الفرق بين العلم والمعرفة

الفرق بين العلم والمعرفة

العلم والمعرفة

هل سألت نفسك يوما ما هو الفرق بين العلم والمعرفة ،إن مفهوم المعرفة ليس مرادفا لمفهوم العلم ، فالمعرفة تتضمن معارف علمية وأخرى غير علمية . فكل علم معرفة إلا أنه ليس بالضرورة أن كل معرفة علما لقد كان هناك عدة تعاريف للعلم ولكن ليس هناك تعريف واحد شامل کامل مانع للعلم فقد عرف عبد الحليم سيد وآخرون ، العلم بأنه سلسلة مترابطة من المفاهيم والقوانين والإطارات النظرية التي نشأت نتيجة للتجريب أو المشاهدات المنتظمة وعرف محمد زيان عمر 3، العلم بأنه المعرفة المصنفة التي تنسق في نظام من الأفكار له مفاهيم وله مفاهيمه الخاصة .

الفرق بين العلم والمعرفة من خلال تفسير الظواهر

فالعلم إذن عبارة عن جهود إنسانية منظمة تتضمن فهم الظواهر التي تجري حولنا وتفسيرها على أساس من العلاقات التبادلية بينها وبين الظواهر الأخرى إن العلم يعتمد على حقائق معنية يمكن التأكد منها بالتجربة والمشاهدة وليس على سلطة ومكانة الفرد في المجتمع ، ويمكن بالتالي لأفراد مختلفين في أماكن وأوقات مختلفة وباستخدام نفس الطريقة الوصول إلى نفس النتائج .

الفرق بين العلم والمعرفة في وضع الفرضية

ويتطلب العلم تبعا لذلك المشاهدة ، ومن ثم التوصل إلى نتائج تؤيد أو ترفض الفرضية ، وتؤدي هذه المشاهدات التي يتم اتباعها بالفرضيات واختبارها إلى التوصل إلى نظريات تفسر حدوث الظواهر التي تمت دراستها ، ويتم عادة الأخذ بتفسير نظرية ما إلى أن تصبح متناقضة مع المشاهدات والتجارب وعندما تتراكم هذه التناقضات تبرز الحاجة إلى تفسير جديد
ونظرية جديدة لتحل محل النظرية القديمة و إحلال أخرى جديدة بدلا منها تكون أكثر توافقا وانسجاما مع الواقع وهكذا تستمر عملية التقدم ونمو المعرفة العلمية  أما المعرفة وهي المفهوم الأوسع فأنها تعني العلم ونواحي أخرى فهي تشمل الحقائق والآراء والمعتقدات التي يصل إليها الإنسان في محاولة منه الفهم الظواهر التي تحيط به .

ويقف وراء كل معرفة ميل طبيعي في الإنسان إلى الاستطلاع ، وإلى فهم ما حوله ، وفهم نفسه ، وطبيعته البشرية ، وهذا ما يشير إليه بعض المحدثين بحاجة الإنسان الطبيعية إلى تنظيم وفهم نفسه في إطار ذي معنی وهي حاجة تتمثل في سعي الإنسان للحصول على صورة واضحة منظمة ومفهومة عن نفسه وعن العلم من حوله تصبح الإطار المرجعي لسلوكه وفي هذا يوجه الفرد نشاطه العقلي وعملياته الإدراكية إلى المحافظة على اتساقه واستقرار هذا الإطار المرجعي لأن ذلك يمكن الفرد من التوقع.

 

وإمكانية التوقع تحدد مدى كفاية سلوكه فيما يواجهه من مواقف ، فإذا عرفنا أن غاية أي علم هي القدرة على التوقع لتبين لنا أن هذه الحاجة ركيزة وجدانية هامة وراء سعي الإنسان إلى المعرفة

تصنف مصادر المعرفة

  1. المعرفة الحسية : وهي المعرفة التي تعتمد على الحواس والخبرة الذاتية أو الصدفة وهذا النوع من المعرفة هو أدنى مراتب المعرفة ، وإذا تعتمد أصلا على الحواس والخبرة اليومية التي لا ترقى إلى مستوى التحقق والصدق العلمي وقد وصل الإنسان القديم إلى معارفه عن طريق المحاولة والخطأ أو الصدفة وكان إذا واجه ظاهرة يصعب عليه فهمها أو معرفتها ينسبها إلى قوى غيبية ومما لا شك فيه إن ذلك أوقعه – في كثير من الحالات – في أخطاء جسيمة كانت حجر عثرة في تحقيق التقدم الاجتماعي .وبالرغم من تصور مثل هذا النوع من المعرفة فإنها تعتبر الأساس الأول لأي معرفة عملية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن هذه المعرفة التي اكتسبها الإنسان عن طريق خبرته اليومية تشكل ما يسمى بالآراء المشتركة بين أفرد مجتمع معين وهذه الآراء تأتي بداهة ، وبعضها يأتي نتيجة لتجارب فجة ، أو عن طريق المحاولة والخطأ وكلها خطوات مبدئية لا توصل إلى حقيقة قاطعة بالبراهين والأدلة الناتجة عن دراسة دقيقة .
  2. المعرفة الفلسفية أو الاستنباطية تعتمد في عمومها على التأمل والقياس المنطقي في تفسير الظواهر المختلفة وقد اهتم الإنسان منذ بدء الحضارة بأن يفهم الطبيعة البشرية ، وعلاقة الإنسان بالبيئة ، وخواص هذه البيئة وظواهرها. وقد ظهرت نظم فلسفية متكاملة على أيدي فلاسفة اليونان القدامى ، وهؤلاء الفلاسفة لم يقتصروا على محاولات تفسيره الطبيعة أو فهم الإنسان ولكنهم حاولوا أيضا تنظيم وسيلتهم في المعرفة فوضعوا أسس المنطق بأشكاله المختلفة وبدأ اختبار المعارف المتعددة على أساس ما تتمتع به من صدق المنطق وصحة القياس .
  3. المعرفة العلمية أرقی درجات المعرفة وأدقها ، فهي تأتي نتيجة تخطيط فكري منظم بعيد عن الوجدان الشخصي ، وهي لا تخضع لمجرد إدراکات حسية وخبرة يومية ، كما أنها لا تخضع لتأمل أو قياس يعتمد على مسلمات أو مقدمات ربما كانت في أصلها آراء شخصية غير محققة كتسبت صفة المسلمة من توارث الأجيال لها دون مناقشتها .
إقرا أيضا :  طريقة تخزين الملوخية

المعرفة العلمية – الفرق بين العلم والمعرفة

والمعرفة العلمية تقف وراء كل تقدم حضاري لأن الإنسان حسن استطاع أن يصل إلى مستوى مرتفع من التنظيم الفكري والنضج العقلي أمكنه التحكم في بيئة وإخضاعها له . وبذلك فتح لنفسه آفاقا جديدة زادت من معدل سرعة التقدم العلمي والتكنولوجي الذي غير وجه الحضارة الإنسانية.

إقرا أيضا :  رياضة الغوص فوائده وأدواته

وتعتمد المعرفة العلمية أساسا على الاستقراء ذلك أن النتائج التي يصل إليها الإنسان عن طريق الاستنباط والقياس المنطقي لا تصدق إلا إذا قامت على مقدمات صادقة وعليه ابتكر العقل الإنساني التفكير الاستقرائي اليكمل به التفكير الاستنباطي في البحث عن المعرفة ويعتمد الاستقراء على جمع الأدلة التي تساعد على إصدار تعمیرات محتملة الصدق وفيه يبدأ الباحث بملاحظة الجزئيات ، ومن ثم يصدر نتیجة عامة عن الفئة التي تنتمي إليها الجزئيات .

المصادر والمراجع