البرزخ
تبدأ حياة البرزخ عندما يموت الانسان فتنتقل روحه الى حياة البرزخ، فالبرزخ مرحلة تبدأ عند موت الانسان وتنهي عندما يقوم يوم القيامة، وتعد حياة البرزخ من الغيبيات التي لا يعرف طبيعتها الا الله عز وجل، فهي المرحلة الأولى ليوم القيامة وأحد الأسرار التي لا يمكن للعقل البشري استيعابها.
كيف يعيش الميت حياة البرزخ
ظهرت الخلافات بين علماء الفقه حول حياة الميت، ويرجع الخلاف بينهم في الطبيعة الغامضة التي لا يعرف عنها الكثير، إلا أن هناك العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين طبيعة عن البرزج.
مرحلة سؤال الملكين
عند خروج روح الانسان من جسده ويوضع في القبر فإنه يدخل للبرزخ، وأول ما ينتظره هناك الملكين الذين يسألانه الأسئلة التي تحدد له مكانه في النعيم أو الجحيم، فيسألانه عن الله عز وجل، والنبي محمد عليه الصلاة والسلام ثم عن دينه، فمن كان مؤمنا بالله وسوله، فإنه يرد بلسان ثابت، حيث قال الله عز وجل : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ).
أما من كان كافر أو غير ملتزم بالاسلام فإنه سيكون عاجزا عن الاجابة، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية ومنها حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسولَ اللهِ -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (إنّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبرِه، وتولى عنه أصحابَه، وإنه ليسمعُ قَرْعَ نعالِهم، أتاه ملكانِ، فَيُقعَدانِه فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ، لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فأما المؤمنُ فيقولُ: أشهدُ أنه عبدُ اللهِ ورسولُه، فَيُقالُ له: انظرْ إلى مقعدِكَ من النارِ، قد أبدلك اللهُ به مقعدًا من الجنةِ، فيراهما جميعًا. قال قَتادَةُ وذكر لنا: أنه يُفْسحُ في قبرِه، ثم رجع إلى حديثِ أنسٍ، قال: وأما المنافقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ؟ فيقولُ: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناسُ، فَيُقالُ: لا دَريتَ ولا تَليتَ، ويُضْرَبُ بِمَطارِقَ من حديدٍ ضربةً، فيصيحُ صيحةً، يَسمعُها من يليِه غيرَ الثقلين).
مرحلة النعيم أو الجحيم
بناءا على ما يرد على لسان الميت يحدد موقعه في النعيم أو الجحيم، فاذا رأى مقعده في الجنة تمنى قيام الساعة بسرعة ليتنعم بالجنة، أما الكافر فيسأل الله أن تطول حياة البرزخ وذلك عندما يرى مقعده من النار، حيث قال الله عز وجل : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا).
اختلاف الفقهاء في حياة البرزخ
- يرى الإمام الغزاليّ وابن هُبيرة أنّ الجنة والجحيم في البرزخ يقع على الروح فقط، فلا يشعر الجسد ولا يتأثر بذلك الجحيم أو النعيم إطلاقاً، فلا يكون إلا شعورا باللذة أو العذاب.
- ذهب علماء أهل السنّة والجماعة إلى أنّ الجحيم والنعيم في حياة البرزخ يقع على الجسد والروح، فتتألم الروح منه ويتأثر الجسد بالعذاب، أو يتأثر الجسد بالنعيم وتسعد الروح به.
- ذهب الإمام النّووي وهو أحد علماء الشافعية أنّ النّعيم والجحيم في البرزخ يكون للجسد بعد أن تعود إليه الروح.
- يرى الإمام الطبري أنّ الجحيم والنعيم في حياة البرزخ يكون على الجسد فقط، فحسب رأيه أن الميت لا تُردّ إليه الروح، فيتأثر جسد الميت بعذاب القبر ونعيمه، ويشعر به كما لو كان حياً، دون أن تُردَّ روحه إليه.
حياة البرزخ في القرآن الكريم والسنة النبوية
- قال الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100].
- قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران:169-170]
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قبر الميت أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما: فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله).