أساليب منع الروايات
روايات ممنوعة :تعددت الأساليب التي اتبعتها بعض الدول في التخلص من الكتب أو الروايات التي انحرفت أخلاقيا أو دينيا أو سياسيا، وتعد طريقة حرق الكتب أشهر ما وصل إلينا على مر العصور والأزمنة، فبالرغم من القيمة الثقافية التي حملتها تلك الكتب، الا أن النظام القمعي الذي ساد في الدولة آنذاك قام بإحراقها وتدميرها.
وهناك العديد من الكتاب التي دمرت رواياتهم و أعمالهم الادبية، والتي نعرف بعضهم، بينما لا يزال العدد الاكبر منهم غير معروفا، ويتمثل ذلك في حرقة حرق الكتب النازية، تدمير الإسبان لمخطوطات حضارة المايا، وما قامت به السلطات الصينية ضد الكاتب شين كونغوين، والذي هاجم الشيوعيين والقومين في كتبه ورواياته، من حرق لجميع كتبه الموجودة في الصين.
إضافة إلى تدمير الواح الطباعة الخاصة برواياته، كما قامت الحكومة بمحي اسمه من سجلات الأدب الحديث، ولكن مع التقدم والتطور الذي شهده العالم على دميع المستويات، لم تعد تمارس الدول تصرفات الحرق أو التدمير، بل انها تقوم بمنع وحظر نشر الرواية، وتجرم ذلك ببعض القوانين، وللتعرف على عدة روايات ممنوعة حول العالم، تابع هذا المقال.
روايات ممنوعة من النشر حول العالم
رواية مزرعة الحيوان لمؤلفها جورج أوريول
- جورج أوريول، إضافة إلى كونه روائي بريطاني، فهو صحفي اشتهر بمعارضته للحكم الشمولي، وقد
كتب في النقد الأدبي والشعر والصحافة الجدلية، كما وكان أوريول اشتراكيا ديمقراطيا، وعضوا في
حزب العمال المستقلين لعدد من السنوات، ويعتبر من أشهر نقاد ستالين، والذي تعدى نقده إلى
مرحلة التشكيكي في سياسته وذلك ما ترتب على ما قام به في الحرب الأهلية الإسبانية. - وتعد رواية مزرعة الحيوان رواية ديستوبيا، ظهرت إسقاطا للاحداث التي سبقت عهد ستالين وعهده
قبل الحرب العالمية الثانية، وقد حذفت مقدمة الرواية من جميع الطبعات التي صدرت عنها، كما واعتربت
قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، بأن هذه الرواية قد شكلت نقدا للغتحاد السوفييتي بأكمله، وبالتالي
قد قررت ان الرواية لا يمكن أن تنشر في وقت الحرب، وخاصة لأن الإتحاد السوفييتي كان دولة حليفة. - وقد تم منع تلك الرواية في دول الإتحاد السوفييتي وعدة دول شيوعية، إضافة إلى ان تم منعها في مداري
الإمارات العربية المتحدة وذلك بحجة انها تحتوي على بعض المفاهيم والنصوص والصور التي تخالف القيم
والتعاليم الإسلامية، ولا تزال رواية مزرعة الحيوان محظورة في دول كوبا وكوريا الشمالية حتى الان.
رواية وليمة لأعشاب البحر لمؤلفها حيدر حيدر من روايات ممنوعة
- حيث انه تم اتهام المؤلف السوري حيدر حيدر بالتطاول على اللّه والسخرية من القران الكريم، في ما كتبه في روايته وليمة لأعشاب البحر، وهذا سبب تصنيف الرواية ضمن قائمة روايات ممنوعة حول العالم، حيث تتكون هذه الرواية من أربعة فصول، تتناسب مع فصول السنة الأربع، وترسم الرواية رؤية مركبة للواقع السياسي المتحرك للتيارات، التي ظهرت ونشطت خلال الجزء الثاني من القرن العشرين.
- في الوطن العربي، حيث تدور افكار وأحداث هذه الرواية حول مناضل شيوعي عراقي اسمه “مهدي جواد” والذي هرب من الجزائر عصر انهيار الثورة، وقد أصدر حيدر حيدر الرواية في سوريا في العام 1983م، ولكن الجدل حولها قد اثير بعد 17 عاما من تاريخ النشر، وتمثل ذلك في قيام الأزهر في مصر بمنعها في العام 2000م، مصرحا بانها مسيئة للإسلام.