رواية أولاد حارتنا
أولاد حارتنا و هي رواية من روايات الأديب العربي المصري نجيب محفوظ عام 1952م ، وتحديدا بعد ثورة يوليو ، وهي من الروايات التي أثارت جدلا واسعا في الوسط الأدبي ؛ نظرا للمواضيع الحساسة التي تناولتها ، ويذكر أن الرواية صدرت مطبوعة على صفحات كتاب عام 1962 في مدينة بيروت اللبنانية ، ولم تنشر في جمهورية مصر حتى عام 2006م .
من هو نجيب محفوظ
نجيب محفوظ أديب وروائي مصري ولد عام 1911 في مدينة القاهرة المصرية ، حصل على جائزة نوبل للأدب ، وقد توفي محفوظ
عام 2006 في مدينة الجيزة المصرية .
تمتاز روايات محفوظ بالرمزية ، بمعنى اختياره لرموز لتمثل الشخصيات التي يختارها في رواياته ، بالإضافة إلى اقترابه من الواقع
الاجتماعي الذي يعيشه الشعب المصري
لماذا أثارت رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ الجدل
تعتبر رواية أولاد حارتنا من أكثر الروايات المثيرة للجدل ؛ ذلك أنها تناولت موضوع غيبي حساس وهو الذات الإلهية ، حيث تحدث
محفوظ في روايته بما أسماه بالظلم الإلهي الذي أصاب الضعفاء من البشر ،
ولاقت الرواية هجوما شرسا من رجال الدين وخاصة علماء الأزهر الشريف ، إلا أن رئيس تحرير جريدة الأهرام قد دعم محفوظ وقام
بنشر الرواية على صفحات الجريدة آنذاك .
تم توجيه التهم الدينية لمحفوظ مثل الإلحاد والزندقة والكفر والتطرف والارتداد عن الدين الإسلامي ، وقد تعرض محفوظ بعد ذلك
لمحاولات اغتيال ، وقد توجهت أصابع الاتهام في ذلك الوقت لعلماء الأزهر بسبب معتقداته الدينية .
تناولت الرواية مواضيع اجتماعية مصبوغة بسرد قصص الأنبياء التي تم إرسالهم لإرساء قواعد العدل والإنصاف على الأرض ، وكانت
أفكار محفوظ تدور حول الفساد الذي تعاني منه مصر وشعوبها بدلالة رمزية.
ولهذا السبب اختار أن يسرد قصص الأنبياء للدلالة على ذلك بصورة غير الصورة الحقيقية التي جاء الرسل بها ، وعمد محفوظ في
روايته أن يختار أسماء غير حقيقية للأنبياء والرسل صلوات الله عليهم فعلى سبيل المثال فقد اختار اسم إبليس ليدل على
سيدنا إدريس عليه السلام ، كما اختار اسم أدهم للدلالة على سيدنا آدم عليه السلام وقصة خروجه من الجنة ،
كما اختار اسم قدري ليدل على قابيل واسم همام ليدل على هابيل ، كما اختار اسم جبل ليدل على سيدنا موسى ، واسم رفاعة ليدل على سيدنا عيسى عليه السلام ، ولكن القارئ للرواية يدرك أن المقصود بتلك الشخصيات هم الرسم الكرام ، فكانت الرواية من الروايات المثيرة للجدل والتي لم تلاقي القبول من الناحية الدينية والاجتماعية.