رضي الله عنه
معاوية بن أبي سفيان هو معاوية بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، وأمّه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، كان معاوية بن سفيان أبيض الرأس واللحية أيضًا وكان يقول عنه عمر بن الخطاب أمير المؤمنين:” قدم علينا معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم”، عرف معاوية بالخلق الحسن والوقار والشهامة والعدل أيضًا بالإضافة إلى أنه كانه من احدى الخلفاء الراشدين.
أهم أعمال معاوية بن أبي سفيان
لمعاوية بن سفيان الكثير من الأعمال المختلفة التي قام بها والتي لها مكانة عظيمة في الإسلام حتى وقتنا الحالي ومن تلك الأعمال هي:
- كان معاوية بن سفيان يقوم بكتابة الرسائل التي كانت توجه للنبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى أنه قام المدائن بذكر:” كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية يكتب للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- فيما بينه وبين العرب”، كما قاله أيضًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” اذهبْ فادْعُ لي معاويةَ، قال: وكان كاتبَه”، وروى المسعودي وقال:” كتب له معاوية قبل وفاته صلّى الله عليه وسلّم بأشهر”.
- كان معاوية بن سفيان من المهاجرين إلى المدينة المنورة وحظى بالجهاد اسفل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى أنه كان برفقة النبي في عزة الطائف وحنين والكثير من الغزوات الأخرى، كما أن أعطى النبي لمعاوية مئة من الإبل وأربعين من أوقية الفضة، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معاوية بن سفيان محل ثقة كبير بالنسبة لأبي بكر الصديق.
- شهد معاوية بن سفيان معركة اليرموك وفتح دمشق وفتح أيضًا العديد من سواحل الشام وفي السنة الخامسة عشر من الهجرة إمرة عمر بن الخطاب بالتوجه إلى القيسارية وفتحها وبالفعل قام معاوية بن سفيان بفتحها ومنهم من المشركين ما يقارب من 100 ألف مشكر وارسل جميع الغنائم إلى أمير المؤمنين.
بقية أعمال معاوية بن أبي سفيان
- أنشأ معاوية بن سفيان أول أسطول بحري إسلامي بعد العديد من المعارك التي خاضها معاوية مع الروم وغيرهم استطاع أن يحصل على فكرة أن جميع الحروب تكون عن طريق البحر وبالتالي المسلمين يحتاجون إلى أسطول بحري من أجل استخدامه في الحروب والفتوحات القادمة.
- قرر معاوية إنشاء أول أسطول بحري لكي يستطيع مهاجمة الأعداء والكفار، قام معاوية بكتابة رسالة إلى عمر بن الخطاب يستشيره في تلك الأمر وكتب له:” يا أمير المؤمنين، إنّ بالشام قرية يسمع أهلُها نباحَ كلاب الروم وصياح ديوكهم، وهم تلقاء ساحل من سواحل حمص، فإن أذنت بركوب البحر”، عندما وصلت تلك الرسالة إلى أمير المؤمنين ذهب إلى عمرو بن العاص وقال له أخبرني عن وصف البحر، قال له عمرو بن العاص:” إني رأيت خلقاً عظيماً يركبه خلق صغير ليس إلّا السماء والماء، إِنْ ركن خرق القلوب، وإن تحرك أزاغ العقول، إن مال غرق، وإن نجا برق”.
- عندما سمع عمر بن الخطاب تلك الوصف قام بإرسال رسالة إلى معاوية يقول فيها:” لا والذي بعث محمداً بالحق، لا أحمل فيه مسلماً أبداً، وتاللهِ لمسلمٌ أحبُّ إليَّ مما حَوَتِ الروم”، وبتلك الطريقة لم يتم إنشاء تلك الأسطول في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ولكن عندما تولى عثمان بن عفان الخلافة كرر معاوية طلب بناء الأسطول مرارا وتكرارا حتى وافق عثمان وهنا استطاع معاوية أن يغزو به جزيرة قبرص.
- تولى معاوية بن سفيان أمور المسلمين بعد علي بن أبي طالب، وتكلف من قبل بولاية الشام من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من قبل الخلافة بسنوات عدة.
وفاة معاوية بن أبي سفيان
- عندما شعر معاوية بن أبي سفيان بالموت واقتراب أجله قام وخطب بالناس خطبة مودع، وأوصى فيها ابنه يزيد بأن يحفظ وصية الله عز وجل بالوالدين وأن يكلف رجلا حسن بتغسيله بعد وفاته، وكان معاوية بن سفيان يحتفظ بثوب من ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصى بأن يقوم بلف جسده أولا بها ومن بعدها الكفن.
- وفي النهاية أوصى بنصف ماله للمسلمين من بعده، ويقال بعد أن جاء أجله اخذ يتقلب على التراب ويقول:” اللهم انك قُلت في كتابك: إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ، اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له”.