السيدة صفية بنت عبد المطلب

السيدة صفية بنت عبد المطلب

صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، التي قدمت أنموذج فريد للأم والزوجة، فكانت صفية بنت عبد المطلب إمرأة بألف رجل، سطر لها التاريخ مواقف في الجهاد قد يعجز عنها الرجال.

صفية بنت عبد المطلب الوالدة

صفية رضي الله عنها الأم التي توفى عنها زوجها وترك لها طفلا صغير السن لتقوم رضي الله عنها بدور الأم والأب فتخرج للأمة بطل هو أول من سل سيفا في سبيل الله هو الزبير بن العوام رضي الله عنه. فإذا وصف الزبير بن عوام بنعوت العظمة فمن أعظم الأسباب أن أنشأته هذه الأم، يحمل التاريخ رسالة تربوية  فكتبتها صفية رضي الله عنها لتقرأها كل أم تريد أن تصنع رجلا.

ربت الأم ولدها على الرجولة والخشونة والفروسية، فقد جعلت لعبه ومرحه فى بري السهام، والرمي وكان لهوه على ظهر فرسه، عودته الأقدام والإقبال على الخطر بشجاعة وتعقل، فإن حجم عاقبة وضربته، فلما رأي أحد أعمامه عقابها للزبير لامها قائلا إن هذا ليس بضرب الأم فارتجزت قائلة

من قال قد أبغضته فقد كذب 

 وإنما أضربه لكي يلبي

ويهزم الجيش ويأتي بالسلب

فقد وضعت لولدها هذا هدفا ربته عليه ودأبت حتى لبنة في بناء صرح الأمة الشامخ.

 لم تكن حياة هذه الأم مشرقة ولكن كان مليئة بالمشاق فقد واجهت ما واجهه المسلمون السابقون الأوائل الذين استجابوا لدعوة الحق من أذى واستضعاف فتحملت في سبيل الحق.

ولما أذن الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بالهجرة إلى المدينة، يستطيع المؤمنون الموحدون إقامة دينهم، هاجرت رضي الله عنها تاركة وراء ظهرها بيتها وعشيرتها، في سبيل ربها.

إقرا أيضا :  من هو الإمام مالك بن انس
السيدة صفية بنت عبد المطلب
السيدة صفية بنت عبد المطلب

جهاد صفية بنت عبد المطلب

ولم تنقطع سيرة هذه البطلة حتى بعد كبر سنها وضعف عظمها ولكن حملت بين جنباتها همة كالجبال، فقد وقفت موقف شجاعة وإقدام في ساحة الضرب والقتال، وهي من النساء المسلمات اللواتي نصرن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فها هي المرأة الصلبة تخرج رضي الله عنها مع المجاهدين في أحد تسقي الصحابة رضي الله عنهم وتصلح الأقواس وتبري سهام الرماة، فلما عظم الخطب واشتد على المسلمين الموقف بعد ما انكشف ظهورهم مخالفة الرماة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، أسرعت صفية رضي الله عنها مقبلة غير مدبرة يذب عن رسول الله أذى المشركين وتضرب برمح حملته هامات المشركين وهي تصرخ في الرجال قائلة: “ويحكم انهزمتم عن رسول الله”.

إقرا أيضا :  معلومات عن أبو الوفاء البوزجاني

وفاة أخاها

فلما رآها النبي أشار أن يضعها من التقدم لئلا ترى أخيها حمزة مقتولا فقد كان رضي الله عنهما من شهداء أحد، فأبت المرأة عليه وقالت قد بلغني مصرعي أخي والخشبة في الله.

ولما رأت أخيها قد مثل به فقطعت أنفه واذنيه وبقرت بطنه واخرج كبده، فضربت مثلا في الاحتساب والصبر على المصائب فاستغفرت ربها وقالت والله لأصبرن ولاحتسبن  إن شاء الله.

وكانت صفية بنت عبد المطلب، خير مثال المرأة المسلمة فقد كانت صاحبة القضية، فقد كانت الأم، فقد كانت المجاهدة، فقد كانت الصابرة  المحتسبة، ليت النساء تقتدي بصفية.

المصادر والمراجع