الصلاة عمود الإسلام و أهم أركانه و أعظمها بعد الشهادتين، و الزكاة أختها و قرينته، فأمرها عظيم و تأثيرها في القلوب عظيم، و من أقامها نهته عن الفحشاء والمنكر.
الزكاة في الإسلام
- الزكاة تعتبر ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة الثابتة في كتاب الله تعالى و سنة نبيِّه و إجماع علماء المسلمين، و قد جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا
اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، و إقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ” - معنى الزكاة لغة : مشتَّق من التنمية و التزكية و الزيادات، وذلك لأنَّها اتباع لأوامر الله
تعالى فهي تزيد بالإنفاق و تحمي المال الذي تخرجُ منه و تحفظه بحفظ الله تعالى، فقد
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “ما نقصَ مالٌ من صدقة “. - تختلف الزكاة عن بقيَّة الضرائب و الجبايات الماليَّة أنَّها التزام بأوامر الله تعالى مرتبطة
بذلك بأسمى آيات الإيمان و الاحتساب عند الله تعالى، و هي تؤخذُ من الناس الأغنياء أصحاب المال و تعطى للفقراء من المسلمين، فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه
قال في الزكاة في الإسلام:”تؤخذُ من أغنيائهم و ترد على فقرائهم” . - الزكاة فريضة عظيمة و ركن من أركان الاسلام الخمسة و الثابتة و ينبغي على المسلمين
الالتزام بالزكاة اتباعًا لأوامر الله تعالى و لمنافعها و فضائلها الكثيرة التي تعود على
المجتمع
الاسلامي .
فضل الزَكاة
- طريق لتطهير أموال المسلمين و نفوسهم، قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .
- الزكاة تبعث في نفوس المسلمين الشعور بالأخوة، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} . - تعتبر حصن لأموال المسلمين، لأنها تحمي الأموال من الآفات و الخسائر كما وعد الله تعالى
و تحفظها من النقصان، فقد ورد أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “حَصِّنوا أموالَكم
بالزكاةِ، ودَاوُوا مرضاكم بالصدقةِ، واستقبِلوا أمواجَ البلاءِ بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ” . - تعد سبب لدخول المسلم الجنة، فقد ورد عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ أعرابيًّا أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: دلَّني على عمل إذا عملته دخلتُ الجنة، قال: “تعبد
الله و لا تُشْرِك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتُؤدِّي الزكاة المَفْرُوضة، وتَصُوم رمضان”، قال: والذي نفسي بِيَده، لا أزيد على هذا، فلمَّا وَلَّى، قال: “مَن سَرَّه أنْ ينظرَ إلى رجلٍ
من أهل الجنة، فَلْيَنْظُر إلى هذا” . - الله سبحانه و تعالى وعد الذين يؤدون الزكاة في أموالهم بالفوز و النعيم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُون} .
المصادر و المراجع