زرقاء اليَمامة
سميت زرقاء اليمامة بهذا الاسم لوجود الزرقة في عينيها، و زرقاء اليمامة شخصية عربية قديمة كانت تعيش في نجد من أهل اليمامة اشتهرت بحدة بصرها، فقيل أنها كانت ترى الشعره البيضاء في اللبن وترى الراكب من مسيرة ثلاثة أيام، ففي احدى المرات أنذرت زرقاء اليمامة قومها بأن الجيوش تختبئ وراء فروع الأشجار وذلك قبل ثلاثة أيام إلا أنهم لم يصدقوها وبعد ثلاثة أيام أتوا الجيوش الغازية وحاربوا قومها.
قصة زرقاء اليمامة
حدثت قصة زرقاء اليمامة في العصر الجاهلي أو ما يقارب القرن العاشر قبل الهجرة، حيث كان يسكن مدينة جو قبيلتان هما طسم وجديس، وقد بدأت قصة زرقاء اليمامة عندما بدأ ملك طسم باذلال أهل قبيلة جديس، حيث بدأت الحروب الطاحنة بين القبيلتين، حيث كان ملك طسم يدخل بالنساء قبل زواجهن، حتى استنجدت امرأة تدعى عفيرة بنت غفار بقومها حتى ثاروا على هذا الظلم.
حيث اتفق القوم أن يحضروا طعاما للملك الظالم فإن حضروا قتلوهم، وبالفعل فقد قتلوا الملك والأتباع وقوم طسم، ليبقى رجل واحد يدعى رباح استنجد بالحسان بن تبع الذي يسكن في نجران، إلا أن رباح تنبه لوجود اليمامة في قبيلة جديس، حيث أخبره بأنها تبصر مسير ثلاثة أيام، فطلب من الجنود حمل أغصان وفروع الأشجار ليختبئوا ورائها، إلا أن اليمامة أبصرتهم وأنذرت قومها بهم، فقالت لهم : إنّها ترى رجلاً معه شجرة يسير بها، ومعه كتف يتعرقها أو نعل يخصفها، فكذّبها قومها ولم يصدقوها، حتى جاء جيش حسان بن تبع فغزاهم وقتلهم ودمر بيوتهم وقصورهم، ومن ثم قام حسان بزرقاء اليمامة وأمر بفقأ عينيها فرأى فيهما عروقاً سوداء اللون.
ليسأل حسان بن تبع زرقاء اليمامة عن سر العروق السوداء التي ظهرت في عينيها، فأجابته بأنها الأثمد وهو حجر أسود يتكحل به، ثم قام بقتلها وسماها بجو اليمامة، وقد تم تداول هذه القصة في الكثير من الكتب التاريخية، إلا أن هناك الكثير من الروايات الأخرى التي وردت في بعض المراجع، ويجدر الاشارة الى أن شخصيات هذه القصة لم ترد في كتب الأنساب حيث قال ابن حزم أنّ كتب الأنساب لا تذكر أسماء أبناء أوائل القبائل ممّن انقطع نسلهم، فهي لا تذكر إلّا من أنسل من العرب أمّا من انقرض وانقطع نسله فلا تذكره إلّا إذا كان من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام.
زرقاء اليمامة في الكتب
في كتاب العقد الفريد
وقُتلت الزَّرقاء. قال: فَقوَّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد من كثرة ما كانت تَكْتحل به».
من كتاب آثار البلاد وأخبار العباد
فليس ما قد أرى مل أمر يحتقر
إني أرى شجراً من خلفها بشـرٌ
لأمرٍ اجتمع الأقوام والشّـجـر
فلما دهمهم حسان قال لها: ماذا رأيت ؟ قالت: الشجر خلفها بشر ! فأمر بقلع عينيها وصلبها على باب جو، وكانت المدينة قبل هذا تسمى جواً، فسماها تبع اليمامة وقال:
وسمّيت جوّاً باليمـامة بـعـدمـا
تركت عيوناً بالـيمـامة هـمّـلا».
معارضة وتشكيك في قصة زرقاء اليمامة
يقول الكثير من المشككين في قصة زرقاء اليمامة أن هناك الكثير من المبالغات في قصتها، ومن أهم هذه النظريات أنه لا يمكن للعين البشرية أن ترى مسافة تتجاوز خمسين الكيلو متر، وهذا بشرط أن يكون الأفق ممتدا تماما، كأن يكون على قمة جبل، ولم يرو عن زرقاء اليمامة صعودها على الجبال، وحيث أن الأرض كروية وليست مسطحة لذا فإن الأفق بعد مسافة تقارب خمسة كيلو متر لا يعود مرئيا.