الصحة

استعراض أنواع سرطان الثدي والتأثير الذي يترتب عليها

أنواع سرطان الثدي: ما الذي يعنيه النوع الذي لديك - Mayo Clinic
Source: assets.mayoclinic.org

مقدمة عن سرطان الثدي

سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء. تعتقد العديد من النساء أن جميع سرطانات الثدي متشابهة، لكن هذا غير صحيح. هناك أنواع مختلفة من سرطان الثدي، وكل نوع يختلف في تركيبه وسلوكه وطرق علاجه. لذلك من المهم التعرف على نوع سرطان الثدي الذي تم تشخيصه لضمان العلاج المناسب.

أهمية معرفة نوع السرطان

معرفة نوع سرطان الثدي توفر للطبيب معلومات قيمة حول كيفية تطور السرطان واستجابته للعلاج. تساعد هذه المعلومات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الخيارات العلاجية المتاحة. بعض الأنواع، مثل السرطان القنوي، قد تبقى محصورة داخل القنوات دون أن تنتشر، بينما قد تنتشر أنواع أخرى. التعامل مع كل نوع بشكل مختلف يتطلب فهماً عميقاً للسلوكيات الحيوية للسرطان وكيف يمكن العلاج أن يكون أكثر فعالية.

كيف يتم تشخيص سرطان الثدي

يتضمن تشخيص سرطان الثدي عدة خطوات. أولاً، يتم إجراء فحص سريري والتقاط التاريخ الطبي للمريضة. إذا وُجد أي شيء غير طبيعي، يتم طلب إجراء صورة شعاعية (ماموجرام). في حال وجود دليل على الورم، يتم إرسال المريضة لإجراء خزعة. يتم تحليل عينة الأنسجة في المختبر لفهم نوع السرطان. يمكن أن تكون النتائج كافية أيضاً لتحديد معامل النمو، مما يحدد ما إذا كانت الخلايا السرطانية حساسة للهرمونات كالإستروجين أو البروجستيرون.

بعد الحصول على النتائج، يقيم الأطباء المعلومات المستخلصة من الفحص الشعاعي وعينة الخزعة. هذا يسمح لهم بفهم مدى انتشار السرطان، ومدى درجة الاختلاف بين الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية، والميزات الجينية الخاصة بالورم. بناءً على ذلك، يقوم الأطباء بتحديد البروتوكول العلاجي الأنسب للمريضة. هذا التشخيص الدقيق يساعد أيضاً في تقدير فرص الشفاء من السرطان ويعطي الفرصة لاختيار علاج مستهدف، مما يزيد من فعالية العلاج.

أنواع سرطان الثدي الشائعة

السرطان القنوي

السرطان القنوي يُعتبر الأكثر شيوعًا بين أنواع سرطان الثدي. يظهر هذا النوع من السرطان في جدار قنوات الحليب، التي تُنقل الحليب من الفصوص إلى الحلمة. يمكن أن يبقى السرطان القنوي ضمن القنوات، مما يُعرف باسم “السرطان القنوي الموضعى”، أو قد يُظهر علامات تعتبر جائرة عندما ينتشر إلى الأنسجة المحيطة. يتراوح علاج هذا النوع من السرطان من الجراحة إلى العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، اعتمادًا على مرحلة المرض ومدى انتشاره.

السرطان الفصي

السرطان الفصي يبدأ في الفصوص المسؤولة عن إنتاج الحليب. يُعرف أيضًا باسم “سرطان الفصي الجراحي” عندما ينتشر من الفصوص إلى الأنسجة الأخرى في الثدي. يُعد هذا النوع من السرطان أقل شيوعًا من السرطان القنوي، ولكنه يظل خطيرًا. يشمل العلاج كلاً من الجراحة والعلاج الهرموني، مما قد يساعد في تقليل فرص الانتكاس. تركز العلاجات أيضًا على تصنيف أورام السرطان الفصي ومن ثم تحديد أفضل الطرق لمواجهتها.

إقرا أيضا :  اعراض مرض التهاب المسالك البولية

الخصائص المورفولوجية للخلايا السرطانية

أشكال خلايا السرطان تحت المجهر

تظهر خلايا سرطان الثدي تحت المجهر بأشكال فريدة ومختلفة. يختلف شكل هذه الخلايا اعتمادًا على نوع السرطان، حيث يمكن تصنيفها إلى أنواع فرعية مثل السرطان الأنبوبي، والموسيني، والنخاعي، والحليمي. تعطي هذه التفاصيل للطبيب دلائل حول توقعات سير المرض وكيف ستستجيب هذه الخلايا للعلاج. مما يساعد الأطباء على فهم سلوك السرطان، حيث تعكس الأشكال المورفولوجية تكيف الخلايا السرطانية مع ظروف البيئة المحيطة بها.

تقييم درجة السرطان

تُعتبر درجة السرطان مقياسًا هامًا يتيح للأطباء تقييم مدى اختلاف الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية. يُقسّم سرطان الثدي إلى ثلاث درجات، حيث تعكس الدرجة الأولى الأقل اختلافًا والأقل شدة، في حين أن الدرجة الثالثة تكون الأكثر اختلافًا بين الخلايا. تعتبر الخلايا في الدرجة الثالثة أكثر نشاطًا وغالبًا ما تكون أكثر عنفوانية في نمّوها، مما يتطلب تركيزًا خاصًا في استراتيجيات العلاج. إذ يمكن أن تساعد معرفة درجة السرطان في توجيه الطاقم الطبي نحو الخيارات العلاجية المناسبة، سواء من خلال العلاج الكيميائي، أو العلاج الهرموني أو غيرها من أنماط العلاج المختلفة.

كلما كان تقييم درجة السرطان أكثر دقة، كان بمقدور الأطباء تقديم العلاجات الأكثر فعالية التي تتناسب مع حالة المريضة. تساهم هذه الفحوصات في تشكيل خطة علاجية مخصصة، تأخذ في الاعتبار خصائص الورم الفردية ومدى انتشاره.

حساسية السرطان للهرمونات

مستقبلات الإستروجين والبروجستيرون

تُعتبر بعض أنواع سرطان الثدي حساسة للهرمونات الأنثوية، مثل الإستروجين والبروجستيرون. هذا يعني أن خلايا سرطان الثدي تحتوي على مستقبلات لهذه الهرمونات، مما يجعلها تلعب دورًا مهمًا في نمو هذه الخلايا. عندما تتاح هذه الهرمونات، يمكن أن تبدأ الخلايا السرطانية في الانقسام والنمو بشكل أسرع. توجد ثلاثة تصنيفات رئيسية بناءً على حالة مستقبلات الهرمونات: الأول هو “مستقبل الإستروجين الإيجابي”، حيث تمتلك الخلايا السرطانية مستقبلات للإستروجين مما يسمح لها بالنمو من خلال الاستفادة من هذا الهرمون. الثاني هو “مستقبل البروجستيرون الإيجابي”، وهذا يعني أن الخلايا تحت تأثير هرمون البروجستيرون، مما يساهم أيضًا في زيادة نمو الورم. أما التصنيف الثالث فهو “مستقبل الهرمون السلبي”، وهذا يشير إلى عدم وجود أي مستقبلات هرمونية على الخلايا السرطانية، مما يجعلها أقل اعتمادًا على الهرمونات في نموها.

تأثير الهرمونات على خيارات العلاج

إن معرفة ما إذا كان سرطان الثدي حساسًا للهرمونات يُعد أمرًا مهمًا في تحديد خيارات العلاج. في حالة السرطانات الإيجابية لمستقبلات الإستروجين أو البروجستيرون، يمكن أن تستخدم العلاجات التي تستهدف هذه المستقبلات للحد من نمو الورم. على سبيل المثال، يمكن استخدام أدوية مثل تاموكسيفين أو مثبطات الأروماتاز، والتي تهدف إلى تقليل مستويات الإستروجين في الجسم أو منع إستغلال الخلايا السرطانية لهذا الهرمون. على الجانب الآخر، فإن السرطانات السلبية لمستقبلات الهرمونات قد تحتاج إلى استراتيجيات علاجية بديلة، مثل العلاج الكيميائي أو العلاجات المستهدفة. فبالإضافة إلى الاستراتيجيات الهرمونية، يتعين على الأطباء تحليل خصائص الورم الأخرى، مثل التركيب الجيني والكيميائي، لتحديد النهج العلاجي الأكثر فعالية. تساهم هذه المعلومات في تحسين نتائج العلاج وتخفيف الآثار الجانبية المحتملة.

إقرا أيضا :  أسباب الإنسداد الرئوي المزمن

التركيب الجيني للخلايا السرطانية

دور الحمض النووي في تحديد نوع السرطان

يفهم الأطباء في الوقت الحالي أن التغييرات في التركيب الجيني للخلايا السرطانية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد نوع السرطان الذي قد يتعاملون معه. يتضمن ذلك فحص الحمض النووي للخلايا السرطانية لرصد الطفرات أو التغييرات الجينية التي قد تشير إلى خصائص معينة للسرطان. هذه المعلومات يمكن أن تساعد في تحديد كيفية استجابة الورم للعلاج وكيفية تقدمه. بعض التغيرات الجينية قد ترتبط بأنواع معينة من سرطان الثدي، مما يوفر معلومات هامة للأطباء للتخطيط لاستراتيجيات العلاج المناسبة. على سبيل المثال، قد تعطي بعض الطفرات في جينات معينة علامات حول شدة السرطان ومدى سرعته في الانتشار، مما يعكس الحاجة إلى علاجات أكثر شدة أو متخصصة.

استخدام الاختبارات الجينية في العلاج

تستخدم الاختبارات الجينية بشكل متزايد في تحديد خيارات العلاج. يتيح فحص الجينات للأطباء التعرف على الأورام التي قد تستفيد من علاجات محددة، مثل الأدوية المثبطة للنمو. على سبيل المثال، إذا تم تحديد أن خلايا السرطان تحتوي على نسخ متعددة من جين مستقبِل عامل نمو البشرة البشري 2، يمكن استخدام أدوية علاجية تستهدف هذا البروتين للحد من نمو الورم. هذا النوع من العلاج المستهدف يمكّن الأطباء من توجيه العلاجات بدقة أكبر، مما يزيد فرص نجاح العلاج ويقلل من الآثار الجانبية المحتملة. يُعتبر الفهم الكامل للتكوين الجيني للورم خطوة محورية في الوضع الحالي لتكييف علاجات سرطان الثدي. يجب أن يتساءل المرضى عن الفوائد المحتملة لهذه الاختبارات الجينية مع أطبائهم للتأكد من أن معرفتهم بالتكوين الجيني يمكن أن تؤثر على مسار علاجهم.

تصنيفات سرطان الثدي

المجموعة 1 (لومينال أ)

المجموعة 1، وتعرف أيضًا بلومينال أ، تتضمن الأورام التي تكون إيجابية لمستقبلات الإستروجين ومستقبلات البروجستيرون، بينما تكون سلبية لبروتين مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2. تستخدم هذه الأورام الهرمونات للنمو، مما يجعلها تستفيد بشكل كبير من العلاج الهرموني. تعتبر هذه الأورام عمومًا أقل عدوانية مقارنة بأنواع أخرى، ولها إمكانية أكبر للاستجابة للعلاجات المختلفة، بما في ذلك العلاج الكيميائي. يوفر هذا النوع من السرطان أملًا أكبر في الشفاء والتعافي، حيث يتوافر العديد من خيارات العلاج التي تستهدف الهرمونات لوقف نمو الخلايا السرطانية. غالبًا ما يُشجع الأطباء المرضى على الخضوع لاختبارات إضافية لتقييم مسار العلاج الأكثر فعالية لحالتهم، حيث أن الاستجابة للعلاج قد تختلف من شخص لآخر.

المجموعة 4 (أورام شبيهة بالقاعدية)

أما المجموعة 4، المعروفة باسم الأورام الشبيهة بالقاعدية، فتشمل سرطان الثدي الثلاثي السلبي. يكون هذا النوع سلبياً لمستقبل الإستروجين، وسلبياً لمستقبل البروجستيرون، وسلبياً لبروتين مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2، مما يجعله أحد أكثر الأنواع عدوانية. هذا النوع من السرطان لا يعتمد على الهرمونات للنمو، مما يعني أن خيارات العلاج القائمة على الهرمونات لن تكون فعالة. بدلاً من ذلك، يعتمد العلاج المستخدم في هذه الحالة بشكل كبير على العلاج الكيميائي، حيث يهدف لمكافحة الخلايا السرطانية السريعة النمو. يُعتبر هذا النوع من السرطان أكثر صعوبة في العلاج، حيث يواجه الأطباء تحديًا في إيجاد استراتيجيات فعالة للحد من انتشاره. بسبب هذه الخصائص، يقوم الأطباء بمراقبة حالات سرطان الثدي الشبيهة بالقاعدية عن كثب لتقديم الرعاية المناسبة والعلاجات الاستباقية للمريض. تتطلب الاستراتيجيات العلاجية تكامل المعلومات الجينية والكيميائية والدراسات البحثية لفهم ديناميكيات هذا النوع وتحسين النتائج.

إقرا أيضا :  أسباب الكسور العظمية وأنواعها

خيارات العلاج المتاحة

العلاجات الهرمونية

تُعتبر العلاجات الهرمونية من الخيارات المتاحة لعلاج بعض أنواع سرطان الثدي، خصوصًا تلك التي تحتوي على مستقبلات الهرمونات. هذه العلاجات تستهدف خلايا السرطان التي تعتمد على الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون للنمو. تقوم الأدوية المُضادة للإستروجين، مثل تاموكسيفين، بحظر تأثيرات الإستروجين على خلايا السرطان، مما يعيق نموها. يُساعد العلاج الهرموني أيضًا في تقليل خطر عودة السرطان بعد العلاج. يُنصح الأطباء ببدء هذه العلاجات بعد تقييم حالة المريض إذا كانت الخلايا السرطانية إيجابية لمستقبلات الهرمونات. تعتمد نجاح هذه العلاجات على مدى استجابة الخلايا السرطانية للعلاج، ويتطلب الأمر متابعة دقيقة من قبل الفريق الطبي للتأكد من فعالية العلاج وتوازن الآثار الجانبية المحتملة.

العلاج الكيميائي والعلاج المستهدف

في المجمل، يتم حمل علاج سرطان الثدي بشكل أكبر مع استخدام العلاج الكيميائي والعلاج المستهدف. يُستخدم العلاج الكيميائي في حالة سرطان الثدي العدواني، بما في ذلك الأورام الشبيهة بالقاعدية، حيث يستهدف الخلايا السرطانية السريعة النمو. يُمكن للمرضى تلقي العلاج الكيميائي قبل أو بعد العملية الجراحية، ويعتمد هذا على نوع وحجم السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم العلاج المستهدف، مثل الأدوية التي تعطل بروتين مستقبل عامل نمو البشرة البشري 2، للحد من نمو الخلايا السرطانية الإيجابية لهذا البروتين. يُعطي العلاج المستهدف الأطباء أداة قوية لمحاربة الأورام، حيث يستهدف الخصائص الجينية الفريدة لسرطان الثدي.

تقوم الرعاية الطبية بتخصيص هذه الخطة العلاجية استنادًا إلى نوع السرطان والتكوين الجيني وخصائص الورم. تعتبر المراقبة المستمرة جزءًا أساسيًا من العلاج لضمان عدم عودة السرطان ولتحديد أي تغيرات في حالة المريض. يُشدد الأطباء على أهمية التواصل الفعّال بين المرضى وأطبائهم لضمان فهم الخيارات المتاحة وتوقعات العلاج، مما يسهل رحلة العلاج وتحقيق نتائج مرضية.

الخاتمة والتشجيع على الفحص المبكر

أهمية التوعية والكشف المبكر

تعد التوعية بسرطان الثدي أمرًا حيويًا، حيث يمكن أن يسهم الكشف المبكر في تحقيق نتائج أفضل للمرضى. من خلال الفحوصات الدورية، يمكن اكتشاف الأورام في مراحلها الأولى، مما يتيح للأطباء تقديم العلاجات المناسبة بشكل أسرع. يسهم الفحص الذاتي والتقنيات المتقدمة مثل الماموجرام في تقليل مخاطر تعرض النساء لتطورات أكثر خطورة من المرض. توفير المعلومات عن الأعراض والعوامل المهيئة يعد جزءًا لا يتجزأ من الحملات التوعوية التي تُنفذ على مستوى المجتمع، مما يساعد في تحفيز الأفراد على اتخاذ خطوة نحو الرعاية الصحية. من المهم أن تكون النساء على علم بتغيرات أجسادهن وأن يتواصلن مع الفرق الطبية عند ملاحظة أي أعراض غير معتادة. هذه الثقافة تعزز من إمكانية البقاء على قيد الحياة وتحسين الرعاية المقدمة للمرضى.

تعزيز الدعم الصحي للمرضى

تعتبر بيئة الدعم الصحي عنصرًا أساسيًا لنجاح العلاج وإدارة سرطان الثدي. ينقسم هذا الدعم إلى عدة جوانب، بدءًا من الدعم النفسي الذي يمكن أن يُقدَّم من قبل المعالجين النفسيين والمجموعات المنظَمة من الناجيات من السرطان، وصولًا إلى المساندة الطبية والتغذوية. توفر بعض المؤسسات الصحية برامج دعم مخصصة تُركز على احتياجات المرضى طوال فترة العلاج، مما يساعدهم في التعامل مع الآثار الجانبية للعلاج. هذا النوع من الدعم يساهم في تحسين جودة الحياة خلال فترة العلاج وزيادة الشعور بالأمل والثقة في الشفاء. من المهم أن يكون هناك تواصل بين المرضى والطواقم الطبية لضمان وجود خطة علاج شاملة تتناول جميع جوانب حياة المريض، بما فيها الصحية والنفسية والاجتماعية. ستحقق هذه الاستراتيجيات المتكاملة نتائج أفضل في مكافحة مرض سرطان الثدي، وتعزز من قدرة الأفراد على مواجهة التحديات المحتملة.

السابق
8 علامات لأعراض سرطان الثدي | دليل الصحة
التالي
كيفية الكشف المبكر عن سرطان الثدي