ما هو سحر الفودو
يعبر لفظ الفودو عن أحد المذاهب الدينية التوقيفية التي تأصلت في غرب افريقيا، والذي سرعان ما انتشر في المناطق المجاورة والمختلفة، حيث يتم استخدام الفودو وممارسته في أجزاء من منطقة الكاريبي في هاييتي و أجزاء من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبر الفودو أحد الأفرع التي تندرج تحت السحر الأسود والذي يقوم أتباعه بغرس الدبابيس في دمى تشكل اعدائهم، وتعريضها للحرق للإلحاق لعنة بهم، ويتمثل عمل الفودو في تسخير الأشباح والجن لخدمتهم، وللتعرف على تاريخ سحر الفودو ومفهومه، تابع هذا المقال.
تاريخ سحر الفودو و انتشاره
يعتقد الباحثون والدراسون بأن الفودو قد وجد في افريقيا منذ نشأة الإنسان، والبعض الآخر يقول بان الفودو يرجع في نشأته الى أكثر من عشرة آلاف عام، ولكن ظهرت بعض النظريات التي ترجع نشأة الفودو الى الاحتلال الأوروبي لإفريقيا والذي بدأ بتجارة الرق والعبيد، حيث قام الأوروبيون بتدمير المعتقدات الدينية للأفارقة وذلك لتفريق جماعاتهم الى أفراد ليسهل التحكم بهم والسيطرة عليهم، وخوف الأفارقة من الموت أو التعذيب منعهم من أن يجتمعوا ويوحدوا ديانتهم وشعائرهم كم كانت، وكلمة فودو في أصلها مشتقة من الكلمة “فودون” والتي تعني الروح، و سرعان ما انتشرت هذه الديانة في الكاريبي وقد وصلت الى اغلب الدول الافريقية، وبسبب تجارة الرق والعبيد وصلت هذه الديانة الى الأمريكيتين واستقرت في هاييتي. وباستقرار ديانة الفودو في هاييتي والكاريبي، بدأت تعرف بانها سحر أسود قادر على الإيذاء، وبدء تدريجيا بالاختفاء من الدول الإفريقية.
عقيدة الفودو
ولا يمكن فهم تاريخ سحر الفودو ومفهومه، إلا باستعراض مضمون عقيدة الفودو ومكنونها، ولذلك فإن عقيدة الفودو هي:
وفقا لمعتقدات الفودو فان الإله يتمثل في أرواح الآباء والأجداد الذين ماتوا، حيث تملك هذه الأرواح القدرة على المحاسبة والعقاب أو حتى المساعدة وفقا ما يتصرف الأبناء، وهذا يعني أن معتقدات الفودو فيها دائرة مقدسة تربط الأموات بالأحياء، وتقوم على أساس إرضاء الأموات وارواحهم.
وفي ديانة الفودو يمثل الإله في صورة أفعوان ضخم وكبير، ووصفها البعض بأنها الأفعى التي تجمع كل من لديهم إيمان، والفودو مثل باقي الأديان يحتوي على الطبقات والمراتب الدينية، والتي تتمثل بالكهنة أصحاب المرتبة العليا، والذين يطلق عليهم ألقاب الأب والأم وهؤلاء الكهنة هم خدمة الإله حيث يقومون بالحساب والعقاب والمكافئة باسمه.
يطلق على إله الفودو الكبر اسم “بون ديو”، ويحيط به آلاف الأرواح التي تسمى باسم “لوا”، وقد تتمثل في أشكال عدة، أهمها: دامبلاه، أجواه، أوجو، لجبا..
سحر الفودو في الدين الإسلامي
عرف الدين الإسلامي الفودو على أنه أحد أشكال السحر والاستعانة بالشياطين، بغية الشر و إلحاق الضرر بالآخرين وقد عده الإسلام شرك أكبر يؤدي لخروج صاحبه من اهل الدين، كما واعتبر الإسلام الفودو أحد الديانات والموروثات
الوثنية التي تعد شركا بالله –عزوجل- ، وكل ما يستعان فيه بالشياطين شرك ومحرم ومحظور، ويعاقب كل من يقوم بالسحر سواء كان سحر الفودو أو أي كان نوعه بالقتل، حيث يتم تطبيق هذه العقوبة في العديد من الدول، أهمها: المملكة العربية السعودية، السودان، الصومال، إيران، أفغانستان سابقا.