قوة الارادة في اتباع حمية لتَخفيف الوزن
قد يعتقد بعض الناس أن قوة الارادة في كل ما يحتاجه الانسان لمواصلة اتباع حمية لتخفيف الوزن ومكافحة البدانة، وهم يتخيلون أن كل المشكلات التي يواجهونها أثناء الحمية يمكن أن تختفي لو كانوا يتمتعون بمزيد من قوة الارادة , فالارادة في رأيهم تخولهم الاكتفاء بتناول الخضار المسلوقة، والابتعاد عن المأكولات الدسمة، وممارسة ساعات من التمارين الرياضية اليومية ومقاومة الرغبة في تناول الحلويات .
صحيح أن قوة الارادة ضرورية جدا لكنها غير كافية للوصول الى هدف تخفيف الوزن والقضاء على السمنة، لذلك يجب عليها أن ندعمها بالتنظيم والايجابية والصبر، لضمان تخلصنا من الوزن الزائد
التنظيم من عوامل نجاح اي حمية لتخفيف الوزن
تقول اختصاصية الرشاقة البريطانية فيونا هارولد هناك سببين لنجاح الناس في أي مجال في الحياة :
السبب الأول هو رغبتهم القوية في النجاح , والثاني هو تحضيرهم له , فلا يمكن لأحد أن يحقق انجازا مهما كأن يصبح رياضيا بارزا أو كاتبا ناجحا مثلا بين عشية وضحاها , في البداية لا بد أن يرغب الفرد حقا في تحقيق ذلك الهدف ويؤمن بأنه قادر على التنفيذ ثم عليه أن يواجه كل الظروف والتحديات التي سيقابلها على الطريق المؤدية الى النجاح وتحقيق الهدف ونحن غالبا ما نأسف لحالنا ونغبط الاخرين على ما لديهم من قوة ارادة تفوق ما لدينا , لكن ربما كان سر نجاحهم هو أنهم أكثر تنظيما منا لذلك علينا أن نخطط بشكل مسبق ونتأكد من وجود الكثير من الأطعمة الصحية في المنزل وذلك لتفادي الوقوع في شرك تناول الوجبات الجاهزة المليئة بالدهون الحرارية .
كذلك علينا أن ننظم مواعيد تماريننا الرياضية , سواء أكان ذلك في النادي أم في المنزل ونحرص عليها ولا نبدلها ولا نلغيها . فوضع خططنا وتحديد أهدافنا و أولوياتنا واحترامها تحول دون جر الاخرين لنا الى مشروعات لا تفيدنا , فنحن نميل الى قبول أي مشروع يعرضه علينا الاخرون اذا لم يكن لدينا ما نفعله غير مشاهدة التلفزيون .
كما لا يجب أن ننسى أهمية العادات في حياتنا فقد يكون من الصعب جدا في البداية وضع نظام غذائي صحي وبرنامج تمارين رياضية والتقيد بها . ومن والمؤكد أن يتطلب ذلك كثيرا من قوة الارادة غير أنهما سيتحولان مع الوقت الى مجرد عمل روتيني نقوم به، حتى من دون أي تفكير ويصبح تنفيذها أمرا سهلا جدا .
الايجابية و نجاح اي حمية لتخفيف الوزن
عليك أن تسأل نفسك أولا، لماذا تريد تخفيف وزنك ؟ هل تريد ذلك لتتمكن من ارتداء ملابسك السابقة ؟ أم لأن زملاءك يضايقونك بملاحظاتهم الساخرة حول حجم بطنك أو ردفيك ؟ أم لأسباب صحية ؟ أم لأنك تحتاج لمزيد من الطاقة لتتمكن من اللعب مع أطفالك ؟ اكتب الأسباب التي تدفعك شخصيا الى تخفيف وزنك على ورقة واحتفظ بها في محفظتك أو علقها حيث يمكنك أن تراها من وقت الى اخر، يمكن مثلا أن تعلقها على الثلاجة أو على خزانة ملابسك . ان وجود هذه الورقة أمامك سيذكرك بأولوياتك ويشجعك على احترام مواعيد تمارينك الرياضية مثلا , كلما تكاسلت عن القيام بها أو أهملتها .
ان الايجابية هي الموقف الوحيد الذي تتخذه بشأن تخفيف وزنك وايمانك بأنك قادر فعلا على تحقيق أهدافك حتى لو كنت قد واجهت في ماضي مشكلات في تخفيف وزنك، وتذكر أن هناك كثيرين كانوا يعانون من زيادة في أوزانهم مثلك , وأنهم قد نجحوا في تحقيق هدفهم وأنه في وسعك أنت أيضا أن تحذو حذوهم، كذلك عليك أن تتذكر أن الانسان يضعف أحيانا فلا تؤنب نفسك وتعنفها اذا ضعفت أحيانا وتناولت كثيرا من الشوكولاته أو أكثرت من الطعام في حفل مع اصدقائك , بدلا من أن تمارس تمارينك الرياضية وبدلا من لوم نفسك وتعذيبها حاول أن تستفيد مما حدث لتعيد النظر في بعض أوجه غذائك وحياتك، فربما كنت تقضي وقتا طويلا مع اشخاص لا يقدرونك حق قدرك فتحاول أن تستعيض عن ذلك بالطعام أو ربما قد تكون سئمت من تمارينك الرياضية وترغب في القيام بشيء مختلف، اكتب الافكار التي تخطر ببالك واعمل على تنفيذ ما يمكنك منها حتى تتفادى التعرض في المستقبل لمواقف تضطر فيها الى تناول الطعام , من دون أن تكون جائع فعلا .
الصبر والمواظبة على حمية لتخفيف الوزن
ليس مستغربا أن يرغب الكثيرون في العودة الى عاداتهم الغذائية السابقة غير الصحية والتخلي عن
ممارسة التمارين الرياضية وذلك بعد أن يكونوا قد أمضوا بضعة أسابيع في اتباع حمية من دون أن
تتحول أجسامهم الى قامات رشيقة ودون ظهور أي نحافة على أجسامهم .
الواقع أن المواظبة والصبر يبرزان في مثل هذه الحالات، فعلينا دائما أن نتحلى بالصبر والمثابرة ونقيم
كل الانجازات التي حققناها مهما كانت صغيرة وعلينا أن نتذكر أن المواظبة هي مفتاح النجاح وأن الوصول الى الهدف غير ممكن من دون صبر ومثابرة .
كما يحتاج الواحد منا الى الصبر أيضا عندما يكون في مواجهة الاغراءات فاذا وجدت نفسك مثلا تنظر بشغف
الى الحلويات في المخبز , اسأل نفسك ما هو الأكثر أهمية بالنسبة اليك تلبية الرغبة الانية في تناول الحلوى
أم تحقيق الهدف الأبعد وهو الرشاقة واللياقة والصحة المتألقة ؟ وهنا يمكنك أن تتذكر الاسباب التي تدفعك
شخصيا الى تخفيف وزنك وتحاول أن تتخيل كم ستكون سعيدا عندما تصل أخيرا الى تحقيق هدفك عليك
أن تحافظ دائما على أحلامك وأهدافك واضحة وساطعة , وذكر نفسك باستمرار لماذا تحاول تخفيف وزنك
كذلك وبدلا من النظر الى الطريق الطويل الذي عليك أن تقطعه قبل الوصول الى وزنك المثالي انظر الى
المسافة التي قطعتها منذ أن بدأت في اتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية ولا تنس
أن شعورك بالرضا سيزداد كلما تقدمت الى الأمام أكثر فأكثر في تحقيق هدفك أما بالنسبة الى الحاضر
فلا تغفل عن الفوائد الحالية التي تجنيها فالرياضة تجعلك في صحة أفضل وتزيد من ثقتك بنفسك مثلها
مثل الغذاء الصحي المتوازن السليم لذلك ولمواصلة السير في الطريق الصحيح نحو اللياقة البدنية والرشاقة
والصحة والعافية عليك بالتنظيم والمواظبة والتركيز على الايجابيات