نبذة عامة
الآداب النبوية هو منزلة من منازل الآية الكريمة (إياك نعبد وإياك نستعين). حيث يقول ابن عباس وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم عن الآداب النبوية أدبوهم وعلموهم، فالأدب: اجتماع خصال الخير في العبد، و علم الأدب: هو علم إصلاح اللسان الخطاب، وتحسين ألفاظه، وصيانته عن الخطأ والخلل، والأدب له أنواع ثلاث أولها الأدب مع الله سبحانه وتعالى، وأدب مع رسوله اللهﷺ وشرعه، وأدب مع خلقِهِ.
الآداب النبوية في التعامل مع الله سبحانه وتعالى
أنواع الأدب مع الله
- محافظة العبد على معاملته مع الله أن تكون ناقصة أو ان يكون بها شائبة.
- أن يكون القلب كله لله عز وجل لا لأحدٍ غيره.
- صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتكَ عليه الرب عز وجل. أى أن تعرف واجبك نحو الله.
اضاءات عن الآداب النبوية
سئل الحسن البصرى عن أنفع الأدب، فقال التفقه فى الدين، والزهد فى الدنيا، والمعرفة بما لله عليك، ومن آداب الرسل عليهم السلامه جميعاً مع الله عز وجل، حينما قال المسيح عليه السلام (إن كنت قلته فقد علمته) [المائدة]، ولم يقل أنا لم أقله، والاختلاف بين الجوابين كبير فى حقيقة الأدب، ثم أحال الأمر إلى علم الله عز وجل فقال (تعلم ما في نفسى ولا أعلم مافى نفسك) ثم أثنى على الله بما هو أهله فوصفه بتفرده بعلم الغيوب كلها فقال (إنك أنت علَّٰم الغيوب).
وكذلك قول خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام: (الذى خلقني فهو يهدين*والذى هو يطعمنى ويسقين*وإذا مرضت فهو يشفين)[الشعراء] ولم يقل (وإذا أمرضني) حفظاً للأدب مع الله، ومن الأدب أيضاً عندما أمر رسولنا الكريم صلوات الله عليه وأفضل السلام الرجل أن يستر عورته وإن كان خالياً لا يراه أحد، أدباً مع الله، وتعظيمه، وإجلاله، وشدة الحياء منه عز وجل، ولهذا لم يكن كمال هذه الأخلاق إلا للرسل والأنبياء صلوات الله عليهم.
اضاءات عن الآداب النبوية
..وقال بعض السلف: الزم الأدب ظاهراً وباطناً، فما أساء أحد الأدب في. الظاهر إلا عوقب ظاهراً، وما أساء أحد باطنا إلا عوقب باطناً.
..ولقد قيل الأدب في العمل علامة القبول. وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل.
..إن الله سبحانه وتعالى هيأ للإنسان أن يقبل الكمال، فلقد منح الله عزّ وجل الفرص من العقل الذى يوازن به الأمور، وليعلم أن هناك عقاب لمن يفعل الذنوب، وثواب لمن يفعل الأمور الحسنة الطيبة، وأيضا أرسل الله رُسُله وأنزل معهم كُتبه فقال الله تعالى فى سورة الشمس: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا). فلقد خلقنا الله على الفطرة الطيبة والآداب الزكية ولكننا نختار هل نسير فى الطرق الخاطئة أو نسير فى الطرق الصحيحة.
اختر طريقك فإنك ستحاسب على الطريقين.