ما هي مستَويات التّحدث مَع الذات
المستوى الأول من مستويات التحدث مع الذات : وهو ما أطلق عليه الدكتور إبراهيم الفقي “الإرهابى الداخلى”. إن الإرهابى الداخلى هو من أخطر المستويات فى التحدث مع الذات، فهناك احتمالاً كبيراً أن يجعلك ذلك المستوى فاقداً للأمل، ويشعرك دائماً بأنك عديم الكفاءة، ويمنعك من تحقيق أهدافك بوضع الحواجز أمامك فى طريقك للنجاح.
فذلك الإرهابى الداخلى يرسل الإشارات السلبية، وعلى سبيل المثال ما يجعلك تقوله لنفسك: أنا شكلى غير جميل، أنا لا أستطيع التوقف عن تلك العادة لقد حاولت كثيراً ولم أفلح فى كل مرة أعود إليها، أنا خجول، أنا لا أستطيع التحدث أمام الجمهور، أنا ضعيف، أنا لا أستطيع الاستيقاظ مبكراً، أنا ذاكرتي ضعيفة جداً، ليس باستطاعتي أن أقوم بإنقاص وزني ولقد حاولت مراراً ولم أنجح.
إننا نقوم بإرسال العديد والعديد من الرسائل والإشارات السلبية إلى العقل الباطن، ونستمر في ترديدها حتى تُصبح جزءاً لا يتجزأ من معتقداتنا القوية والذى يحدث بعد ذلك هو أنها تؤثر على أحاسيسنا وقراراتنا وبالتالي على تصرفاتنا على ذلك تظهر النتائج التى لم نتمناها.
المستوى الثاني من مستويات التحدث مع الذات
- المستوى الثاني : هو كلمة لكن السلبية
وهذا المستوى أفضل من المستوى السابق فى التحدث إلى الذات، فإننا عندما نرغب فى التغيير في شئ ما نقول أنا أريد أن أتغير ثم يضيف الراغب في التغير كلمة (ولكن)، وللأسف فإن هذه الكلمة تلغى جميع الإشارات الإيجابية التى سبقتها فى الجملة، وعلى سبيل المثال: أنا أريد أن أتوقف عن تلك العادة السيئة ولكنى حاولت كثيراً وفشلت، أنا أريد أن أتقدم فى هذه المادة ولكنى لا أحب من يقوم بتدريسها فى الفصل، أو أنا أريد الإستيقاظ مبكراً ولكنى لا أحب ذلك، وهناك الكثير من الأمثلة التى لا حصر لها فى حياتنا اليومية.فإن كلمة ولكن تجعلك تفكر فى السلبيات فقط، فعلى سبيل المثال إذا قال أحدهم لك إنك ممتاز فى شئٍ ما ثم أكمل وقال ولكن، فما الذي يدور فى رأسك، الذى يدور فى رأسك هو كل السلبيات التي يمكن أن يخبرك بها، لذلك فإن ولكن كما قُلنا تمحو جميع الإيجابية التى سبقتها، والذي يستقر في العقل الباطن هو (أنا لا أستطيع)، فكلمة ولكن نتخذها مبرراً حتى لا ننفذ القرارات التي اتخذناها. فوراء كل كلمة (ولكن) خوف يمنع الشخص من تحقيق هدفه.
المستوى الثالث من مستويات التحدث مع الذات هو التقبل الإيجابي
إن هذا المستوى هو أقوى المستويات فى التحدث مع الذات بمراحل، وهذا لأنه يكون علامة الثقة بالنفس، ومصدراً للقوة، وعلامة على التقدير الشخصى، وعلى سبيل المثال: أنا أستطيع أن أتوقف عن التدخين، أنا قادرٌ على التوقف عن تلك العادة السيئة.
إن تلك الرسائل الإيجابية تجعلك تستكمل خطواتك فى حماس وثقة حتى تحقق ما تبتغى.