جدول المحتويات
الحصول على المعرفة
في هذا المقال سوف نوضح طرق الحصول على المعرفة في عملية البحث العلمي ، وطرق الوصول إلى الحقائق وطرق التوصل اليها وتتبع محاولات الإنسان في الوصول الى المعرفة الصحيحة
تمكن الإنسان بما يملكه من طاقات ذهنية وإمكانات عقلية من تحقيق العطور على كافة الصعد والمجالات ، وذلك بفضل محاولاته المتكررة للبحث عما يجري حوله من ظواهر وتفسيرها محاولة الوصول إلى عناصرها وما تؤثر به وما تتأثر به من ظواهر أخرى مرتبطة بها ، وذلك لأجل التحكم في مجرياتها واستخدامها لمنفعته .
وإذا تتبعنا محاولات الإنسان في الحصول على المعرفة فإننا نجد أن الحضارات القديمة لدى المصريين القدماء والصينيين والهنود واليونانيين والبابليين وغيرهم قد أعطت مدلولات كبيرة عن الإنجازات المتطورة التي توصل إليها هؤلاء وعن سلسلة محاولات الوصول إلى الأسلوب العلمي في البحث فالمصريون القدماء نبغوا في الهندسة والري والبناء والتخطيط والفكر اليوناني وصل الذروة في الفلسفة والمنطق والعلوم التأملية وحضارة بين الرافدين بلغت شأوا بعيدة في السدود والري وفنون العمارة ، وأما حضارات المايا والأنكا في أمريكا الجنوبية فقد برزت في أمور البناء وما الأهرامات الصغيرة المشابهة الأهرام مصر والموجودة في أمريكا الجنوبية ، إلا شاهد على ما وصلت إليه تلك الحضارات .
دور المسلمين في بحوث الحصول على المعرفة
وقد حمل المسلمين شعلة الحضارة الفكرية للإنسان فترة من الزمن ، حيث اهتم العلماء المسلمون بالملاحظة والتجربة بالإضافة إلى التأمل العقلي في الحصول على المعرفة واستخدموا الأدوات العلمية والأساليب الكمية ، وبذلك فقد في الرياضيات والفلك والهندسة والطب والفلسفة والكيمياء وغير ذلك من العلوم ، وبالتالي فقد أسهم المسلمون بشكل كبير في إرساء قواعد المنهج العلمي وخاصة في الاستقراء ، حيث اعتمد علماء النهضة فيأوروبا بعد ذلك على ما وصلت إليه الحضارة العربية الإسلامية من رقی وتقدم في كافة نواحي العلوم أما في العصر الحديث فقد كان أول من بحث في أسس الفكر العلمي فرانسيس بيكون الذي ألف كتابا في قواعد المنهج التجربي وخطواته ، حيث لخص تلك الخطوات في جمع الحقائق وتصنيفها
ومقارنتها مع الحقائق الأخرى ، ثم التوصل إلى نتائج محددة واختبار صلاحية هذه النتائج .
1. الحصول على المعرفة من خلال الصدفة
كثيرا ما كانت الصدفة تلعب دورا هاما في الحصول على المعرفة وأبرز مثال على ذلك هو مسألة اكتشاف نيوتن للجاذبية من خلال رؤيته للتفاحة وهي تسقط عن الشجرة .
2. الحصول على المعرفة من خلال الخبرة
المقصود بالخبرة هنا هو ما يحصله الإنسان من معارف نتيجة مرور الحدث أكثر من مرة ، فقد كان الإنسان يتذكر مواعيد نضج الفاكهة مثلا ، فعرف بأن البرتقال يكون في الشتاء والتين والعنب يكون موعد نضجه الصيف.
3. الحصول على المعرفة من خلال التجربة والخطأ
استخدم الإنسان قديما ويستخدم في العصر الحالي كذلك أسلوب التجربة والخطأ للحصول على المعرفة واكتشاف أمور جديدة، إن أي نوع جديد من الدواء لا بد وأن يمر بتجارب على الحيوان ثم تجارب سريرية وميدانية وبعد ذلك يمكن أن تتم إجازته ،وكذلك فإن الكثير من النظريات العلمية تم اكتشافها والوصول إليها بعد تجارب استمرت لعدة سنوات .
4. الحصول على المعرفة من خلال التفكير الاستنباطي والتفكير الاستقرائي
- التفكير الاستنباطي
استخدم الإنسان منهج التفكير الاستنباطي Deductive thinking للتحقق من صدق المعرفة الجديدة بقياسها على معرفة أخرى سابقة من خلال افتراض صحة المعرفة السابقة وإيجاد صلة علاقة بينها وبين المعرفة الجديدة ، فالمعرفة السابقة تسمى مقدمة والمعرفة اللاحقة تسمى نتيجة والاستنباط عبارة عن قضايا تضم مقدمات ونتيجة كانت موجودة لكنها غير مكتشفة ، ثم اكتشفت بعد ذلك وبالتالي فالاستنباط يتعلق بالانتقال من الكل إلى الجزء في الحصول على المعرفة .
- التفكير الاستقرائي
أما منهج التفكير الاستقرائي Inductive thinking فهو المنهج الذي يستخدمه الإنسان التحقق من طرق المعرفة الجزئية ، بالاعتماد على الملاحظة والتجربة الحسية ونتيجة لتكرار حصول الإنسان على نفس النتائج فإنه يعمد إلى تكوين تعمیرات ونتائج عامة وإذا استطاع الإنسان أن يحصر كل الحالات الفردية في فئة معنية ، ويتحقق من صحتها بالخبرة المباشرة ، عن طريق الحواس ، فإنه يكون قد قام بعملية استقراء تام وحصل على معرفة يقينة يستطيع تعميمها دون شك . إلا أن الإنسان في العادة لا يستطيع ذلك بل يكتفي بملاحظة عدد من الحالات على شكل عينة ممثلة ويستخلص منها نتيجة عامة ، يفترض انطباقها على بقية الحالات المشابهة وهذا هو الاستقراء الناقص ، الذي يؤدي إلى الحصول على معرفة احتمالية يقبل بها الباحث على أنها تقريب للواقع . فالاستقراء إذن عبارة عن دراسة حالات فردية للتوصل إلى حكم عام المفردات الموضوع وبالتالي فهو الانتقال من الجزء إلى الكل في الحصول على المعرفة .
5. الحُصول على المعرفة التفكير العلمي في البحث
إن الأسلوب العلمي في البحث هو أسلوب يستخدمه الباحث من أجل الوصول إلى نتائج يمكن التأكد من صحتها ودفتها لأنه يسير ضمن خطة محددة سواء في تحديد مشكلة البحث
أم في وضع الفرضيات المناسبة لها وتجميع المعلومات ذات العلاقة وتحليلها واستخلاص النتائج منها ، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لها ، وتبعا لذلك فإن
الباحث من خلال استخدامه الأسلوب العلمي في البحث يستطيع إيجاد العلاقة التي تربط الظواهر بعضها ببعض ومن ثم التوصل إلى تعميم حولها والتنبؤ بها في محاولة لضبطها والسيطرة عليها وتعتبر هذه من أهم الأهداف التي يسعى العلم إلى تحقيقها في الحصول على المعرفة .
إن القيام بهذه المهمة يتطلب من الباحث ومساعديه بذل جهد كبير في تقصي المعلومات والحقائق والتأكد منها ضمن إطار منظم ينسق هذه المعلومات حتى يمكن الوثوق بنتائجها ، كما أن هذه النتائج يجب أن تكون ذات فائدة عامة وليست مقصورة على الباحث فقط ، حتى يمكن نشرها وتعميمها والاستفادة منها بشكل واسع إن التقيد بذلك يستدعي الالتزام
بالأسلوب العلمي في البحث والذي يعتبر طريقة منظمة نستطيع التأكد بواسطتها من ظواهر معنية وتفسيرها من خلال اختبارها لمعرفة مدى إمكانية تعميمها وفي هذه الحالة ، فإن هذا التعميم قد يقود إلى ظهور نظرية تعتبر من أهداف البحوث العلمية في الحصول على المعرفة .