العبادات
من المحزن أننا نرى أن كثيراً من المسلمين قد حصروا العبادة في عقولهم في الشعائر التعبدية: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج. وربما أضاف بعضهم الذكر، والجهاد، ولكن دلالة العبادة أوسع من ذلك بكثير، فإنها تشمل الحياة كلها. وهذا ما تدل عليه السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم وفهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فقد أطلق الله مصطلح العمل الصالح على كل ما يقوم به الإنسان من خير يريد به وجه الله سبحانه وتعالى، وقال تعالى في سورة النحل {مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَر أوْ أُنْثى وهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياة طَيِّبَة ولنجْزِيَنهُم أجرهُم بِأَحْسَنِ مَا كانوا يعملون} صدق الله العظيم، ويقول رسول الله: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير او إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) متفق عليه.
أنواع العبادة في الإسلام
- كلمة التوحيد (الشهادتان)أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وهي بطاقة دخول الإسلام، وقاعدة الإيمان، فإذا كان الإسلام لا يقوم إلا بالأركان، فإن الإسلام وأركانه الأربعة لا يقوم إلا بالشهادتين. وكلمة التوحيد روح الأعمال والعبادات كلها.
- الصلاة: هي عماد الدين، ركن الإسلام الثاني، وتتجلى مظاهر العبودية في أداء الصلاة حيث يضع المصلى أشرف أعضائه وهي رأسه على الأرض تعظيماً لربه، ولا يضعها لأحد سواه، فكان (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) رواه مسلم في صحيحه، وقال رسول اللهﷺ مبيناً أهمية الصلاة (بين العبد و بين الشرك أو الكفر ترك الصلاة) وقال رسول اللهﷺ أيضاً (إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله: صلاته فإن صلحت فقد أفلح وإن فسدت فقد خاب وخسر) رواه أحمد.
- إيتاء الزكاة: هي الركن الثالث من أركان الإسلام، ربط الله سبحانه وتعالى بينها وبين الصلاة في كثير من الآيات، فقال تعالى في سورة {وأَقِيمُوا الصَّلاة وآتُوا الزَّكاة وأَطِيعُوا الرَّسُول لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ،لقد جعل الإسلام الزكاة محك الإيمان، وبرهان الإخلاص، وهى فيصل التفرقة بين الإسلام والكفر وبين الإيمان والنفاق، وبين التقوى والفجور.
- الصوم: هو الركن من أركان الإسلام، فرضه الله سبحانه وتعالى في جميع الشرائع، قال تعالى في سورة البقرة {يا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيام كَما كُتِبَ عَلى الَّذِينَ مِن قَبْلكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، لقد كرم الله الصائم أيما تكريم
- الحج: هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد ربطه الله سبحانه وتعالى بالاستطاعة فقال عز من قائل: {ولِلَّهِ عَلى النّاس حِجّ البَيْت مَن اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران]. ومن مقومات الاستطاعة الصحة وآمن الطريق و للمرأة وجود الحرم كما دلت أحاديث عن رسول اللهﷺ.