خاطرة عن الأدب

خاطرة عن الأدب

خاطرة عن الأدب

  • أبي  يا أعظم رجل افتخرت به في حياتي … ويا أجمل حنان زين معالم طفولتي .. ويا أجمل عزٍ أرفع رأسي
    بي عند كبري.. أبي تتلاشى الأحرف من خاطري وفكري… وتذوي كل كلماتي .. تقف الأحرف عاجزة  عن
    النطق صامتة بجلاءِ …يتبخر كل حبر الأقلام أمام بحر عطائك الدفّاقِ… تُشلُّ أناملي وتُصاب بالعجزِ …تتكسر
    أمامك كل قواعد اللغة العربية وتنحني كل الكلمات تواضعا لك وإجلالِ… فأنت ببساطةٍ يا أبي أكبر من أن
    أصفك بكلماتِ، أوأن أجسدك بأسطرِ… أوأن تحتويك أوراقٌ وكتابِ…

 

  • أبي رافقتني منذ يوم مولدي سمحت لعينيّ أن ترى النور من نور قلبك ودفئ روحك الحاني.. بنيت لي
    مستقبلي وخططت له قبل أن تراني.. وفرحت فرحا عظيما وعاهدت الدنيا بأكملها أنك ستقدم لي جميع
    أنواع السرور والسعادة والفرحِ.. وحاربت الشقاء من أجلي وبايعته بأن لا يقترب مني… 
  • رسمت لي أيام طفولتي زينتها بجميع ملامح السعادة التي لا تنتهي… سرقت لي من نجمات السماء نجمة
    تحقيق الأمنيات وقلت لي تدللي وتمني…رافقتني في كل دروب حياتي..زرعت في كل محطة من مراحل
    عمري سعادة وثقة وابتسامة لن أنساها طول حياتي…. وعند نومي رويت لي حكاياتٍ لن تفارق أبدا
    مخيلتي… وقصصت عليّ قصصٍ قوتني وأسعدتني.. وعندما كنت أغفو كنتَ تُنسج لي من خيوط
    القمرالفضية  لحافاً لأحتمي به ليحميني حتى في منامي.. 
  • أبي ..كنتَ دائما تقول لي أنت أميرتي الصغيرة المدللة مهما كبرتِ…ويوماً ما قلتَ لي كلّ ليلةٍ أحلم كيف
    أصنع السعادة من روحي وأزرعها في قلبكِ … تخنقنتي دموعي يا أبي… فأنا لا أقوى أمامك … لا أقوى أمام
    أعظم رجل رأته عيني… لا أقوى .. يحتلني الضعف وأتوقُ لأن أرتمي بين ثنايا صدرك ، وأشم رائحة أنفاسك ،
    فأنت يا أبي دوائي الذي يشفيني… نظرة منك تسعدني لآخر نفس بعمري.. 
  • يا أبي علمتني أين تكمن السعادة وسلمتني مفاتيحها وقلت لي احتفظي بها كي لا تشقي … علمتني
    العطاء دون حساب ودون مقابل فقط من أجل الحب دون أن تنظرلشيء إلا لابتسامتي … ويوماً ما أهديتني
    صندوقاً صغيرً يحوي مجموعةً من الأسرارِ، ومسكت بيدي ووضع مفتاح القفلِ… عانقتني وهمست لي
    بأذني…احتفظي به مهما كانت الظروف والأحوالِ… 
  • كبرتُ يا أبي وما زلت بنظرك طفلتلك المدللة التي لن تكبر يوماً…. وما زال بحر عطائك يدفق بحياتي… كبرت
    وما زلت أحتفظ بذلك الصندوق الذي لن أبوح لأحد بأسرارهِ …. 
  • أبي ..كنت كشمعةٍ منيرةٍ لي أشرقت الأمل الواعد بحياتي تذوب أنت لأحيا أنا حياتي… أخذت بيدي لتحقيق
    أمنياتي… سهّلتَ الصعاب أمامي.. واقتلعت الأشواك الدامية بيديك يا أبي..وسهلت الطرق أمامي وفرشتها
    لي ورودا حمراء مرصعة بأجمل قطرات الندى … وكنت دائما تقولي أنت وحدكِ تستحقي… 
  • كبرتُ يا أبي…  وصورتكَ حُفرت بقلبي.. أنظر إليك كلّ ليلةٍ في أعماق روحي … فأنت حيٌ في قلبي وعقلي
    ووجداني.. لن أنساك يوماً يا أبي..  فنسيانكَ لن يكون إلا بآخر رمق بأنفاسي… 
إقرا أيضا :  الشعر العامودي وتعريفه