اكتئاب الحمل
يُعرف اكتئاب الحمل بأنه نوع من الاضطراب المزاجي الذي قد تصاب به النساء أثناء فترة حملهنّ، ويرافقه الشعور ببعض المشاعر السلبية كالحزن، والإحباط، واليأس، وحب الوحدة، وقد يمتد لفترة ما بعد الولادة لمدة أسابيع وفي بعض الحالات يمتد لمدة أشهر، ويعود سبب حدوثه لتغيرات الجسم الهرمونية التي تحدث في كيمياء الدماغ نتيجة الحمل، إلا أنه يُنصح المرأة الحامل التي قد تتعرض لاكتئاب الحمل بالإدراك والوعي التام، وطلب المشورة الطبية، لتفاديه تماما حتى لا يؤثر سلبا عليها وعلى جنينها.
مؤشرات وأعراض اكتئاب الحمل
تختلف أعراض اكتئاب الحمل نسبيا من امرأة إلى أخرى إلا أن أغلبها يشمل ما يلي:
- الأرق ليلا وصعوبة أخذ قسطا مريحا من النوم، أو العكس تماما والنوم الزائد عن الحد الطبيعي.
- النظرة المأساوية اتجاه الحياة والتي يرافقها الشعور بالحزن، والإحباط، واليأس.
- فقدان الشهية اتجاه تناول الأطعمة المختلفة، أو الشهية الزائدة والإفراط في تناول الأطعمة دون تحديد.
- الإحساس بالخمول، وقلة نشاط الجسم، وانخفاض طاقته.
- الإحساس بالخيبة، أو الفشل، والتقليل من القيمة الذاتية للنفس.
- الإصابة بالتشتت الدائم، وعدم التركيز.
- التململ أثناء القيام بأي مهام يومية .
- التفكير السلبي والذي يشمل الرغبة في الموت، أو الانتحار .
إلا أنه ينبغي التنويه بأن بعض المؤشرات المذكورة أعلاه قد تكون عوارض طبيعية بسبب الحمل وقد تعاني منها جميع النساء دون تحديد كالشعور بالتعب، والتغيرات في بعض الأنماط اليومية كتناول الطعام، والنوم وخاصة خلال الأشهر الثلاث الأولى ، إلا أنه إذا استمرت الأعراض لفترة أطول وامتدت آثارها إلى الحياة اليومية ، لتشكل عائقا عن أدائها فهنا قد تكون المراة الحامل مصابة باكتئاب الحمل، وينصح هنا بطلب المشورة الطبية .
مسببات اكتئاب الحمل
قد يشكل الحمل لدى بعض النساء فرحة غامرة ، في حين قد يسبب لدى أخريات الاكتئاب، فالحمل كفكرة بحد ذاته هو متعب على المرأة بما يتضمنه من اختلافات وتغيرات في الجسم إضافة إلى التعب والإرهاق، إلا أنّه قد تصاب النساء الذين كنّ يعانين سابقا من حالة الاكتئاب قبل الحمل باكتئاب أشد خلال فترة الحمل ، إضافة إلى ذلك قد تسبب بعض العوامل الأخرى مزيداً من الاكتئاب كالتخوف من الناحية المالية لإتمام عملية الحمل والولادة ، أو القلق اتجاه التغيرات الجسدية وقد يمتد ليصبح التأثير نفسيا، أو بسبب المخاوف المترتبة على العلاقة مع شريك الحياة، أو بسبب الغثيان والدوار الصباحي الذي يلازم بعص النساء أثناء حملهنّ، أو بسبب الخوف من الإجهاض، أو بسبب خوض ولادة صعبة سابقة أو إجهاض متكرر، أو بسبب غياب الترابط الأسري بين افراد الأسرة الواحدة، أو لوجود بعض العنف والضغوطات السابقة.
علاج اكتئاب الحمل
يحدد الطبيب العلاج المناسب للمرأة الحامل ويساعدها بالتخلص من اكتئاب الحمل بتلقي العلاج التالي:
تقديم العلاجات النفسة
يقدم الطبيب المختص العلاج السلوكي والنفسي أو السيكولوجي لتوسيع إدراك الأم الحامل بالتعامل مع القضايا المختلفة، والمخاوف، والصعوبات التي تواجهها، وقد ينصح بعض الأطباء بالحصول على استشارة نفسية من قبل طبيب مختص لتخفيف حالات الاكتئاب ولسنح فرصة للأم الحامل تفريغ همومها ومخاوفها.
العلاج الطبي الدوائي
يقدم الطبيب للأم الحامل أدوية طبية مضادة للاكتئاب، إلا أنه ينبغي التحدث مع الطبيب حول الدواء وآمانه على الام الحامل والجنين معا.
نصائح لتخفيف اكتئاب الحمل
- تؤدي بعض النصائح واتباعها إلى تخفيف حالة الاكتئاب لدى الأم الحامل وأهمها:
- التحدث مع شريك الحياة بالمخاوف التي تدور بالذهن ومشاركتها معه لتفهم الأمر .
- تجنب الإجهاد النفسي والجسدي وتخصيص وقت للاسترخاء أو التأمل .
- الاهتمام بالنفس، وممارسة الرياضة الخاصة بالحمل، واتباع نمط حياة صحي، إضافة إلى الخروج للتنزه وقضاء وقت ممتع.
- ممارسة يوغا الحمل ، وتجربتها مع عدد من الأصدقاء ، لما تعود عليه بفوائد على الجسم والنفس معا.
ماذا بعد الولادة
قد لا يستمر الاكتئاب خلال السنة الأولى بعد الوضع ، ويختلف هذا الأمر نسبيا من امرأة لأخرى ، فبعض النساء يعانينّ من الاكتئاب لمدة أسبوع فقط وينتهي الأمر تدريجيا، إلا أنه في حال استمراره لمدة أكثر من شهر يؤدي تلقي العلاج المناسب من مضادات الاكتئاب إلى تحسن الأمر تدريجيا وانتهائه واختفائه تماما.