أذكار الاستفتاح
أنها أذكار الاستفتاح وأدعية الاستفتاح مهمة جداً حيث قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه بعد تكبير الصلاة أو بعد تكبيرة الإحرام يسكت لحظات قليلة، فسأله بعض الصحابة أن هذا السكوت بين التكبير والقراءة، ماذا نقول فيه، فبين لهم الرسول أنه يقوم بذكر الأذكار والأدعية
الخاصة بذلك، حيث يجب على المسلم الدعاء بأن يباعد الله بينه وبين خطاياه، كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن يدعو بتنقية الله له من الخطايا، مثلما ينقى الثوب ذو اللون الأبيض من الأوساخ، كما يدعو الله أن يغسله من الخطايا بالماء والثلج والبرد، وهناك أيضا أن الرسول صلى
الله عليه وسلم إذا ذكر ذلك في حديث نبوي شريف له، أنه إذا قام إلى الصلاة قال بعض أذكار الاستفتاح التي سوف نذكرها مفصلة.
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بقول أذكار الإستفتاح
كما أنه ذكر أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستفتح صلاته بالدعاء، وتسبيح الله، وبحمده، وتوحيده، وكذلك الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن همزات، ونفخته، كما أن هناك كثير من الأحاديث التي ذكرت الأذكار التي يتم قولها وذلك بعد تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة الفاتحة، ويجب على المسلم ألا ينسى تلك الأذكار، وإنما يجب أن يرددها، لأن فيها الخير الكثير، حيث أن الله سبحانه وتعالى يجازى بها العبد بالخير، كما أنها يكون جزاؤها الحسنات، والبركة من الله سبحانه وتعالى، وجميع هذه الاذكار تقال بعد تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة الفاتحة، ويمكن قول دعاء واحد منها، أو ذكر واحد منها فقط، ولا يتم قولها جميعا، وذلك لقصر مدة السكوت بين تكبيرة الإحرام، وبين بداية قراءة الفاتحة.
أذكار الاستفتاح من السنة النبوية
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ
هُنَيَّةً، قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ،
مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،
اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ”. (رواه البخاري ومسلم) - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى
الصَّلَاةِ، قَالَ: ” وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ،
إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي، لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي،
وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ
الأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ،
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ، وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ” (رواه مسلم). - عن أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا
استفتحَ الصَّلاةَ قالَ: “سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جَدُّكَ ولا إلَهَ غيرَكَ”
(رواه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه الألباني). - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا قامَ
إلى الصَّلاةِ باللَّيلِ كبَّرَ ثمَّ يقولُ: “سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ وتبارَكَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلَهَ غيرُكَ ثمَّ يقولُ اللَّهُ أكبرُ كبيراً ثمَّ يقولُ أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، مِن
همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ ” (رواه الترمذي وصححه الألباني). - من أذكار الاستفتاح أيضاً أنه وفي رواية أخرى: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: ” كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، ثَلَاثًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ، ثُمَّ يَقْرَأُ “(رواه أبو داود وصححه الألباني). - عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا، جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ:
“الْحَمْدُ لِلَّهِ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ، قَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ، فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا، فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهَا. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا” (رواه مسلم). - عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ” بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ “، قَالَ رَجُلٌ مِنِ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ” عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ “، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ، مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ ذَلِكَ ” (رواه مسلم).
- عن أَبُي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ، إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ ” اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ” (رواه مسلم).