الفرق بين الغني والفقير
حيث يوجد فرق كبير بين الغني والفقير والغني من وجهة نظر معظم الناس هو كثرة المال، ولكن الغنى بوجه عام هو غني النفس والإرادة والأخلاق الحميدة والصفات الحسن والأعمال الصالحة والعبادات، والفقير من وجهة نظر معظم الناس هو قلة المال والمنازل الضيقة، بل الفقر بوجه عام هو فقر الروح الطيبة وفقر النفس، الذي يؤدي إلي الحزن والتوتر والتمسك بوسوسة الشيطان ومصاحبة الصديق السوء، الذي يوصلك الى طريق الهلاك والمتاعب والدمار.
وحيث أن الله وضح لنا أن الفوز بالدار الآخرة ليست بالمال وإنما بالجمال، والتحلي بالصفات الصالحة والعمل على نشر الخير بين الناس، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”يا أبا ذَرٍّ ! أَتَرَى أنَّ كثرةَ المالِ هو الغِنَى ؟ إنما الغِنَى غِنَى القلبِ ، والفقرُ فقرُ القلبِ ، مَن كان الغِنَى في قلبِه، فلا يَضُرُّه ما لَقِيَ من الدنيا، ومَن كان الفقرُ في قلبِه، فلا يُغْنِيهِ ما أُكْثِرَ له في الدنيا، وإنما يَضُرُّ نَفْسَه شُحُّها”.
وإن الفقر ليس هو من يسبب اليأس عند الإنسان، إنما هي المشاكل والتحديات التي تواجهه في حياته هي من تجعله ياسا من الدنيا وما فيها، وإن الفقر يجلب الأمان والإستقرار والسكينة، وأنهم يعلمون أن الله يراهم ولن يتركهم في معاناتهم، وحيث إنه يولد الضيق والكآبة والحزن والغضب والعصبية والتوتر والإرهاق والتعب، لكنه لا يستطيع إهانة النفوس القوية، ولا الغنا لا يستطيع إعانتهم بالمال والسلطة.
كيفية مساعدة الفقراء
ولذلك يجب علينا مساعدة الفقراء في إنشاء الجمعيات الخيرية التي تقوم على تلبية حاجاتهم، وتوفير متطلباتهم وأن الإنسان المسلم يعلم دور هذه الجمعيات، وهي تقدم خدماتها عن طريق الكسوة والطعام والمسكن وتعليم الأطفال، بالإضافة إلي إقامة مائدة الرحمن في شهر رمضان، وأن لها ثواب عظيم وأجر كبير عند الله، ومساعدته على توفير فرص عمل لهم، لكي تضمن لهم حياة سعيدة، وتوفير دخل مناسب لهم ونكون قضينا على الفقر في مجتمعنا، وأصبح مجتمعا مليئا بالخير والمودة والسعادة والبهجة.
قال الله تعالى:”وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ”.