يعد مذنب هالي أحد أهم المذنبات وأشهرها في العالم، حيث يمر لمرة واحدة في دورة هابل حول الشمس كل خمسة أو ستة وسبعين سنة من الأرض.
سبب التسمية
أكتشف مذنب هالي على يد العالم الفلكي الإنجليزي إدموند هالي وسمي باسمه، حيث أنه قام بالكثير من البحث والتفكر في المدونات التاريخية حول المذنبات القديمة عندما رأى هذا المذنب.
وقد وجد أن هناك ثلاثة مذنبات مرت بالقرب من الأرض وذلك في الأعوام 1531 و 1607 و 1682، ولكن تبين أن هذه المذنبات ظهورات لمذنب واحد وهو مذنب هالي الذي يمر من الأرض كل عام 76 أو 75 سنة تقريبا.
وقد توقع العالم الفلكي ظهورة مرة أخرى في عام 1758م، ليظهر مرة أخرى في تلك السنة.
مذنب هالي والتاريخ
أقرت وكالة الفضاء الأوروبية أن اول من لاحظ هذا المذنب هم علماء الفلك في الصين وذلك في سنة 239 قبل الميلاد، وقد بينت ورقة بحثية تعود للبابليين موجودة في المتحف البريطاني ظهور المذنب في العامي 164 و 87 قبل الميلاد، وهذا ما أكد فكرة ان المذنب يدور في مدارات النظام الشمسي.
عدت المذنبات في التاريخ القديم كإشارة على مصيبة أو كارثة طبيعية أو بشرة خير لمن رآها، ومن هذه الاشارات ما يلي:
- اعتبر وليام الفاتح رؤية مذنب هالي كبشرة خير لنجاحه في غزو بريطانيا في عام 1066م، حيث رسم المذنب على منسوجة بايو تكريما لوليام والتي احتوت على أحداث الغزو
- اعتبر الرسام الإيطالي جيوتو رؤية المذنب بمثابة إلهام له، فرسم لوحته الشهيرة نجمة بيت لحم
- اعتبرت رؤية المذنب نذير شؤم للكثير من الحضارات القديمة التي كانت تمارس الكثير من الطقوس
وأهمها قرع الطبول ليمر بسلام عليهم دون إحداث أي كوارث - كتب شكسبير في مسرحيته يوليوس قيصر عبارة شهيرة عن المذنبات حيث قال: (عندما يموت المتسولون لا ترى المذنبات، ولكن تتوهج السماوات لموت الأمراء)
مذنب هالي واكتشافه
نشر العالم الفلكي نيكولاس كوبرنيكوس دراساته التي تحدث فيها عن مركز الكون ألا وهو الشمس
والنظام الشمسي الذي تدور فيه الكواكب والأجرام السماوية حول الشمس، إلا أنه وجد الكثير من
المعارضين المتشددين الذين آمنوا بفكرة مركزية الأرض الى أن تمكن من إجراء العمليات الحسابية
الدقيقة التي أثبتت صحة أقواله في المجتمع الفلكي آنذاك.
المذنب في العالم المعاصر
شهد العالم مرور مذنب هالي في سنة 1986م، وقد قامت الكثير من الدول باطلاق المسبارات الفضائية
لرصده، فقد قام المسباران فيغا 1 و 2 الفرنسي والروسي بالتقاط صور لقلب المذنب ونواته، بالإضافة الى
حصول المسبار جيوتو التابع لوكالة الفضاء الأوروبية والمسبارين ساكيجك وسوسي التابعين لليابان على
الكثير من المعلومات حول المذنب، ويتوقع ظهور المذنب هالي في سنة 2061 م بشكل أقرب من الأرض.
المصادر والمراجع