السهو
تعرف سجدة السهو بأن يأتي المصلي بسجدتين متتاليتين، وتشبه سجدة السهو سجود الصلاة قبل السلام، ويصليها المسلم لجبر الخلل بسبب نسيانه لركن في الصلاة، ويجدر الاشارة الى أن سجود السهو لا يشرع الا في حالات النسيان أو الشك، وليس ترك الانسان لركن أو سنة من الصلاة متعمدا لذلك، حيث لا تقبل صلاته وتعتبر باطلة، وعليه جبرها بصلاتها مرة أخرى.
موضع سجدة السهو
اختلف الفقهاء في موضع سجود السهو ومحله، وذلك ان كان في آخر الصلاة أم بعدها، وفيما يلي بيان آرائهم.
- الشافعية
قال الإمام الشافعيّ -رحمه الله- أنّ سُجود السَّهو يكون قبل السلام من الصلاة، وبعد التشهُّد مهما اختلف سببه، وتلزم نيّةٌ له ومحلها في القلب، لكلٍّ من الإمام والمنفرد على حدٍّ سواءٍ، أمّا المأموم فلا يحتاج إلى النيّة؛ اكتفاءً بنيّة إمامه.
- الحنفية
قال الإمام الحنفي -رحمه الله- أنّ سُجود السَّهو يكون بعد السلام من الصلاة مطلقا، وتلزم نيّةٌ له ومحلها في القلب، وقد اعتبروا سجود السهو صلاةً لا بد أن يكون بها النية قياسا على سجود التلاوة، وسجود الشُّكر.
- المالكية
قال الإمام المالكي -رحمه الله- أنّ سُجود السَّهو يكون قبل السلام من الصلاة مطلقا إن كان سببه النقص، ويكون السجود بعد السلام إن كان بسبب الزيادة، أما النية فلا حاجة لها إن كان سجود السهو قبل السلام؛ إذ تكفي نيّة الصلاة باعتباره جزءاً منها، إما إن كان بعد الصلاة فتجب النية؛ لأنّه خرج عن الصلاة نفسها.
- الحنابلة
قال الإمام الحنبلي -رحمه الله- أنّ سُجود السَّهو يكون قبل السلام من الصلاة مطلقا، إلا في حالتين، نقص ركعة أو أكثر، والشك في شيء من أركان الصلاة، فهنا يجدر على المصلي اتيان سجود السهو بعد السلام.
أسباب سجدة السهو
الشك في الصلاة
- المالكية والشافعية
قال كل من المالكي والشافعي أن من يشك في صلاته كأن لم يعرف إن سجد مرة أو مرتين، فإنه يكمل صلاته ويسجد للسهو، وذلك قياسا عن ما روي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حيث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا سَها أحدُكُم في صلاتِهِ فلم يَدْرِ واحدةً صلَّى أو اثنتَينِ؟ فليبنِ علَى واحِدةٍ فإن لم يَدرِ ثِنتينِ صلَّى أو ثلاثًا فليبنِ علَى ثنتينِ فإن لم يَدرِ ثلاثًا صلَّى أو أربعًا؟ فليَبنِ علَى ثَلاثٍ، وليَسجُدْ سَجدَتينِ قبلَ أن يسلِّمَ).
- الحنفية والحنابلة
قال الحنفية والحنابلة أن من يشك في صلاته كأن لم يعرف إن سجد مرة أو مرتين، فإنه يكمل صلاته ويسجد للسهو بعد السلام، وذلك قياسا عن ما روي عن عبد الله بن مسعود حيث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ).
الزيادة في الصلاة
يجب على المصلي السجود للسهو إن زاد في أركان الصلاة غير متعمد؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صَلَّيْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَإِمَّا زَادَ، أوْ نَقَصَ، قالَ إبْرَاهِيمُ: وايْمُ اللهِ ما جَاءَ ذَاكَ إلَّا مِن قِبَلِي، قالَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أحَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ؟ فَقالَ: لا قالَ فَقُلْنَا له الذي صَنَعَ، فَقالَ: إذَا زَادَ الرَّجُلُ، أوْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قالَ: ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ) أخرجه مسلم.
النقص في الصلاة
عند ترك أي من أركان الصلاة أو واجباته، فإنه يجب على المصلي اتيان سجود السهو وذلك بحسب قول الأممة والفقهاء، ويجدر الاشارة الى أن الصلاة تبطل عند ترك المصلي لأي من أركان أو سنن الصلاة، فإن تركها متعمدا فصلاته غير مقبولة، أما اذا ترك أيا منها سهوا وغير قاصد، فلا اثم عليه، وحينها يصلي سجود السهو كما أسلفنا سابقا وذلك بحسب المذهب الذي يتبعه.
حكم سجدة السهو
اختلف الفقهاء في حكم السهو، فقال الحنفية بوجود سجود السهو وأن اثما يترتب على تاركه، إلا أن صلاته مقبوله، أما المالكية فقالوا بأنه سنة مؤكدة،أما الشافعية فقالوا بأن سجود السهو فهو سنة.