من هو الحلاج
الحلاج ، هو أبو المغيث الحسين بن منصور، الشاعر و المتصوف الفارسي، المتصل بالصوفية،و المتبع لنهجها
و الذي تم إعدامه بعد نسب التهم الدينية و السياسية له، و يعود الحلاج في أصله إلى مدينة
البيضاء، و التي يتشارك فيها بنسبه مع المفسر الشهير البيضاوي، و قد ولد الحلّاج في منتصف القرن
الثالث للهجرة، في العراق، و قد نشأ فيها، و توفي الحلّاج مقتولا في العام ال 309 للهجرة، و عرف عنه
اتباعه مذاهب الصوفية و هو في عمر صغير جدا، لم يتجاوز السادسة عشر ربيعا، كما و قد تلقى تعليمه
على أيدي مشايخهم من مثل الجنيد، و سهل التستري، و مع بروزه و بروز براعته و حكمته، أصبح له
العديد من المؤيدين و الذين أرادو أن يتتلمذوا على يده، و قد كان يصفهم ب “أصحابي و خلّاني”.
حياته الشخصية
كان الحلاج قد تزوج من ابنة احد تلامذة المتصوف الجنيد البغدادي، و هو الشهير و ذات الصيت الذائع، و
هو أبي يعقوب الأقطع البصري، و قد أنجب منها أربعة من الأبناء الذكور، و ابنة أنثى وحيدة، و كان هذا هو
زواجه الوحيد، و من حيث دينه و ديانته، فقد ولد و عاش و توفي على الدين الإسلامي.
معلومات عامة و حقائق عن الحلاج
- كان الحلاج قد كتب العديد من القصائد الشعرية، و التي غلب على اغلبها طابع التصوف أو العشق
الإلهي، كما و تشارك في بعض السمات و الصفات التي تتميز بها لغة اللاحقين عند المتصوفة، مثل
ابن الفارض، و الجيلاني، و التي تتمثل أهمها في رقة التعبير، و ذكر الآلام و تمجيدها و حصرها في
سبل العشق الإلهي، و هو العشق الكبير عند المتصوفة، و تجلت و تمحورت أشعاره جميعها حول
الفلسفة الوجودية، و التي تقوم على مبدأ أن الله موجود في كل مكان و زمان. - أحدث الحلاج مبدأ جديدا و هاما عند المتصوفة، و الذي يقوم بشكل أساسي على إحقاق الحق، و
ابتعد في تفسيره عن التصوف عن جعله أحد طرق الوصل الفردية و التي ينحصر فيها المعنى بما
يربط بين العبد و خالقه فقط، و كان قد أوضح النظرة الشاملة حول التصوف و المتصوفة، بوصفه جهاد
ضد الظلم، و الطغيان في النفس و المجتمع.