ما هو خلق الإيثار
الإيثار في اللغة تعني التقديم والاختصاص، فنقول آثر شخص أي قدمه وخصه.
خلق الإيثار اصطلاحا : خُلق نبيل يدفع الفرد للتضحية من أجل الآخرين، كما تعني تفضيل مصالح الآخرين
على مصالح الذات، بالإضافة إلى قدرة الفرد على التعاطف الاجتماعي مع الآخرين وتفضلها على الذات
ويدل على الفرد غيره عن نفسه في الخير أو دفع الضرر، وهو صفة تدل على نقاء النفس من الشح والبخل والأنانية، ويدفع إلى الشعور بالآخرين.
ما الفرق بين الإيثار والكرم
إن خُلقي الإيثار والكرم يتضمنان العطاء والجود، إلا أن الإيثار أكثر شمولا وعمومية من الكرم، حيث أن الإيثار لا تعني فقط العطاء، بل تعني تفضيل الغير بالعطاء مع حاجة الفرد لما أعطى، ولكن المؤْثر يرى أن غيره أكثر منه حاجة، فيؤثره على نفسه.
أنواع خلق الإيثار
- النوع الأول: الإيثار مع الله تعالى، ويتجلى في عدة صور منها: إيثار حب الله على حب النفس، إيثار الخوف من الله على الخوف من غيره، وإيثار التقرب إلى الله بالطاعات من اللهو في الحياة، وإيثار الآخرة على الدنيا، وغيرها من الصور الأخرى.
- النوع الثاني: الإيثار مع الخلق، ويعني تفضيل الغير عن النفس، ويقسم إلى ثلاثة أنواع، حيث أن النوع الأول إيثار ممنوع؛ لما فيه تجاوز للشرعية الإسلامية، فمثل لا يجوز الإيثار في الواجبات التي فرضها الله تعالى، أما النوع الثاني فهو إيثار مكروه ويتمثل في وقع الضرر في الشخص المؤْثر، والنوع الثالث وهو النوع المطلوب وهو الإيثار المباح الذي فيه تقديم الآخرين على النفس مع حاجة النفس، ولكن دون تجاوز لأوامر الله، ودون إلحاق الضرر بالنفس.
الإيثار في القرآن الكريم
ورد الإيثار في الآية التاسعة من سورة الحشر، فقد قال تعالى:”والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”.
كما ذكرت صورة أخرى للإيثار في القرآن الكريم وهي صورة الأنفاق، حيث ورد ذلك في الآية 92 من سورة آل عمران، حيث قال تعالى:” لت تنالوا البر حتى تُنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم”.
خلق الإيثار في السنة النبوية الشريف
ذكرت صور الإيثار في العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومنها:
- ورد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية”
آثار وفوائد خُلق الإيثار في حياة الفرد والمجتمع
يعود خُلق الإيثار على الفرد والمجتمع بعدد من الفوائد منها:
- تزكية النفس، فالإيثار يعمل على تزكية النفس وارتفاع شأنها وعلوها عن صغائر الأمور.
- يزيد خلق الإيثار التكافل واللُحمة الاجتماعية، ويبعد المجتمع عن عوامل الفرقة والعزلة.
- يحقق الكفاية الاقتصادية والمادية في المجتمع.
- يحقق العدل الاجتماعي بين الأفراد.
- دخول المؤثرين في كنف الله تعالى الذين أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، حيث وصفهم بـ “المفلحين”.
- نيل محبة وتقدير واحترام الآخرين.
- يدل الالتزام بخُلق الإيثار على محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال الاقتداء به ومحاكاة أخلاقه.
- كسب الحسنات، حيث أن خُلق الإيثار يحقق رضا الله تعالى، وبالتالي يزيد من فرصة الفرد للحصول على الحسنات والثواب من عند الله تعالى.
- يزيد المحبة في المجتمع، ويمحق العداوة والبغضاء.