هافانا ، وقام بشراء محصولها كاملاً من قصب السكر في مقابل عودة سفنها محملة بالسلع الأساسية، في محاولة للتصدي للحصار الأمريكي، وما يثير الاستغراب في هذا الأمر هو كون كاسترو أحد أهم أعمدة حركة عدم الأنحياز بالرغم من تقاربه الواضح من الاتحاد السوفيتي، إلا أن هذا الأمر لم يدم ففي الثمانينات قامت موسكو برفع الدعم عن الاقتصاد الكوبي، حيث رفضت أخذ محصول السكر منها، في وقت كان الحصار الأميركي في أوجه، و في منتصف التسعينات ضاق الكوبيون ذرعاً بالحال فقاموا بالفرار بالقوارب إلى ولاية فلوريدا الأميركية، ولا داعي لذكر شعبية كاسترو التي انخفضت بشدة..
علاقة فيدال كاسترو بالدول اللاتينية ودعمه للثوار الماركسين
على مبدأ عدو عدوي صديقي، قام كاسترو بتوطيد علاقته بالعديد من دول أميركا اللاتينيه الرافضة للهيمينة الأميركية، وعلى رأسهم رؤساء فنزويلا، والبرازيل، وغيرهم، و في المقابل فعلى الرغم من كونه أحد الداعمين لحركة عدم الانحياز إلا أنه قد ساند الثوار الماركسين في أنغولا و موزمبيق،فقام بارسال قواته دعماً للقوات غير النظامية هناك، في سبعينيات القرن الماضي..
انجازات فيدال كاسترو
لا أحد ينكر المزايا التي وفرها كاسترو إبان فترة حكمه ، فقام بتوفير الرعاية الطبية المجانية لجميع المواطنين الكوبين ، و انخفضت معدلات وفيات الأطفال حتى أصبحت مقاربة لمعدلات دول العالم الأول، وانخفضت نسبة الأمية في بلاده لأقل من 2بالمئة من مجموع السكان.