انتبه أيها الرجل عندما تَغضب الأنثى

انتبه أيها الرجل عندما تَغضب الأنثى

غضب الأنثى

يخاف بعض الرجال من غضب النساء، بسبب نتائج غير متوقعة من قبلهنّ ، إلا أنّ منح الأنثى فسحةً لتعبر عن غضبها يزيد من تقرب الرجل إليها بجميع الأحوال، وإجمالاً قد تُخفي المرأة وراء طبيعتها الأنثوية غضباً جامحاً، قد تصبّه في أيّ لحظة على رأس الرجل، دون وعي أو تفكير لما تقول، أو تتكلم، أو تفعل، بالأحرى مجرد تفريغ لطاقة الغضب دون إدراك الطريقة، والوسيلة، والأسلوب، ووفقاً لمقال نشرته “نيويورك تايمز” كُتب فيه بأنّ أغلب الرجال يعانون من مشكلة الغضب مع النساء، في حين يشعر الرجال أثناء لحظات غضب المرأة بعدم الارتياح أبداً، وخاصةً إذا رافق غضبهنّ نوعاً من الهجوم، والتهديد.

رأي الطب النفسي

بيّن أحد ألأطباء النفسيين بأنّ النساء اللواتي يشعرنّ بالغضب أثناء دخولهنّ نوبة الغضب قد لا يبكينّ، ببساطة لأنّ الدموع تعرقل نوبة الغضب، وغالباً ما تأتي الدموع بعد انتهائها؛ لما تجهله كثيراتٍ من النساء عن مدى غضبهنّ، وعدم إدراكه، ووعيه تماماً، ويبين الطب النفسي جانباً آخراً من غضب المرأة يخافه الرجال هو حدوث عددٍ من الديناميّات الإشكالية أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وينبع الخوف من عدم إرضاء الطرف الآخر وتقبله بشكلٍ تام، وهنا يُعبر الرجال بأنّهم قد يتبعوا  بعض المقولات الشائعة أو المشهورة  “كالزوجة السعيدة” و”الحياة السعيدة” و”إذا لم تكن الزوجة سعيدة فلن يشعر أيّ أحد بالسعادة” ، وهذه وفق شرح الطب النفسي مقولاتٍ تبين مدى خوف بعض الرجال وتجنّبهم غضب المرأة بجميع الحالات، محاولين توجيه حياتهم وفق أسسٍ وقواعدٍ صحيحة وسليمة.

الغضب شرارة لا يمكن تجاهلها

وضحت “هارييت ليرنر” أخصائية العلاج النفسي في “مؤسسة مينينجر”بعض الضغوطات والصعوبات التي تتعرض لها النساء أثناء التعبير عن غضبهنّ، وأوضحت بأنّ المرأة عندما تغضب تُعطيك إشارةً أساسية أيُّها الرجل لا يمكنك تجاهلها أبداً، وغالباً ما تعبّر عن مشاعر الغضب والإحباط عندما تسير الأمور بشكل غير صحيحٍ وسويّ، وتُوضح بالرغم من إنزعاج الرجال من غضب النساء، إلا أنّ تعبير المرأة عن مشاعر الغضب يمنحها التقدير لذاتها، وقد دعمت قولها بأنّ النساء المسالمات واللواتي يخضعنّ للانسجام الفطري الطبيعي بجميع الأحوال والظروف يُفسرن الغضب بأنّه ظاهرة غير طبيعية، والحقيقة تقول أنّه أينما وُجد أشخاص فالصراع لا بدّ قائم في فترةٍ ما، هي مسيرة الحياة السليمة التي لا نقاش فيها، وما سكوت المرأة وسلامها الدائم إلا تهديداً دائماً للعلاقة الصحيحة، نحن هنا لا نشير إلا الغضب المزمن المتفشّي بكل يومٍ وساعة، بالطبع لا، إنّما المرأة بطبيعتها أنثى تغضب، وتفرح، وتحزن، ومن كامل حقها التعبير عن غضبها، ومن حقها تقبُّل الرجل غضبها، وتفهُّمها، ومحاولة احتوائها لتهدأ ثورة الغضب، وتكشف لك عن الجمال الداخلي الذي يحتلُّها.

هل يفقد الغضب الأنثى جمالها

تُعبر “هارييت” بأنّ الرجال ينظرون للمرأة الغاضبة نظرةً مشبوهة، فهي باعتقادهم تُطفئ كلّ شيءٍ جميل لديهم أثناء غضبها، وتتجرد من أنوثتها، وينظرون لها بأنّها أم غير صالحة ،إضافة إلى أنهنّ يفتقدنّ الجاذبية تماماً، بالرغم من أنّ أغلب الرجال أثناء غضبهم يقاتلون، ويضحون، وربما يموتون من أجل معتقداتهم التي يؤمنون بها، ولا مجال لتغييرها، وكيف يلجأ للتغيير وهو الذي يرى نفسه البطل دوما!!!

طرق الأنثى بالتعبير عن الغضب

يلجأنّ النساء إلى أساليبٍ غير مباشرة للتعبير عن مشاعر الغضب لديهنّ، كاتباع السلوك العدواني، أو قد يلجأنّ إلى التعبير الخفي الذي يُبدي بظاهرة تعبيراً لطيفاً، ويُخفي ورائه ثورةً عارمة من الغضب، وغالباً ما يلجأنّ إلى أساليب القنص الساخر، والتزام الصمت، إضافة إلى السخرية، والاستهزاء، واتباع الجرائم المخفية وراء الكواليس وهنا نقصد “أعمال التخريب”، وهنا نُحذرك أيّها الرجل في حال لمست أيّ من هذه الأساليب من شريكتك، فما أُخفي أعظم، ببساطة امنح لها فرصة لأنّ تغضب، اعترف بأنّ لها حدوداً وحقوقاً، وأنّك تعترف بها، فإذا قاومت غضبها سببت لها مزيداً من الاكتئاب والحزن.

إقرا أيضا :  أنواع الشخصيّات

لحظة تأمل

بالرغم من وجود الكثير من الأسباب الحياتيّة اليوميّة التي تُسبب الغضب للمرأة، إلا أنّها جميعها يمكن رميها بعرض الحائض دون اهتمام، فقد ينتهي الغضب عند انتهاء المُسبب، إلا أنّه في حال غضب الأنثى منك تحديداً أيُّها الرجل، فهي حتماً تحاول جذب انتباهك ، لفت انتباهك بطريقتها، أو ربّما تريد منحك إشارة لأمورٍ أنتَ تتجاهلها، لا بد من وقفة مع النفس لتسأل نفسك هل أفهمها؟، هل أحتويها؟، هل أعرف كيف تفكر؟، هل أحترم وقتها وأمنحها العطاء من نفسي وروحي؟، هل أهتم لتفاصيل حياتها اليومية؟، أم تحول الحديث بينكما لأحاديث عامة لا تتعدى أخبار الطقس!!، هل أستمع لاحتياجاتها،  أنصحك أيّها الرجل بوقفة تأمل فالأنثى تحتاج للمسة يدٍ حنونة لتُغرقك عاطفةً حتى الاختناق، ولا ننصحكَ بتجاهلها فربما تُخفي بمكنون نفسها قنبلةً موقوتة وستنفجر بك يوماً ما.

قائمة المصادر والمراجع:

psychologytoday

psychologytoday

/sharonspano/