نبذة عامة
عاش غير المسلمين تحت راية الدولة الإسلامية دون أن يعترضهم أحد أو يتعرض لعقائدهم وديانتهم، وكان غير المسلمين يجهلون عبارة الإسلام دين أخوة، ولكن بعض الناس يجهلون تلك العبارة وذلك لجهلهم ميزات الدين الإسلامي ، فبعض الأخوة الغير مسلمين يعتنقون فكرة أن المسلمين يبغضونهم ، ولكن هذه الفكرة ليست بالفكرة الصحيحة على الإطلاق ، فالله عز وجل أمرنا نحن المسلمين بدعوة غيرنا إلى الهداية ، وأن تتم الهداية بالترغيب لا بالترهيب ، وفي النهاية فالخيار لهم أن يهتدوا أم لا ، فإذا لم يكن خيارهم الإيمان بالله الواحد فعلينا نحن المسلمين أن نتقبل ونحترم هذا الاختيار ، ومن أكبر الدلائل على هذا بدايات الإسلام عندما كان في أقصى قوته.
غير المسلمين زمن الرسول عليه الصلاة والسلام
أما رسولنا الحبيب ﷺ أهل المدينة المنورة أن يتقبلوا إخوانهم من غير المسلمين ، بالإضافة إلى ذلك فقد كان جار سيدنا محمد ﷺ يهودياً، ومن الادلة الأخرى قول الله سبحانه وتعالى :
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾، فلو دخل الناس في الإسلام بالإكراه خذلوا الإسلام وناصروا أعداء الإسلام في أى فرصة، فقد قال الزحيلي : ” اعتناق الإسلام ينبغي أن يكون عن اقتناع قلبي واختيار حر، لا سلطان فيه للسيف أو الإكراه من أحد، وذلك حتى تظل العقيدة قائمة في القلب على الدوام، فإن فرضت بالارغام والسطوة، سهل زوالها وضاعت الحكمة من قبولها”
واقع غير المسلمين في بلاد المسلمين
عاش غير المسلمين تحت راية الدولة الإسلامية دون أن يعترضهم أحد أو يتعرض لعقائدهم وديانتهم ، ففي الكتاب الذي كتبه سيدنا محمد ﷺ في أول قدومه للمدينة المنورة ذُكر المنهج والدستور في التعامل قائلاً ” ومن تبعنا من يهود فإن له النصرة والأسوة.. لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.. وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم ”
فقد سار الخلفاء الراشدين على نهج سيدنا محمد ﷺ في معاملة غير المسلمين ، فمن أقوال أبي بكر ت لبعض قواده : ” أنتم سوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ” ومن وصايا الخليفة الثاني عمر: ” أوصي بأهل الذمة خيرا أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وألا يكلفوا فوق طاقتهم “، ومن أقوال علي الخليفة الرابع: “من كانت له ذمتنا فدمه كدمنا وديته كديتنا“، ومن المتعارف عليه أن هذا الموقف الذي يتخذه الدين الإسلامي ليس بموقف ضعف ، ولكنه مبدأ الدين الإسلامى منذ البداية.