فضل الأذَكار بَعد الصّلاة المفروضة
الصلاة عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأول ما فرضه الله على عباده من الفرائض، وقول الاذكار بعد الصلاه يعوض أي تقصير حدث أثناء تأديتها.
أهمية الاذكار بعد الصلاه المفروضة
- قال تعالى “وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ”، بين الله تعالى منزلة الصلاة في الإسلام حيث جعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة.
- عند ذكر المسلم لربه دبر كل صلاة فإنه بقراءته لتلك الأذكار يمتلئ قلبه بذكر الله وتعظيمه وإجلاله، والخضوع له سبحانه وتعالى.
- ويعتبر الهدف الأكبر من قراءة أذكار ما بعد الصلاة المفروضة، لعل الله يتجاوز عن أي نقص أو تقصير فعله العبد أثناء تأدية الصلاة.
- قراءة المسلم أذكار ما بعد الصلاة المفروضة طاعة تنفعه وتقيه من عذاب يوم القيامة.
- إذا انتهى العبد من صلاة الفجر، ثم ظل في مجلسه على وضوئه يذكر الله حتى تشرق الشمس، ثم صلى ركعتين كان له بذلك أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة.
- إذا قرأ العبد المسلم آية الكرسي دبر كل صلاة، لم يكن بينه وبين الجنة سوى الموت بإذن الله تعالى.
- ذكر الله بعد الصلاة يحيي القلب وينير الوجه، ويطهر الروح ويطمئن النفس ويطهرها.
- ذكر الله بعد الصلاة تقوي صلة العبد بالخالق عز وجل، ويجتهد في عبادته لله حتى يصل لمرحلة الإحسان مع الله عز وجل.
- ذكر العبد للخالق عز وجل تحصن العبد من الشرور، وتبعد عنه الشيطان ووساوسه.
- ذكر الله يكره العبد في فعل المعاصي، ويحببه في فعل الخيرات والأعمال الصالحة التي تشفع للعبد يوم القيامة.
المداومة على ذكر الله بعد تأدية الصلوات المفروضة
- محافظة العبد ومداومته على ذكر الله دبر كل صلاة يضمن له دخول الجنة بإذن الله، وتبعده عن النار.
- مداومة العبد على الذكر دبر كل صلاة تحبب إليه الإيمان، ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان.
- المداومة على ترديد الأذكار بعد الصلاة تعالج أمراض القلوب، وتبعث في نفس المسلم السرور والتفاؤل بكل خير.
- يستشعر العبد لذة الطاعة والقرب من الخالق عز وجل.
ما فرض من الاذكار بعد الصلاه
- الاستغفار ثلاثاً، فالمسلم لا يخلو من تقصيره في الصلاة.
- “اللهُمّ أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام”، حيث جاء في صحيح مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا انصرف من صلاتِه، استغفر ثلاثاً، وقال: اللهمَّ أنت السلامُ ومنك السلامُ، تباركت يا ذا الجلالِ والإكرام”.
- قول دُعاء ” لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ”، فعن المغيرة بن شعبة أنّه قال “إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان إذا فرغ من الصلاةِ وسلَّمَ، قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كل شيءٍ قديرٌ، اللهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ ولا مُعطيَ لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجَدُّ”.
- الدُّعاء بقول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسَن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كرِه الكافرون”، فقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه “لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا حول ولا قوةَ إلا بالله، لا إله إلا اللهُ، ولا نعبد إلا إياه، له النعمةُ وله الفضلُ، وله الثناءُ الحسنُ، لا إله إلا اللهُ مُخلصين له الدينَ ولو كره الكافرون”.
- التسبيح ثلاثاً وثلاثين مّرًة، والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرّةً، والتكبير ثلاثاً وثلاثين مرّةً، جاء عن الرسول -صلّى الله عليه وسلم- أنّه قال: أفلا أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبقَكم وتَسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثلَ ما صنعتُم؟ قالوا: بَلى يا رَسولَ الله، قال “تُسبِّحونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتُحَمِّدونَ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين مرّةً”.
الاذكار من القرآن الكريم والسنة النبوية
- قول دعاء “اللهم إنّي أعوذ بك من الجُبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العُمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر”، فقد جاء في صحيح البخاري: كان سَعْدٌ يَأمُرُ بخَمسٍ، ويَذْكُرُهُنَّ عَنِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنّه كان يأمُرُ بهِنَّ “اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ مِنَ البُخلِ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الجُبنِ، وأعوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ الدُّنْيا -يَعني فِتنَةَ الدَّجَّالِ- وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ”.
- قراءة المعوِّذتين، وهما سورتا الفلق والناس، حيث قال عقبة بن عامر” أمرني رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلّم- أنْ أقرأ بالمعوِّذتينِ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ”.
- ترديد دُعاء” اللهُمّ أعنّي على ذِكرك، وشُكرك، وحُسن عبادتك”، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال” أخذَ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بيدي يوماً، فقالَ: يا معاذُ إنِّي واللَّهِ لأحبُّك. فقالَ معاذٌ: بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ، وأنا واللَّهِ أحبُّكَ. فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعَنَّ دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ أن تقولَ “اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكرِكَ، وشُكرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ”.
- قول المسلم” اللهُمّ اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلَّها، اللهم أنعشني واجبُرني واهدِني لصالح الأعمال و الأخلاق، فإنّه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيِّئها إلا أنت”، فقد رُوي عن أبي أمامة الباهلي ” اللهُمّ اغفِر لي ذنوبي و خطايايَ كلَّها، اللهم أَنعِشْني واجبُرْني، واهدِني لصالحِ الأعمالِ والأخلاقِ؛ فإنّه لا يهدي لصالحها ولا يصرفُ سيِّئَها إلا أنت”.
- ذِكر دعاء” اللهم إنّي أعوذ بك من الكُفر، و الفقر، وعذاب القبر”، حيث رُوِي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان يقول “اللهمَّ إنّي أعوذُ بك من الكفرِ، والفقرِ، وعذابِ القبرِ”.
اذكار أخرى من الاذكار بعد الصلاه
- ” الصّلاة على النبيّ صلّى الله عليه وسلم”، والتوجّه بالدعاء إلى الله تعالى، جاء في السُّنة
النبوية “سمِع -صلَّى اللهُ عليه وسلم- رجلاً يدعو في صلاتهِ لَم يُمجِّدِ اللهَ تعالَى، ولم يصلِّ
على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال: عجِلَ هذا، ثمَّ دعاهُ فقال له أو لغيرِه: إذا صلَّى أحدُكم
فليبدأْ، بتحميدِ ربِّه جلَّ وعزَّ، والثناءِ عليه، ثمَّ يصلِّي، وفي روايةٍ: ليصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه
وسلم، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاء، وسمِع رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- رجلًا يصلِّي، فمجَّد اللهَ
وحمِدَه، وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: ادعُ
تُجَبْ، وسَلْ تُعطَ”. - ذِكر المسلم لله ما شاء من الأذكار حتّى طلوع الشمس، فقد جاء عن النبي -صلّى الله عليه
وسلم- أنّه قال” مَن صلّى الفجرَ في جماعةٍ، ثمّ قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلّى
ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ”.
- قول المسلم “لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويُميت، بيده الخير،
وهو على كلّ شيء قدير”، يُكرّرها عشر مرّات، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم “من
قال بعد صلاة الصُّبح وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلّم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد يُحيي ويُميت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير عشرَ مرّاتٍ، كتب الله له بكلّ مرّة
عشر حسنات ومحا عنه عشر سيِّئات، ورفع له عشر درجاتٍ”. - قول المسلم “اللهمّ إنّي أسألك علماً نافعاً، وعملاً مُتقبَّلاً، ورِزقاً طيّباً”، جاء عن أمّ سلمة -رضي
الله عنها- أنّ الرسول صلّى الله عليه
وسلم” كانَ يقولُ إذا صلَّى الصُّبحَ حينَ يسلِّمُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلماً نافعاً، ورزقاً طيِّباً، وعملاً متقبَّلاً”. - قول المسلم” اللهمّ بك أحاول، وبك أصاول، وبك أقاتل”، رُوِي في صحيح بن حبان كان رسولُ اللهِ -صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم- إذا صلَّى أيَّامَ حُنينٍ همَس شيئاً، فقيل له: إنَّك تفعَلُ شيئاً لم تكُنْ تفعَلُه، قال: أقولُ
” اللَّهمَّ بك أُحاوِلُ، وبك أُصاوِلُ، وبك أُقاتِلُ”.