الحسين بن منصور الحلاج هو شاعر متصوف من بلاد فارس، ولد عام 858 في العراق، نال شهرة واسعة وكان لديه محبين كثر، واتصل بالصوفية ولبس حرفتهم، وتتلمذ على يد أعلامهم، ولم ترض فلسفته التي عبر عنها بالممارسة الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، حيث رأى أن كتابات الحَلاج تتعارض مع الدين الإسلامي والتعاليم الإسلامية، فرفع أمر الحَلاج الى القضاء وطالب محاكمته أمام الناس والفقهاء، وقُتل الحَلاج مصلوبا بباب خراسان المطل على دجلة تنفيذا لأمر الخليفة في القرن الرابع الهجري.
حياة الحلاج ووفاته
- تعلم في بداية حياته النحو والقرآن الكريم على أيدي الحنابلة، إلا أنه وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره ترك البيئة المحافظة.
- ذهب الى مدينة “تستر” في خوزستان، وتعرف هناك على صديقه المقرب “سهل التستري”.
- كان سهل باحثا في علوم القرآن كما كان متصوفا ودرس على طريقة مخالفة للطريقة التقليدية المتبعة في ” واسط”.
- في ذلك الوقت تعلّم الحلاج على يدي سهل لمدة عامين ثم افترقا لأسباب مجهولة.
- اعتنق الحَلاج التصوف عندما انتقل الى البصرة، حيث أصبح يقلد المتصوفين في اللباس والتقاليد وقد تم تبنيه في أوساط الصوفيين.
- تزوج الحَلاج من ابنة أبي يعقوب الأقطع البصري الذي كان من عائلة الكتاب الإيرانيين من الاحواز، ورزق بأربعة أبناء وأبنة واحدة.
- وما أثر على حياة الحلاج انه كان يرى التصوف جهادا متواصلا للنفس وذلك بالابتعاد عن متع الدنيا، والبقاء بالجوع ودون نوم.
- كان يظهر للغوغاء متلونا لا يثبت على حال، اذ يروه تارة بزي الفقراء وتارة أخرى بزي الأغنياء وتارة بزي الأجناد والعمال.
- التصوف كان بمفهومه هو الجهاد في سبيل احقاق الحق، وطوّر النظرة العامة للتصوف فجعله جهادا ضد الظلم والطغيان.
- كثرت الأقاويل عن الحَلاج واتهمه البعض بالزندقة والالحاد.
- وصلت هذه الوشوشات الى المقتدر العباسي وبناء على ذلك ألقي القبض عليه وأجمع علماء عصره على قتله.
- تم تنفيذ قتله في يوم الثلاثاء من شهر ذي الحجة عام 309، حيث تم تعذيبه وضربه ثم قتل وأحرقت جثته وألقي رمادها في نهر دجلة.
مؤلفاته
كان الحَلاج لا يعد نفسه من الشعراء، ومع ذلك أبدع في دواوينه، حيث كانت تضم أشعار ومناجيات وأخبار، وخلّف الحلاج العديد من الكتب وذكر له حوالي ستة وأربعين كتابا.
أشهر أقواله
- حجبهم بالاسم فعاشوا، ولو أبرز لهم علوم القدرة لطاشوا، ولو كشف لهم عن الحقيقة لماتوا.
- الحلم جنين الواقع
- تركتُ للناس دنياهم و دينهـم شغلاً بحبـّك يا ديني و دنياي
- أرجو لنفسي براءً من محبتكم .. إذا تبرأتُ من سمعي ومن بصري
- ألقاه في اليم مكتوفا وقال له : إياك إياك أن تبتل بالماء
- أصلبوني سأموت شهيداً وتعيشون مجاهدين.
- شغلتَ جوارحي عن كل شُغلٍ .. فكلّي فيك مشغولٌ بكلّي.
- الناس موتى وأهل الحب أحياء.
المصادر والمراجع